بالرغم من تأكيد المؤسسات التكنولوجية العملاقة على أن زيادة نسبة الأمان يأتي على رأس أولوياتهم، لا يزال كل من متصفحي الإنترنت والمبرمجين على حد سواء يعانون من سيل التحذيرات التي تتعلق بسهولة اختراق البرمجيات والشبكات، ومن المعروف أن لغة البرمجة الرئيسية للشبكة الدولية يوجد بها بعض الثغرات البرمجية التي تجعل من البنية التحتية للشبكة معرضة لخطر التخريب والتعطيل، وقد أصدر قسم التنسيق ب«فريق الاستجابة لطوارئ الكمبيوتر» CERT وهو من أكبر الجهات التي تهتم بالأمن على الشبكة الدولية تقريرا تحذيريا، وحث مديري النظم ومهندسي الشبكات بضرورة اختبار أية معدات يتم التحكم فيها مركزيا عن طريق بروتوكول إدارة الشبكات البسيطة SNMP. و هذا البروتوكول SNMP عبارة عن لغة برمجة رقمية شهيرة تستخدم لإجراء الاتصالات بين القنوات والمفاتيح والأجزاء الأخرى للشبكات، وقد نشر التقريرردود ما يقرب من 50 شركة تنتج منتجات قد تأثرت بتلك الثغرة، ومن ضمن هذه الشركات شركة مايكرو سيستيمز، سيسكو سيستيمز، ثري كوم، نورتيل نيتوركس، هيولت باكرد وشركة مايكروسوفت، وكانت شركة مايكروسوفت قد شغلت هذا الأسبوع خاصة؛ حيث أنتجت الشركة العملاقة حزمة برمجية لإصلاح ستة عيوب أمنية في متصفحها إنترنت إكسبلورر، إحداها يمكن أن يستغله القراصنة في التحكم التام في أجهزة المتصفحين، وهو ما اعتبره التقرير غاية في الخطورة؛ فهذه الثغرة تمكن المخترق أن يفتح بعض الملفات الخارجية، وهو ما قد تكتمت عليه الشركة العملاقة طيلة الشهرين الماضيين، وهذه الحزمة البرمجية تصلح أيضا ثغرتين تتعلقان بالطريقة التي يتعامل فيها الإكسبلوررمع لغة ال HTML. وكيفية فتح الملفات، وكذلك الطريقة التي ينفذ بها المتصفح بعض النصوص البرمجية. وهناك أيضا ثغرة في أداة أصدرتها مايكروسوفت مؤخرا قد تقود مطوري البرمجيات دون قصد إلى كتابة برامج يسهل على المهاجمين اختراقها، ويعتقد أن هذه المشكلة الأمنية تكمن في أداة تجميع برمجية تأتي ضمن برنامج فيجوال سي بلس بلس الخاصة بالإنترنت التي صدرت مؤخرا، وهي أداة ضمن أدوات برنامج فيجوال ستوديو دوت نت التي أصدرتها شركة ما يكروسوفت. وقالت شركة سيجيتال إحدى شركات أمن البرمجيات ان هذه الأداة التجميعية تحتوي على ثغرة تمكن المهاجمين من تنشيط ما يسمى ب «فيضان المنطقة العازلة»، والأداة التجميعية هي عبارة عن برنامج يقوم بترجمة الأكواد التي يكتبها المبرمجون إلى لغة يستطيع أن يفهمها جهاز الكمبيوتر. هذا وقد انتقد بعض خبراء الأمن الطريقة التي كشفت بها شركة سيجيتال عن هذه الثغرة؛ وذلك لأن الشركة لم تعط مايكروسوفت الوقت الكافي للرد على هذه الاتهامات.