يظل التعلم الإلكتروني - ومنه التعلم عن بُعد- عالماً ممتد الأطراف يسمح للجميع بالإبداع والتميز، من خلال الأفكار والتطبيقات الجديدة سواء ما يتعلق بالمعلم أو المتعلم أو حتى أدوات وإستراتيجيات التعلم نفسها. ولعل من أهم ما يتم تداوله حالياً في إطار تطبيق التعليم عن بُعد؛ هو آلية تطبيق نظريات وإستراتيجيات التعلم باستخدام أدوات التعليم الإلكتروني المتاحة للمعلم والمتعلمين، خاصة في الصفوف الأولية والتي تحتاج إلى عناية أكثر من المعلمين كونها مراحل تراكمية معلوماتياً، واستكشافية للمهارات. وتعد نظرية التعلم البنائي من النظريات الهامة في مجال التعليم، حيث يتم تشبيه عملية التعلم كأنها بناء مبنى يتم من القاعدة للأعلى، وكلما رسخت القاعدة ازداد المبنى ارتفاعاً وشموخاً، وهي «رؤية في نظرية التعلم ونمو الطفل، قوامها أن الطفل يكون نشطًا في بناء أنماط التفكير لديه نتيجة تفاعل قدراته الفطرية مع الخبرة». وتعبر البنائية في أبسط صورها وأوضح مدلولاتها عن أن المعرفة تُبنى بصورة نشطة على يد المتعلم ولا يستقبلها بصورة سلبية من البيئة. والتعلم في النظرية البنائية يتمحور حول المتعلم نفسه، الذي يبني معرفته داخل عقله، ويفسر المعرفة التي يتلقها عبر محكاته الداخلية المتأثرة بمجتمعه المحيط به، وأيضاً ارتباط التعلم بالمحاولة الخطأ والتي تعتبر شرطاً لتصحيح المفاهيم، ونتيجة لهذا التعلم هو خروج المتعلم من طور الاضطراب إلى طور المعرفة والفهم والاستيعاب والقدرة على الاستدلال بما اكتسب من معارف ومفاهيم في مواقف أخرى تساعده في بناء الأحكام. وتعتبر أدوات التعلم الإلكتروني وخاصة لوحة النقاش والواجبات، ومحركات البحث والعمل كفريق في تنفيذ تكليفات محددة سواء بشكل جماعي أو فردي؛ عاملاً مساعداً في تحقيق التعلم باستخدام النظرية البنائية والتي من خلالها سيكون المتعلم هو محور العملية التعليمية، ومستخدماً للتقنية، ومتعاوناً، ولديه القدرة على التفكير الإبداعي. إن تطبيق نظريات وإستراتيجيات التعلم عبر بيئات التعلم الإلكتروني بكل ما تحمله من معان وتفاسير ممكن وميسر فقط يجب على المعلم أن يحضر درسه بناء على ذلك وأن يعرف آلية توظيف الأدوات المتاحة بشكل يحقق أهداف التعلم ويبرز إبداعه الشخصي.