لقد كنت يا أبا خالد أباً وأخاً وأستاذاً.. لقد كنت مَعْلماً.. ومُعلماً وستظل في صدورنا وقلوبنا كذلك إلى ان نلقى الله، لقد جمعت بين العلم والعقل والحكمة والدراسة والقيادة وزدت عليها تواضعاً لو قسّم بين مئات الناس لفاض عنهم، عرفناك قائداً ومحاوراً، عرفناك عالماً فاضلاً وقوراً، عرفناك أستاذاً في كل فن حتى في الأدب والتواضع، تعلمنا منك لغة الحوار واحترام آراء الآخرين، تعلمنا منك الصدق في القول والحكمة في الرأي والتواضع في السلوك والمعاملة، وتعلمنا منك الحزم والعزم عند انعقاد الأمر. رحمك الله يا والدي ووالد المئات بل الآلاف من محبيك، وإذا كنت يا شيخي قد قلت لي عند مغادرتي المجلس بعد قضاء الفترة الأولى في رحابه وبجانبك وبجانب الصحبة الماجدة »والله انني لم أحزن كحزني على فراقك» فإني أُشهد الله انني كنت حزيناً في لحظتها على فراقك، ولكنني اليوم والله أشد حزناً ولوعة عليك يا أبا خالد، ولا أشك ان معي كل من عرف محمد بن جبير، محمد بن جبير ذلك اللحن الجميل الذي تحمل الشفاه، وتطرب له الآذان وتسعد العيون لرؤيته. عزاء نرفعه إلى من أحبك ورفع قدرك بعد الله، إلى من سيفقدك كرجل دولة وأمينها إلى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد وإلى ولي عهده الأمين وإلى النائب الثاني والأسرة المالكة الكريمة عزاء أقدمه إلى هذه الأمة حكومة وشعباً وعزاء خالصاً إلى من سينتظر طلعتك البهية يوم الأحد القادم إلى إخوتي وزملائي في مجلس الشورى، وإلى خالد بن محمد بن جبير وأشقائه وشقيقاته وإلى آل جبير جميعاً، وعزائي إلى نفسي هو القول «إنا لله وإنا إليه راجعون».