أكد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم، بأن أدوات التواصل الاجتماعي أصبحت جزءاً من حياة الناس ولها أهميتها ونفعها الكبير، ولها ضررها الأكبر كذلك إذا لم تستخدم بوجه إيجابي ووعي متكامل من بين أبناء هذه البلاد المباركة, مشيراً إلى أن المملكة بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله حققت ثورة تقنية في الحاسبات والإنترنت وعززت من حضور أدوات التواصل الاجتماعي وقدمت العديد من التشريعات لمجابهة الجرائم التي ترتكب في مثل هذه البرامج وخاصة بما يمس أمن الآخرين وخصوصياتهم وحمايتهم عبر إنشائها هيئة الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي وغيرها من مؤسسات خاصة بمتابعة مثل هذه المواقع وما يتم طرحه بها. وقال سموه: نتطلع من الجهات المعنية في وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات والأمن السيبراني إعداد خطة علمية لحماية الأجيال الجديدة من المواد الإعلامية غير الأخلاقية لإدراجها في المناهج الدراسية, ومن المهم تنظيم ورش عمل وندوات علمية لبحث الآثار المترتبة على الإفراط الكبير في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وأثر ذلك على ثوابتنا الإسلامية وعاداتنا الاجتماعية من جميع الجوانب, والانتشار السريع للتقنية ودخول الإنترنت اليوم وتفاعل المستخدمين مع وسائل التواصل الاجتماعي يوجب على كل فرد من أفراد هذا الوطن أن يدرك حجم المسؤولية عليه وأن يحذر من تلك الوسائل واستخدامها الاستخدام الأمثل والنافع له ولأسرته, والاستفادة من النقلة النوعية والتطور الواضح في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والصحية التي أحدثتها التقنية على مستوى المجتمعات والقطاعات والتي جعل منها أداة فعالة تجاه تعزيز ثقافة الأفراد ومضاعفة اقتصاديات الدول. وأشار سموه إلى أن المملكة والعديد من دول العالم عانت من التقنية وأدوات التواصل الاجتماعي كونها وسيلة أسهمت في اختراق العديد من العقول والخصوصيات, مبيناً أنه إذا كان هناك مناعة اجتماعية عالية فسوف يتم التصدي لكافة سلبيات أدوات التواصل الاجتماعي وإذا كانت ضعيفة فلن يستطيع أحد أن يتصدى لمثل تلك السلبيات. جاء ذلك في كلمة سموه خلال جلسته الأسبوعية مع المواطنين مساء أمس الأول بقصر التوحيد في مدينة بريدة, بحضور أصحاب المعالي والفضيلة ووكلاء الإمارة ومسؤولي القطاعات الحكومية والأمنية, والمقامة بعنوان «وسائل التواصل الاجتماعي بين المنفعة والضرر» تطرق من خلالها وكيل وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور أحمد بن حمدان الثنيان بأن التقنية اليوم ومنها «أدوات التواصل الاجتماعي» لم تعد رفاهية، بل أصبحت أحد أساسيات الحياة خصوصاً بعد الجائحة حيث مكنت هذه التقنية مملكتنا الحبيبة من مواجهة الجائحة والتكيف مع الواقع الجديد القائم على أنظمة متكاملة تراعي التباعد الاجتماعي لاستمرار الخدمات الصحية الأساسية والمسيرة التعليمية والحركة الاقتصادية. وبين الدكتور الثنيان أن منصات التواصل الاجتماعي ازداد أثرها في المجتمعات وأصبحت الوجهة الأولى للإعلام والدعاية والترفيه ونشر الأخبار، حيث يتزايد أعداد مستخدميها في المملكة وعلى مستوى العالم بشكل مطرد، مشيراً في الوقت نفسه الى أن معدل استهلاك الفرد في المملكة لبيانات الانترنت من الأعلى عالمياً، حيث زاد هذا الرقم مع انتشار خدمات الإنترنت وتزايد السرعات وخلال جائحة كورونا ليصل إلى أكثر من 3 أضعاف المتوسط العالمي. مبيناً سعادته أن هذا يدفع إلى تكثيف الجهود لاستغلال هذه الفرصة والاستخدام العالي وتعزيز الأثر الاقتصادي والاجتماعي من خلال تعزيز مفهوم المواطنة الرقمية والحد من الممارسات السلبية التي تصاحب استخدام وسائل التواصل الاجتماعي مثل التنمر الإلكتروني والاستخدام غير الأخلاقي وانتهاك الخصوصية والاحتيالات الرقمية والابتزاز وغيرها من الممارسات السلبية. وكشف وكيل وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات على ارتفاع نسبة استخدام الإنترنت بين الأفراد ووصولها إلى 95 في المائة بين أفراد المجتمع ، مشيراً بالدعم اللامحدود الذي يحظى به القطاع من ولاة الأمر حيث تم وضع البرامج اللازمة لبناء بنية رقمية متينة تنافس على مستوى العالم وتدعم التقنيات المستقبلية وخدمات الجيل الخامس. مبينا أن المملكة اليوم ضمن أسرع 10 دول في متوسط سرعات الإنترنت المحمول وهي الرابع عالمياً في انتشار شبكات الجيل الخامس. وفي ختام الجلسة قدم العديد من المداخلات المرتبطة بأدوات التواصل الاجتماعي ومفهومها الشامل الذي أسهم في النفع والضرر باعتبارها كأحد أهم الاستخدامات التقنية الحديثة.