أُنشئت الهيئة العليا لتطوير الرياض لكي تتولى الإشراف والتنفيذ بالنسبة لمشروعات تطوير مدينة الرياض واسندت رئاستها الى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير الرياض وفي عام 1403ه صدر قرار مجلس الوزراء القاضي بإنشاء مركز المشاريع والتخطيط التابع لكي يتولى إعداد المخططات اللازمة والقيام بتنفيذها بالصورة المطلوبة. وشرعت الهيئة العليا في القيام بمهامها منذ تكوينها وحملت عبء المشروعات الكبرى في مدينة الرياض بدءاً من إنشاء البنية الأساسية للمدينة وبناء هيكلها العمراني، وتوسعت اهتمامات الهيئة لتشمل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية وحماية البيئة الطبيعية وإنمائها والمحافظة على التراث المعماري والعمراني، كذلك توجيه وتنظيم نمو المدينة بشكل متكامل ومتوازن. فقامت الهيئة بالعديد من الدراسات لجمع المعلومات المتعلقة بالمدينة شملت الاقتصاد والسكان واستعمالات الاراضي وشبكة النقل وحركة النقل وحركة المرور والخدمات العامة وغير ذلك من المعلومات الأساسية. وفي المجال الاقتصادي تسعى الهيئة الى توسيع القاعدة الاقتصادية للمدينة بزيادة القطاعات الاقتصادية المنتجة لتسهم في رفع مستوى معيشة السكان وتوفير فرص العمل لهم، ومن أجل تنظيم النمو العمراني للمدينة تعمل الهيئة على وضع استراتيجية للتطوير الحضري للرياض تشمل وضع أسس التوسع في المرافق العامة واقتراح بدائل لتنمية الأراضي البيضاء كما قامت الهيئة بإنشاء مشاريع متكاملة المرافق في مناطق مختلفة من المدينة لتحقيق اهداف تطويرية معينة وفي هذا الاطار تم إنشاء المجمع السكني لموظفي الخارجية والذي يحتوي على اكثر من 600 وحدة سكنية من مختلف الانواع والاحجام مع كافة الخدمات والمرافق العامة الضرورية. وأنشىء في ذات الإطار حي السفارات والذي يعتبر في حد ذاته تحفة فنية رائعة ولوحة جمالية بارعة الى جانب ما قامت به الهيئة من تنفيذ لمشروع تطوير قصر الحكم والذي يهدف الى إعادة وسط المدينة ليلعب دوره التقليدي كمركز إداري وتجاري رئيسي للرياض. والهيئة العليا لتطوير الرياض لم يقتصر اهتمامها على النواحي الجمالية فقط وإنما امتدت خدماتها لتشمل إعداد البرامج المتكاملة للتنمية الثقافية والاجتماعية والحفاظ على التراث بهدف المساهمة في إثراء المناخ الثقافي في المدينة وتنويعه والارتقاء به ويتمثل ذلك في تطوير مرافق ثقافية لتشجيع الانشطة الثقافية وتنويعها وإقامة المعارض الثقافية، ففي هذا الإطار أنشأت الهيئة قصر الثقافة الذي وفر لمدينة الرياض خدمات ثقافية واجتماعية إذ تقام فيه ندوات علمية وثقافية ومحاضرات ومعارض. كما أنشأت الهيئة قصر الثقافة وقصر طريق بالحي الدبلوماسي وأقامت معارض كبرى علمية وثقافية وفنية وندوات علمية إضافة الى إقامة المناسبات وحفلات الاستقبال الرسمية. والحق يقال إن الهيئة العليا لتطوير الرياض تبذل جهودا كبيرة في سبيل تطوير مدينة الرياض سواء كان ذلك من ناحية التخطيط او تنفيذ البرامج العمرانية الهادفة للانتقال بالمدينة الى مستوى طموح الذين يقومون على أمرها وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز والذي ظل يرتقي بالرياض في مراقي النهضة والتقدم حتى وصل بها الى المستوى المرموق الذي وصلت اليه الآن. والهيئة العليا لتطوير الرياض وهي تقود نهضة المدينة لم يغب عن ذهنها اهمية المحافظة على البيئة الطبيعية المحيطة بالرياض والمتمثلة في وادي حنيفة فأعدت برنامجا لتطوير هذا الوادي كمنطقة ذات استخدامات متنوعة مع التركيز على المحافظة على المقومات الزراعية للوادي والرفع من مستواها وكذلك المقومات التراثية فيه وتأهيله ليكون مصدرا ترويحيا جاذبا، وأجريت الدراسات البيئية الشاملة بغرض تحديد فرص إنماء الوادي ووضع الخطط والضوابط اللازمة لحمايته وتوجيه وتنظيم التطوير فيه كما قامت الهيئة اخيرا بحملة لتنظيف الوادي اشتركت فيها كل الجهات. وامتدت جهود الهيئة العليا لتطوير الرياض لتشمل أيضا براري الرياض حيث قامت بتطوير متنزه الثمامة البري بهدف المحافظة على البيئة والخصائص الطبيعية النادرة لمنطقة الثمامة وتوعية المواطنين وتوسيع إدراكهم لطبيعة الصحراء وأهمية المحافظة على جمالها الطبيعي وهيأت المكان للتنزه والتخييم.