سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خط ساخن بين مبارك وشارون العشرات من جنود إسرائيل يرفضون العمل في الأراضي الفلسطينية
بوش يواصل الضغط على عرفات ويصفه ب«الزعيم الإرهابي السابق»
خطة لعزل القدس بسور يمتد 11 كلم وخنادق وتجهيزات إلكترونية
أغارت قوة إسرائيلية على قرية تابعة للحكم الذاتي الفلسطيني قرب بلدة بيت لحم بالضفة الغربية في ساعة مبكرة من صباح أمس الثلاثاء وذلك في ظل انتقادات أمريكية متزايدة للرئيس الفلسطيني بما فيها قول الرئيس الأمريكي إنه أصيب بخيبة أمل من عرفات واصفا إياه ب«الزعيم الإرهابي السابق» .. ولقيت الانتقادات الأمريكية رفضا دوليا واسع النطاق باعتبارها انحيازا واضحا لإسرائيل وانتقدها الكثيرون في إسرائيل ذاتها ومنهم مسؤولون في حزب العمل في وقت ظهرت فيه حالة تململ داخل جيش الاحتلال إذ رفض العشرات من الجنود العمل في مناطق المواجهات مع الفلسطينيين. وتجيء الغارة الإسرائيلية في إطار اعتداءات إسرائيلية متواصلة أثارت ردود فعل من قبل الفلسطينيين في شكل عمليات استشهادية في وقت أعدت فيه تدابير جديدة لعزل مدينة القدسالمحتلة. وقالت مصادر أمنية فلسطينية إن خمس دبابات وعشرات من الجنود دخلوا قرية ارطاس قبيل الفجر وقوبل الهجوم بنيران من مسلحين فلسطينيين في القرية فيما ألقت القوة الإسرائيلية القبض على ثلاثة ناشطين فلسطينيين قبل ان تنسحب بعد ثلاث ساعات من اقتحام القرية. وأضافت المصادر أن أربعة فلسطينيين أصيبوا بجروح في تبادل لإطلاق النيران مع القوة الإسرائيلية، وادعى الجيش الإسرائيلي انه ألقى القبض على ناشط بارز بجماعة الجهاد الإسلامي واثنين آخرين من الفلسطينيين يشتبه بتورطهما في أنشطة وقال مصدر أمني فلسطيني ان الجيش الإسرائيلي اعتقل ستة عناصر من جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني في بلدة مجاورة للقطاع الخاضع للسيطرة الأمنية الإسرائيلية بالمنطقة نفسها. وأعلن الجيش الإسرائيلي من جهته لوكالة فرانس برس انه «قام ليل الاثنين الثلاثاء بتوقيف مسؤول في الجهاد الإسلامي وفلسطينيين اثنين آخرين في منطقة بيت لحم». وأفاد مصدر عسكري إسرائيلي من جانب آخر ان مستعمرة جيلو في القدسالمحتلة تعرضت لإطلاق نار مما أدى إلى إصابة إسرائيلي بجروح طفيفة. وادعى المصدر ان الجريح أصيب في اليد بشظايا زجاج وان إطلاق النار ألحق أضرارا بأربع شقق وسيارتين وكذلك بموقع عسكري في القطاع. وقد أطلق النار من بلدة بيت جالا المجاورة المشمولة بالحكم الذاتي الفلسطيني بالضفة الغربية. وأعلن الجيش الإسرائيلي من جهته لوكالة فرانس برس انه «قام ليل الاثنين الثلاثاء بتوقيف مسؤول في الجهاد الإسلامي وفلسطينيين اثنين آخرين في منطقة بيت لحم». وكان مصدر أمني فلسطيني ذكر ان دبابات إسرائيلية توغلت أكثر من 500 متر مساء الاثنين في الأراضي التابعة للسلطة الفلسطينية شرق بلدة قرارة جنوب مدينة غزة، موضحا ان القوات الإسرائيلية التي رافقتها ثلاث دبابات فتحت النار على مركزين لقوات الأمن الفلسطينية. وأعقبت عملية التوغل إطلاق نار على مواقع إسرائيلية على الحدود مع قطاع غزة، بحسب المصدر ذاته. إلى ذلك أعلن وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عوزي