أكد مدير عام مكتب التربية العربي لدول الخليج الدكتور سعيد بن محمد المليص في حديثه ل«الجزيرة» ان توجهات قادة دول مجلس التعاون الخليجي تحرص على تطوير المناهج التعليمية للتغييرات والمستجدات وتعزيز القيم الايجابية وتنمية الابداع والتفكير لهذا الجيل.. وأبان المليص بأن إعداد هذا الجيل يتطلب تعاوناً وتكاتفاً حتى يكون قادراً بإذن الله على التعامل والتفاعل مع مايشهده العالم من نقلة سريعة في شتى مناحي الحياة.. وأكد د. المليص بأن ماتتعرض له دول الخليج من انتقادات بشأن المناهج الدراسية يجعل هذه الدول تتمسك بسياساتها التعليمية التي تنبع من القيم الاسلامية والاجتماعية التي تحث على التسامح مع الآخرين وتحث على الاخلاق الحميدة مؤكداً بأن من يتعرضون لهذه المناهج ومن يخططون للنيل منها معروفون ومكشوفون لدينا. وحول كيفية اختيار مكتب التربية العربي لدول الخليج برامجه قال د. المليص: يستند المكتب في اختيار برامجه ومشروعاته على مرجعيات مهمة تتمثل في توجيهات المجلس الاعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي ركزت على تطوير المناهج الدراسية وتنمية قدرات الطلاب على الابداع والتفكير وتعزيز القيم والاتجاهات الايجابية لديهم واهتمت بالعديد من الجوانب التي يستلزمها تطوير العملية التعليمية في منطقتنا، وفي هذا الاطار فقد اقر اصحاب الجلالة والسمو قادتنا الأجلاء الخطة المشتركة لتطوير المناهج التي تم ترجمتها الى مشروعات وبرامج يقوم المكتب على تنفيذها. وللمكتب سلطاته الدستورية المتمثلة في المؤتمر العام الذي يضم اصحاب المعالي وزراء التربية والتعليم والمعارف في دوله الأعضاء اضافة الى المجلس التنفيذي للمكتب الذي يضم اصحاب السعادة وكلاء هذه الوزارات، وتعد قرارات المؤتمر العام وتوصيات المجلس التنفيذي وقراراته مرجعاً لبرامج المكتب ومشروعاته. وقد قام المكتب بدراسة لاستشراف مستقبل التربية في المنطقة طرح من خلالها توجهات العمل المستقبلية التي يمكن ان تكون خيارات مناسبة امام الدول الاعضاء لتطوير نظمها التعليمية لتصبح اكثر استجابة للاحتياجات والمتغيرات والمستجدات من حولها، وتأتي هذه الوثيقة لتمثل مرجعاً مهماً في اختيار برامج المكتب ومشروعاته. التنسيق والتعاون * ما أوجه التعاون بين مكتب التربية العربي لدول الخليج ومجلس التعاون الخليجي؟ مكتب التربية وهو سبَّاق في النشأة الى التنسيق والتعاون في الميدان التربوي يرتبط بعلاقة قوية بمجلس التعاون حيث يولي قادتنا الأجلاء حفظهم الله التعليم وتطويره قسطاً وافراً من اهتماماتهم وتوجيهاتهم، ولذلك فالمكتب يتخذ من توجيهاتهم وقراراتهم السيادية منطلقاً لعمله والتخطيط لمسيرته. نعرف من يخطط * هناك انتقادات من وسائل الإعلام الأجنبية بأن دول الخليج تدرس الإرهاب وتحرض على العنصرية، فما تعليقكم؟ لكل رأيه، ولكن إذا كانت هذه الآراء والانتقادات ترد من وسائل الإعلام الامريكية فإنه لايخفى علينا من يخطط لها ويديرها ويوجهها مما يجعلنا نتمسك أكثر بمناهجنا وسياساتنا التعليمية التي تنبثق من عقيدتنا واخلاقنا العربية وواقع وطموحات مجتمعاتنا، وفي الحقيقة فإننا نشعر الآن بحماسة أكثر نحو ترسيخ المفهوم العقدي الصحيح لدى ابنائنا وبناتنا وغرس الاعتزاز بالهوية الاسلامية العربية مع احترامنا للآخرين وتسامحنا معهم وفق ما تمليه علينا شريعتنا وقيمنا الاجتماعية الخالدة. مساهمة فعالة * كيف تقوِّمون مساهمة المملكة في مكتب التربية العربي لدول الخليج؟ المملكة العربية السعودية عضو له فاعليته في المكتب منذ تأسيسه فقد احتضنت مقره ثم اهدت له مبناه ليكون مقره الدائم الذي قامت المملكة بتأسيسه والعناية به ليكون رمزاً لدعم العمل التربوي المشترك. وتسهم المملكة الى جانب شقيقاتها الدول الاعضاء في ميزانية المكتب كما ان لها مواقفها الثابتة في مساندة مسيرته وحفزها لتحقق طموحات التعاون في المجال التربوي. وقد كان لخادم الحرمين الشريفين حفظه الله دوره التاريخي ومكرمته في دعم جامعة الخليج العربي وتذليل الصعوبات التي اعترضتها، ولازلنا نشعر ان دعم القيادة السعودية للمكتب منبثقة من روح الأخوة الصادقة التي تحفظها المملكة لكل المسلمين فما بالك بأشقائها في الدم والأرض والعقيدة. ثلاثة مجالات * مالجهود التي يقوم بها المكتب لتطوير المناهج وتوحيدها في الدول الاعضاء؟ للمكتب جهود متواصلة في تطوير المناهج وفي السعي لتوحيدها وقد حرص المكتب في هذا المجال على توحيد الاهداف للتعليم وتطوير هذه الاهداف بما يتوافق والتطورات والمستجدات على الساحة التربوية واصدار الوثيقة الموحدة للأهداف التربوية التي تعتبر منطلقاً لصياغة المناهج ادراسية، ما وضع اهدافاً موحدة للمناهج، واهتم بإيجاد قدر مشترك في مناهج المواد الاجتماعية، واللغة العربية، وقد سبق للمكتب ان وضع كتباً موحدة في الرياضيات والعلوم بعد ان صاغ مناهجها نخبة من المختصين في الدول الاعضاء، ونظراً للتطورات والمستجدات في تدريس هاتين المادتين يقوم المكتب الآن وبناء على توجيه اصحاب المعالي وزراء التربية والتعليم والمعارف بتنفيذ مشروع طموح لتطوير مناهج وكتب العلوم والرياضيات بالاستعانة بالخبرات العالمية المتخصصة في هذين المجالين وبمشاركة خبرات متخصصة ايضاً من ابناء الدول الاعضاء. وقد توجت جهود المكتب في مجال المناهج الدراسية بصدور موافقة اصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون الخليجي على الخطة المشتركة لتطوير المناهج والتي اشتملت على ثلاثة مجالات مهمة يختص الاول منها بتطوير الاهداف والخطط العامة للتعليم، والثاني تطوير المناهج والخطط الدراسية، بينما يتناول المجال الثالث ميادين مهمة ومؤثرة في العملية التعليمية وهي كفايات المعلمين واختبارات مستوى التحصيل اضافة الى المرافق التعليمية. ويقوم المكتب بتنفيذ برامج هذه الخطة المشتركة لتطوير مناهج التعليم في دول المجلس وفق آليات عمل محددة لكل برنامج وخطة زمنية تتطلبها طبيعة تنفيذه. دعوة القطاع الخاص * هل لكم توجه مع القطاع الخاص في مجال خدمة البرامج التربوية؟ نعم التوجه موجود وقد تم اتخاذ اجراءات عملية لاسهام القطاع الخاص في البرامج التي تعود نتائجها بالفائدة على مجتمعاتنا الخليجية. والقطاع الخاص مدعو لأن يشارك بفاعلية اكبر في دعم برامج المكتب، واستثمر هذه الفرصة عبر جريدتكم الغراء لتوجيه الدعوة لكافة مؤسسات القطاع الأهلي بدول الخليج للتعاون مع مكتب التربية العربي لدول الخليج في اقتراح البرامج التي يراها ضرورية والاسهام في تمويلها لأن مجال البرامج هو مجال خصب ويحتاج الى تعاون الجميع بقدراتهم وإمكاناتهم. مكافحة الأمية * أين تضع المملكة وبقية دول مجلس التعاون بين دول العالم في مجال التربية والتعليم وخاصة في مجال مكافحة الأمية؟ لقد قطت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اشواطاً متقدمة في ميدان التربية والتعليم على الرغم من حداثة التعليم النظامي بها مقارنة بغيرها من الدول وحرصت هذه الدول على توفير التعليم للجميع ونشر مظلته في كافة أنحائها وتوسعت في نشر المدارس وافتتاح المعاهد والكليات بصورة تدعو للتقدير، ومع هذا التوسع الكبير في توفير فرص التعليم انخفضت نسبة الأمية في دول الخليج وتدنت بشكل ملحوظ حتى إن بعض البلدان التي كانت نسبة الأمية فيها تزيد على 36% اصبحت الآن تمثل أقل من 9% في فترة زمنية قصيرة. ومع هذا التوسع والتطور الكمي يمكننا القول ان الحاجة ملحة وضرورية لتنفيذ خطط وبرامج تعنى بالجانب النوعي في التعليم وجودته ليكون تعليمنا أكثر تلبية لحاجات مجتمعاتنا في التنمية والتطور ومعايشة المستجدات في كافة الميادين، وقد أخذت دول المكتب تهتم بهذا الجانب فرادي ومجتمعه عبر خطط وبرامج طموحة. ارتباطنا مع البحث التربوي * ما هو دور المكتب في المجالات البحثية التربوية؟ البحوث التربوية من المجالات المهمة في عمل المكتب منذ انشائه، وحتى يحقق المكتب أهدافه فإن من مهامه كما جاء في نظامه الأساسي: «تشجيع البحث العلمي والتربوي في الدول الأعضاء والعمل على تنمية الكفاءات المتخصصة في المجالات العلمية والتربوية لتلبية حاجات الدول الأعضاء». ويرتبط عمل المكتب بالمجال البحثي ارتباطا وثيقا لأهمية البحوث التربوية في دراسة الواقع التربوي وتقويمه والتوصل الى حلول علمية للمشكلات التي تواجه العملية التعليمية وكذلك في استشراف المستقبل التربوي لدول المكتب ووضع الاستراتيجيات والخطط اللازمة لما ينبغي ان يكون عليه التعليم في المستقبل. ويستطيع المتابع لبرامج مكتب التربية العربي لدول الخليج في المجال البحثي ان يقف بسهولة على ان كافة جوانب العملية التعليمية في الدول الأعضاء بالمكتب والقضايا ذات الصلة بها قد تناولها المكتب بالدراسات والبحوث التي صارت تمثل مرجعا تربويا لا يستغني عنه الباحثون والدارسون والمهتمون. ولما كانت العبرة في المجال البحثي بتوظيف نتائج البحوث فيما يخدم البرامج والمشروعات التي تستهدف تطوير التعليم فإن المكتب يحرص بقدر الامكان على تحويل توصيات هذه البحوث ونتائجها الى برامج عمل يستفيد منها الميدان التربوي والتعليمي. بل وخص المكتب برنامجا خاصا ضمن برامجه وهو جائزة المكتب التي تمنح لأفضل بحث أو بحوث تقدم وفق المواصفات والشروط التي يعلن عنها في كل دورة مالية. ولعلي هنا أجدد التنويه عن موضوعات الجائزة لهذا العام وهي محددة في موضوعات أربعة على النحو التالي: توظيف تقنية المعلومات والاتصالات لتطوير التعليم. تمويل التعليم. الجودة الشاملة في التعليم. المشاركة المجتمعية في التعليم. تحصينهم وتعليمهم * هناك كم هائل من القنوات الاعلامية ووسائل الاعلام التي تؤثر تأثيراً سيئاً واضحا على المجال التربوي. كيف لنا ان نواجه مثل تلك القنوات وان نربي أبناءنا تربية صالحة؟ أنا معك فيما ذهبت اليه إلا انه من الانصاف ان نقول: ان هناك من القنوات والوسائل ما هو ملتزم بأسس التربية السليمة، ولكن ما دمنا في عالم الفضاء المفتوح الذي تزدحم فيه المؤثرات الفضائية وتغزو عقول شبابنا بما قد يؤثر سلبا على التربية السليمة والتنشئة القويمة فإن الأمر يتطلب تحصين الأبناء منذ الصغر بسياج من العقيدة الاسلامية والأخلاق الاسلامية التي تجعلهم قادرين على التمييز بين الصالح والطالح وبين المفيد والنافع. وهذا هو واجب التربية في بلادنا إذ العبرة بالتحصين كما ان على القنوات والوسائل الملتزمة مضاعفة الجهد ومحاولة المنافسة لجذب المشاهد ببرامج ثرية وموثرة، أما التقليدية في الأداء فقد مل الناس منها وان لم يفصحوا. تنويع مصادر المعرفة * ما الفرق في رأيكم بين مُعلِّم الأمس ومُعلِّم اليوم؟ كلاهما وقعت وتقع عليه مسؤولية كبرى في تربية الأبناء وتنشئتهم غير ان المناخ التربوي قد اختلف حول كل منهما، فبعد ان كان معلم الأمس هو المعلم الحقيقي وهومصدر المعرفة؛ لم يعد معلم اليوم هو المصدر الوحيد للتربية والتعليم بعد ان تزاحمت المؤثرات التربوية من حوله وبعد ان تعددت مصادر المعرفة والمعلومات أمام الطلاب وظهرت مؤثرات تقنية لم تكن في الحسبان، مما ضاعف من مسؤوليات المعلم في اكتساب المعلومات والمهارات والخبرات التي تتناسب مع العصر. وهذا يتطلب من مؤسسات اعداد المعلمين وتدريبهم اعادة النظر في برامجها ومناهجها وتطلب من المعلم نفسه ان يضاعف جهوده لتطوير ذاته وتحسن أدائه لتظل له مكانته في العملية التعليمية وكان الله في عون المعلم في المستقبل. تستهدف الطفل * الطفل هو عماد المستقبل. فما دور المكتب تجاهه؟ إذا كنا ننظر الى مرحلة الطولة على أنها تمتد كما جاء في اتفاقية حقوق الطفل الى سن الثامنة عشرة. تلك الاتفاقية التي انضمت اليها دول المكتب. فإن برامج المكتب وهي تعنى بمراحل التعليم العام تكون في مضامينها. بهذا المفهوم موجهة الى هذه المرحلة العمرية تعنى بها لتطوير التعليم ورفع كفايته وتحسين مخرجاته وزيادة فاعلية التعليم في اعداد المواطن الصالح. أما إذا كنت تنظر للطفل في مراحله العمرية الأولى فإن مكتب التربية العربي لدول الخليج له العديد من البرامج التي تهدف الى توفير مناخ تربوي مناسب لحسن تربية الطفل وايلافه الجو المدرسي وتزويده بالمعومات والمعارف على قدر سنه والعمل على تنمية تفكيره، اضافة الى العناية بالوسط الذي يتفاعل مع الأطفال وبخاصة الوالدان للمحافظة على سلامة الطفل وبل توجيهه للسلوك المفيد. كما ان للمكتب برامج تختص بتطوير رياض الأطفال بصفتها مرحلة مهمة في حياة الطفل. وينظر المكتب الى الطفل على انه يمثل لبنة أولى في بناء المجتمع وان استهدافه بالبرامج التربوية المناسبة هو خدمة للمجتمع ومستقبله. ولذلك فقد قام المكتب بالعديد من البرامج في مجال الطفل التي يمكن ان تفيد ميدان تربية وتعليم الأطفال وتوجيه سلوكهم والعناية بتنشئتهم وفي جعبتنا لهذا العام عدد من البرامج الموجهة للطفل والأسرة ومنها: أدلة ارشادية متعددة للأسرة لتربية الأطفال وتحصينهم، وتقويم الرسائل التربوية والموجهة عبر وسائل الاعلام للتوعية في مجال الطفل والأسرة التي قام بها المكتب تمهيداً لانتاج المزيد منها، وبرامج للعناية بالطفل الموهوب، ودراسة تقويمية لمرحلة رياض الأطفال وأفضل السبل لتطويرها. مشروعات وبرامج * هل تعانون من مشكلات مالية في تنفيذ برامجكم؟ المال عصب مهم لانجاز البرامج التربوية في أي مؤسسة أو منظمة تربوية، ويصعب بدون التمويل الكافي قيام المؤسسات بتنفيذ كافة برامجها وبالجودة التي تريدها. غير ان مكتب التربية العربي لدول الخليج يجابه هذه المشكلة المتمثلة في عدم ملاءمة ميزانيته لبرامجه بانتقاء البرامج الضرورية والملحة والتي يصعب تأخيرها أو تأجيل تنفيذها كما يحاول تنفيذ بعض البرامج عبر مراحل زمنية اضافة الى افساح المجال في بعض برامجه لاسهامات من القطاع الأهلي. غير أنه من الجدير ذكره ونحن بصدد الحديث عن المشكلات المالية الاشارة وبكل تقدير وثناء للدعم المالي الذي وجَّه به أصحاب الجلالة والسمو لبرامج الخطة المشتركة لتطوير المناهج والتي يقوم المكتب بتنفيذها والتي ستكون لها انعكاساتها الطيبة بإذن الله على مسيرة التربية والتعليم بالدول الأعضاء. كما انه لا يفوتني هنا ان أشيد بالدعم الذي يجده المكتب بوجه خاص من حكومة خادم الحرمين الشريفين ممثلة في معالي وزير المعارف الأخ الدكتور محمد بن أحمد الرشيد الدائم الحرص والمتابع المذلل لكل العقبات التي قد تصادفنا. انضمام اليمن * كيف ترون انضمام الجمهورية اليمنية الى مكتب التربية العربي لدول الخليج؟ لقد كان لقرار أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بقبول الجمهورية اليمنية عضوا في بعض المنظمات الخليجية ومنها مكتب التربية أبلغ الأثر لدى الدول الأعضاء بالمكتب؛ لما يمثله ذلك من تفعيل لدور التربية في تقوية أواصر القربى والمودة بين الأشقاء. فالعلم رحم بين أهله. كما ان الأشقاء في الجمهورية اليمنية لهم مكانتهم وتجاربهم في الميدان التربوي مما يعزز الاستفادة من تجارب بعضنا البعض ويرتقي بالبرامج نحو جعل التربية أكثر فاعلية في تحقيق طموحات قادتنا في البناء والتطوير والتخطيط لمستقبل مشرق لأبناء الأمة. والأشقاء في اليمن هم ذخر وسند في الميدان التربوي. نجاح العملية التربوية * ما صحة ما يقال بأن الأسرة هي العامل القوي في نجاح العملية التربوية؟ هذا القول صحيح بدرجة كبيرة جداً؛ فالأسرة هي المحضن الأساسي والأول للأبناء وفيها يتشرب الطفل أفكاره ويكتسب سلوكه الأساسي في التعامل مع محيطه. وتؤثر الأسرة في تشكيل وجدان الأطفال منذ الصغر في هذه الفترة المهمة في حياتهم حيث تتشكل حوالي سبعين في المائة من شخصية الطفل كما تشير الدراسات في السن التي تسبق التحاقه بالمدرسة. وخلال التحاق الطفل بالمدرسة فإن للأسرة وظيفتها المهمة في انجاح دور المدرسة بحسن رعاية أبنائها وتوثيق الصلة مع المدرسة والتعاون معها في تقوية الجوانب الايجابية في سلوك الطفل، وفي المقابل معالجة بوادر السلوك غير المرغوب فيه منذ وقت مبكر؛ فالأسرة وهي الحاضن الأول للطفل فإن وظيفتها تستمر مع المدرسة تعاوناً وتكاملاً وتعزيزاً لدورها لانجاح ما تقوم به المدرسة من وظائف تربوية وتعليمية. لكل دولة إصدارها * ما امكانية اصدار مجلة تخدم وزارات التربية والتعليم والمعارف في الدول الأعضاء بالمكتب؟ مجال الاصدارات التربوية من المجالات الرحبة والخصبة في دول المكتب . ويحفل ميداننا التربوي بالعديد من الاصدارات المتميزة داخل كل دولة عضو. ولمكتب التربية العربي لدول الخليج مجلة دورية محكمة تصدر كل ثلاثة شهور وهي مجلة رسالة الخليج العربي وتعنى بنشر البحوث والدراسات التربوية والثقافية التي تعالج مشكلات وقضايا الواقع التربوي العربي والاسلامي وعرض الحوارات التي تدور حول القضايا التي تتصل باستراتيجيات التربية العربية والاسلامية كما تعنى بعرض التجارب التربوية الاقليمية والعالمية اضافة الى استعراضها للأخبار التربوية المتصلة بالنشاط التربوي المتميز. وتجد هذه المجلة اقبالا من الباحثين والدارسين والمهتمين داخل المنطقة وخارجها. وهي تمثل وعاء مهما من أوعية النشر التي يحرص عليها الباحثون. كما أنها تمثل أيضا مرجعا للدارسين يفيدهم في بحوثهم ودراساتهم. وفي رأيي أنه ليست هناك حاجة لمجلة غيرها الآن، غير انه يمكن تطويرها لتحقق أهدافا أكثر اتساعا وشمولية. ويعكف المكتب الآن على دراسة أفضل السبل لتطويرها. تطوير الخطة المشتركة * ما أهم المشروعات التي نفذها المجلس حتى الآن؟ يعتز المكتب بالدرجة الأولى انه استطاع ان يكون أداة للعمل التربوي المشترك بين دوله الأعضاء عبر برامج ومشروعات تتعاون هذه الدول في التخطيط لها وتنفيذها. وكثير من تلك البرامج هي موضع اعتزاز ممن يتابعون أنشطة المكتب ويستفيدون منها في مختلف مجالات العمل التربوي ومنها المناهج الدراسية وطرائق التدريس واعداد المعلم ورفع كفايته وتقويم أدائه وتقنيات التعليم ووسائل القياس والتقويم والبحوث والدراسات وقضايا الأسرة والطفل والتنشئة الاجتماعية والاعلام التربوي وتعليم الكبار ومحو الأمية والنشاط المدرسي وتعليم التفكير واكتشاف الموهوبين ورعايتهم والاهتمام بالفئات الخاصة كالمعاقين ودراسة سبل تفعيل دور مؤسسات المجتمع في العملية التعليمية. وادخال الحاسوب الى التعليم مادة ووسيلة وتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها والاهتمام بقضايا التعليم العالي وانشاء جامعة الخليج العربي وغير ذلك من البرامج والمشروعات المتعددة التي قام بها المكتب. وهناك مشروعات يعتز بها مكتب التربية العربي لدول الخليج ويقوم على تنفيذها الآن، ومن أبرزها الخطة المشتركة لتطوير المناهج في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي التي حظيت باقرارها من قبل أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس الذين أكدوا دعمهم المستمر لها، كما يحظى تنفيذ هذه الخطة بمتابعة منهم حفظهم الله حيث قرروا بأن يرفع أصحاب المعالي وزراء التربية والتعليم والمعارف تقريراً دوريا اليهم يوضح مستوى تقدم العمل في كل مجال من المجالات التي اشتملت عليها الخطة. كما يعتز المكتب بوثيقة استشراف مستقبل العمل التربوي في الدول الأعضاء والتي مرت بالعديد من المراحل التي تطلبت انجاز الدراسات المطلوبة والوقوف على الواقع التربوي والمستجدات والتوقعات لتنطلق هذه الوثيقة برؤية استشرافية بعيدة المدى واسعة الأفق لترسم المسارات الكبرى للعمل التربوي وتحدد أولوياته. بحيث أصبحت وثيقة مرجعية يستقي المكتب في ضوئها خططه ومشروعاته. ومن البرامج التي سبق للمكتب ان قام بها وتمثل رصيدا مرجعيا يعتز به تحقيقه للأحاديث النبوية «ابن ماجه والترمذي والنسائي وأبوداود» والتي جاءت في اطار سعي المكتب لخدمة الدين الحنيف، كما أصدر المكتب سلسلة كتب «أحب العربية» التي تعنى بتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها وهي تجد اقبالا متزايداً عليها من مختلف أنحاء العالم. كما ستظل وثائق ندوة ماذا يريد التربويون من الاعلاميين مرجعا مهما الى جانب الندوات الفكرية التي عقدها المكتب ضمن برامجه بما يمثل مصدر اعتزاز للمكتب. وهناك العديد من المشروعات التي يقوم بها المكتب الآن والتي أؤكد انها سوف تكون موضع تقدير بعد انجازها وبخاصة شبكة المعلومات التربوية للدول الأعضاء ومشروع تطوير مناهج العلوم والرياضيات اضافة الى بعض البرامج التي يخطط لتنفيذها في اطار العمل التربوي المشترك.