وجه بوصلة «علمه» نحو سبل الرشد.. وولى قبلة «عمله» إلى سبيل الرشاد.. فرجح «كفة» المعارف.. واعتلى «ضفة» المشارف.. فكان.. «أصيل» الأوصاف الذي اتخذ من «المنصات» ركناً شديداً ومن «المهمات» متناً سديداً.. ليمضي «راشداً» باضاءات «البدايات» مسترشداً» بإمضاءات الذكريات.. ليعانق «المعالي» من عمق «الاعتبار» ويعتنق «العلا» في أفق «الاقتدار».. إنه أول مدير لجامعة أم القرى عضو الشورى الأسبق المفكر والأكاديمي معالي الدكتور راشد الراجح أحد أبرز رجال التعليم العالي.. بوجه دائري تحفه «السكينة» وتحيطه «الطمأنينة» تتقاطر منه علامات «الزهد» مع عينين تنضخان بالذكاء وسحنة مألوفة تغلب عليها ملامح «قروية» بوقع المنشأ ومطامح «مدنية» بواقع التنشئة.. وكاريزما ترفل بالوسطية وتحتفل بالاعتدال ومحيا أنيق يعتمر البشوت الملونة والأزياء الزاهية تغلب عليه «صبغة» التدين وتسمو فيه «طبيعة» الالتزام مع صوت جهوري مسجوع بالفصاحة ومشفوع بالحصافة تعلو فيه «عبارات» النباغة وتسمو منه «اعتبارات» الصياغة وتتسابق فيه «مفردات» البراعة و«انفرادات» الخطابة قضى الراجح من عمره عقوداً وهو يؤسس المناهج ويؤصل المباهج في قاعات «الجامعات» ووسط طاولات «القرارات» باحثاً وأكاديمياً وقيادياً ومثقفاً ومسؤولاً وضع أعمدة «الثبات» وكتب «أجندة» الإثبات.. وأرسى قواعد «التطوير» ووقع لوائح «التنوير» في قلب «الماضي» وقالب «الحاضر بتمكين» «الصلاحية» ومكانة «المسؤولية» . في تربة موطن «النخيل» ومنبع «العيون» وجارة السروات.. ولد في بيئة خليطة بين القرية والبادية.. وكانت ولادته «نبأ» استثنائياً في قرى تتبادل «أخبار» المواليد وتعتقت روحه صغيراً بعذوبة «المياه» وأعجوبة «الحكايات» في حضور «والد» نقي تقي علمه فنون «القراءة» ومتون «الكفاءة» باكراً ثم تركه في غياهب «اليتم» الباكر بعد أن توفى وهو صغير وبقى يستكين في أحضان «أم» قروية سخية جللته بالحنان فعاش راكضاً بين الامتنان لأب راحل والعرفان لأم متفانية فسخر وقته لإشباع روحيهما بتحقيق الأمنيات.. تفتحت عيناه على مجاميع «القبيلة» في مجلس والده الذي كان كبير عشيرته فانبرى يجمع «التاريخ» ويستجمع «الجغرافيا» في مذكرات قومه «العبادلة» المتيمين بأصل «الأشراف» ونبل «الانصاف» بين كفتي الاختصار والانتصار.. ركض الراجح مرجحاً حفاوة «المعرفة» على شقاوة «الطفولة» فكان حديث «جائل» لجيران المكان وحدث «ماثل» لسكان الزمان.. وظل مقيماً في رعاية أخيه الأكبر «عابد» الذي تولى شؤون العائلة بعد وفاة والده طابعاً قبلة الصباح على جبين والدته والمساء على كف شقيقه. اعتمرت مهارة «التعلم» وجدانه صغيراً وهو يراقب علماء نجد وهم يتجهون لطلب العلا في الحجاز ليبقى «ثاوياً» في مسجد القرية باحثاً عن شيوخ العلم منصتاً لتفسير الشيخ محمد الشعراوي في مذياع أسرته مستمعاً لتلاوة الشيخ عبدالله خياط في إذاعة مدرسته. درس في المسجد على يد الشيخ سعد حشمان الدوسري وكان والده يأتي بمدرسين من الحرم المكي لتدريسه هو وأبناء القرية وانتظم في مدرسة العزيزية بقرية العلاوة وتوقف عند العام الرابع لعدم وجود صف خامس واستعان به الشيخ عبدالمحسن الحسين لتدريس الطلاب في سن مبكرة جداً ليتم بعدها تعيينه مدرساً براتب 300 ريال نظير كفاءته المذهلة ثم انتقل للطائف وأكمل الابتدائية وكان من العشرة الأوائل على مستوى المملكة ثم التحق بمدرسة دار التوحيد وانهي دراسته فيها بتفوق ونظراً لمسيرته الشرعية المميزة فقد تعين إماماً لمساجد ابن عقيل والجامع وابن عباس والهادي في الطائف. ثم التحق بكلية الشريعة بمكة وتخرج فيها عام 1386 بامتياز وتعين معيداً لمدة عام ونظراً لعدم وجود دراسات عليا بالمملكة آنذاك ابتعث إلى جامعة كمبردج العريقة ببريطانيا ونال منها الدكتوراه في فلسفة اللغة العربية مع التوصية بطبع الرسالة. عاد للوطن فعمل أستاذاً بكلية الشريعة ثم تعين عام 1393 عميداً لكلية الشريعة، ثم عين مشرفاً عاماً على فرع جامعة الملك عبدالعزيز بمكة ثم صدر الأمر الملكي بتعيينه أول مدير لجامعة أم القرى عام 1402 واختير عضواً في مجلس الشورى واستمر فيه عشر سنوات حتى عام 1426 ورأس مجلس إدارة النادي الثقافي الأدبي بمكة المكرمة وتعين في منصب نائب رئيس الحوار الوطني. وله عدة عضويات ومشاركات بحوث مختلفة وتم تكريمه في أكثر من محفل.. وسجل في كل مهامه «إنجازات» و«امتيازات» ظلت صامدة بواقع «الكفاح» وشاهدة بوقع «النجاح».. كان وسيظل الراجح «رقماً» صعباً في تكامل «الإبداعات» وتفاضل «البصمات» و«ناتج» صحيح في معادلة «الأثر» و«قاسم» مشترك في متراجحة «التأثير» امتطى راشد الراجح صهوة «المجد» في ميادين متعددة بحظوة «الود» وسطوة «الجد» ملوحاً براية «البراهين» نحو غاية «اليقين» فنال السبق «فكراً» وحصد العبق «ذكراً» في» النماء» المعرفي و«السخاء» العلمي و«الوفاء» الإنساني و«الاستيفاء» القيادي..