لاندو عن خطة لتقطيع أوصال القدس وعزلها مشيرا إلى انها خطة لتعزيز التدابير الأمنية حول المدينة ستقدم إلى الحكومة الإسرائيلية. وأوضح لاندو للإذاعة الإسرائيلية ان «هذه الخطة ترمي من جهة إلى عزل السكان العرب في الضفة الغربية بحواجز ذات طابع دفاعي وتسمح من جهة أخرى بمواصلة مكافحة الناشطين في الجهة الأخرى لهذه الحواجز». وأضاف «في بعض المناطق العازلة في القدس سيكون هناك حواجز وسيكون هناك دوريات معززة في مناطق أخرى، لكن في مجمل الأحوال ليس من الوارد إقامة سوراو فصل أحادي الجانب بين القدسوالضفة الغربية لأن الجيش سيظل مسؤولا عن كامل القطاع». وكانت الإذاعة الإسرائيلية أشارت الاثنين إلى إقامة عوائق مادية وحواجز ووسائل مراقبة إلكترونية لضبط منافذ القدس. وأفادت الصحف الإسرائيلية ان هذه الخطة المكلفة جدا أعدها رئيس مجلس الأمن القومي الجنرال عوزي دايان وقائد شرطة منطقة القدسالمحتلة ميكي ليفي. وتقضي الخطة خصوصا ببناء سور على طول 11 كلم وحفر خنادق ونشر خمس فرق من حرس الحدود، أي مئات العناصر، على طول 54 كيلو مترا حول الحدود البلدية للقطاع الشرقي من القدس الذي احتل وضم في 1967. وأضافت الصحف نفسها ان هذه الخطة تنص أيضا على اللجوء إلى تجهيزات إلكترونية حديثة. ومن جانب آخر أثار رئيس البرلمان الإسرائيلي افراهام بورغ «وهو من الحمائم في حزب العمل» ردود فعل غاضبة أمس في أوساط المتشددين في إسرائيل اثر تنديده في الكنيست بالاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وظهر الرفض لسياسات شارون في حالة الاضطراب بالجيش الإسرائيلي إذ ندد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي شاوول موفاز بعريضة تحمل تواقيع 52 ضابطا وجنديا في الاحتياط يرفضون فيها الخدمة العسكرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأوضح المتحدث باسم الجيش في بيان ان موفاز اعتبر هذه العريضة خلال اجتماع لقيادة الأركان بأنها «خطيرة جدا» مضيفا بأن «خدمة الاحتياط تجرى طبقا للقانون ولا يمكن القبول بان يقرر بعض الاحتياطيين المهمات التى يقومون بها أو لا ». وكان 52 جنديا وضابطا من احتياطيي الجيش الإسرائيلي قد أعلنوا في بيان الجمعة الماضي رفضهم المشاركة في المستقبل «في قمع واحتلال الفلسطينيين». وأعلن هؤلاء العسكر الاحتياطيون في بيان نشرته الصحف «سنواصل الخدمة في الجيش عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن دولة إسرائيل ولكن لن يكون ذلك في عمليات قمع واحتلال الفلسطينيين». وقال الموقعون إن الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة ليست تابعة لإسرائيل وسيتم في آخر المطاف تفكيك المستوطنات التي أقيمت فيها وبالتالي فإننا لن نستمر في القتال من أجلها. وأضاف البيان « كذلك لن نستمر في القتال وراء الخط الأخضر الفاصل بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية بهدف قمع أو طرد أو تجويع أو إذلال شعب بكامله». وتقول حركة «ياش غفول» الإسرائيلية ان مائتي عسكري إسرائيلي معظمهم من الاحتياطيين رفضوا الالتحاق بوحداتهم في الأراضي الفلسطينية منذ اندلاع الانتفاضة ولكن بعضهم تعرض لعقوبات. إلى ذلك قال الرئيس الأمريكي جورج بوش يوم الاثنين إن النصر في الحرب ضد الإرهاب سيساعد على توفير السلام والاستقرار في الشرق الأوسط ودعا الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات إلى «اجتثاث جذور الإرهاب» في الضفة الغربية وقطاع غزة، وأدلى بوش بهذه التصريحات للصحفيين بعد ساعات قليلة من محادثات أجراها عبر الهاتف مع الرئيس المصري حسني مبارك، الذي كان قد عبر مؤخرا عن انتقاده للتصريحات الأمريكية المؤيدة لإسرائيل والمعبرة عن نفاد الصبر إزاء عرفات. وقال بوش «لقد أوضحت هذا بمنتهى الجلاء لصديقي حسني مبارك، وهو أن تخليص الشرق الأوسط من الإرهاب سيزيد احتمال تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة». وأضاف بوش «قلت له إنه يجب علينا أن نجتث جذور الإرهاب، أينما وجد، لكي يكون هناك سلام في الشرق الأوسط، وأن الشرق الأوسط سيستفيد في المدى الطويل من الجهد الأمريكي لاجتثاث جذور الإرهاب حول العالم». وقال بوش، الذي كان يتحدث ورئيس أفغانستان المؤقت الزائر حامد قرزاي إلى جانبه، إنه أخذ بحسن نية تعهدات «الزعيم الإرهابي السابق» بأنه قد نفض يده من العنف لكي يتوصل إلى سلام مع إسرائيل، إلا أن المحاولة الفاشلة الأخيرة لتهريب أسلحة من إيران إلى المناطق الفلسطينية جعلت بوش يشعر «بمنتهى خيبة الأمل» في عرفات. وأضاف بوش «إنه من المهم للسيد عرفات ليس فقط أن ينفض يديه من العنف بل أيضا أن يعتقل أولئك الذين يرهبون الناس الذين يحاولون تحقيق السلام، فهناك أناس في المنطقة يريدون أن تكون هناك تسوية سلمية، ولكن من الواضح أن إرهابيين يحاولون منع ذلك من الحدوث بجرائم قتل صارخة». ومن جانب آخر أعلنت مصادر إسرائيلية عن فتح خط ساخن بين مكتبي ارييل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس المصري حسني مبارك في ضوء زيارة دانيل ايلون مستشار شارون إلى القاهرة ولقائه أسامة الباز مستشار الرئيس مبارك فيما قالت وزارة الدفاع الإسرائيلية أمس الثلاثاء إنه من المتوقع ان يجتمع بنيامين بن اليعازر وزير الدفاع مع الرئيس المصري حسني مبارك في منتجع شرم الشيخ بالبحر الأحمر اليوم الاربعاء. وأعرب مسؤولون إسرائيليون عن حرص إسرائيل على إقامة قناة قوية للحوارمع مصر. وجاء في بيان لوزارة الدفاع الإسرائيلية «الاجتماع سيتطرق إلى القضايا الاقليمية التي يتضمنها جدول الأعمال»، وتردد في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ان ابن اليعازر سيزور مصر لكن الزيارة لم تتم مع تصاعد أعمال العنف الإسرائيلية الفلسطينية. وزار داني ايالون مستشار ارييل شارون رئيس وزراء إسرائيل للسياسة الخارجية القاهرة يوم الاحد لبضع ساعات والتقى مع مسؤولين مصريين. وحثت مصر إسرائيل مرارا على عدم استخدامها العنف في التصدي للانتفاضة الفلسطينية المندلعة ضد الاحتلال الإسرائيلي منذ 16 شهرا وإحياء جهود السلام التي انهارت حفاظا على الأمن الاقليمي. وذكر مصدر مقرب من الرئاسة المصرية ان الرئيس المصري حسني مبارك يفكر في ايفاد مستشاره للشؤون السياسية أسامة الباز إلى واشنطن الاسبوع المقبل لإجراء محادثات مع المسؤولين الأمريكيين حول «إنهاء الوضع المأسوي» بين الفلسطينيين والإسرائيليين.