أوكلت له المهمات الصعبة فكان «المدير الفني» و«الخبير المهني» الذي فصل رداء التنمية لقطاع المياه بمقاس فضفاض تطرز بالتميز.. عزف على أوتار «التغيير» بلحن هندسي.. فجاء الأداء عامراً بالحوكمة غامراً بالحكمة التي جذبت «التحكيم» أن يحكم بالانتصار المبني على الاقتدار. بنى جملته الاسمية من مبتدأ الكفاءة وخبر الإتقان.. وكان الفاعل المعلوم المرفوع بالهمة.. لجمل فعلية متعددة شكلت خلاصة «الإبداع». إنه الرئيس التنفيذي لشركة المياه الوطنية المهندس محمد الموكلي أحد أبرز القياديين الشباب البارزين والمؤثرين في قطاع الشركات والأعمال. بوجه جازاني طموح عريض الوجنتين تعلوه سمات «اللطف» وصفات «النبل» وعينين واسعتين تتوارد منها نظرات «النباهة» ولمحات «النباغة» مع ملامح ساحلية تتوارد تهذيباً وتتقاطر أدباً وتقاسيم أليفة تشبه والده وتتشابه مع أخواله.. ومحيا أنيق يعتمر البياض والأزياء الوطنية المتعامدة على قوام متوسط وكاريزما مفعمة بالذكاء مشبعة بالعطاء.. وصوت جهوري تتسطر فيه اللغة البيضاء واللهجة العصماء مع مفردات علمية تنبع بمصلحات الهندسة وتسطع بعبارات الفراسة قضى الموكلي من عمره سنين وهو يؤسس للشركات أصول النجاح ويبني للقطاعات أركان الفلاح خبيراً ومهندساً ومديراً عاماً ورئيساً تنفيذياً وقيادياً بارعاً حصد علامات «الامتياز» وقطف ثمرات «الإنجاز» في متون «القيادة» وشؤون «الريادة». في قرية أبو السلع بمحافظة صبيا القابعة في حضن «البساطة» ولد وترعرع بين كثبانها الموسومة بخطوات الكادحين وأزقتها المسجوعة بروائح الرياحين.. وتعتقت نفسه بالفل الجازاني وتعطرت أنفاسه بالكادي الصبياني وولد بين أب حكيم أشبع قلبه بعطايا التربية وأم أصيلة ملأت وجدانه بهدايا التوصية.. فنشأ وفي قلبه رصيد مدين لعرفان عميق لوالده وامتنان مستديم لوالدته.. ركض الموكلي بين مزارع المانجو والموز والذرة وسط قرى نخلان والفرشة والجمالة مطلقاً ساقيه للريح ملبياً رغبة أمه اليومية في جلب جرار الماء على الدواب، الأمر الذي رسم معاناة المستهلكين في وجدانه من ذاكرة الطفولة إلى طاولة القرار. تشكلت في ذهنيته الصغيرة اتجاهات «المسؤولية الباكرة» وهو يراقب كل مساء عودة أب كادح وشقاء أم مكافحة فأفضى إلى والديه حديثاً مكللاً بالأمنيات وظفه طفلاً في أول مشروع تجاري لبيع الفل على سكان المكان بنحو 5 ريالات يومياً. درس الموكلي الابتدائية والمتوسطة في قريته أبو السلع ثم أكمل في ثانوية الملحاء ثم انتقل لجدة وحصد بكالوريوس الهندسة الكيميائية من جامعة الملك عبدالعزيز ونال شهادة تنفيذية من أمريكا وعمل مهندس تشغيل في تحليه المياه حتى عام 2000 وعمل بعدها في شركة كيمياء متعاونة مع سابك ثم عمل لمدة 12 عامًا في مجموعة العبيكان للاستثمار الصناعي تدرج بها حتى وصل إلى رئيس تنفيذي للشركة في 2015م. ثم عين وكيلاً لوزير البيئة والمياه والزراعة ثم رئيساً تنفيذياً لشركة المياه الوطنية، إضافة إلى مهامه.. وله عضويات في عدة شركات وقد تمكن الموكلي خلال عمله بالشركة من المضي بها قدماً إلى مستويات عليا من الإنتاج والتطوير حيث حصد يوم 25 نوفمبر جائزة أفضل مدير عام لهيئة أول مؤسسة حكومية بجائزة التميُّز الحكومي العربي لعام 2020. والذي يعد انجازاً وطنياً يؤكد نجاح رؤية المملكة 2030. وحقق الموكلي مع زملائه خلال ال 4 سنوات الماضية، قفزات نوعية حيث وصل عدد العملاء إلى أكثر من 5.8 ملايين مستفيد حتى أغسطس 2020م، مع تنفيذ الشركة لنحو 789 مشروعًا بمختلف مناطق المملكة وتقليص المشاريع المتعثرة إلى 55 مشروعًا من أصل 656 مشروعًا وتمكن الموكلي من تحقيق نجاحات عدة تمثلت في إعادة هيكلة خدمات المياه وتحسين جودتها ورقمنتها وتوحيد نظام الفوترة من 7 أنظمة إلى نظام واحد وتوحيد منصات التواصل مع العملاء في مركز اتصال واحد من يخدم مدار 24 ساعة مع تطبيق نظام موحد يطبق في 131 فرعاً بالمملكة وتوحيد حسابات الشركة في وسائل التواصل في حساب واحد بدلاً من 21 حساباً، ووصل نسبة المستفيدين من خدمات الشركة إلكترونياً نحو 83 في المائة من المستفيدين مع تحسين كفاءات العمليات والاستفادة من المصادر وإغلاق (120) محطة تعبئة مياه (أشباب) والاستفادة من مياهها بتوزيعها عبر الشبكات للعملاء وزيادة نسبة ضخ المياه ورفع نسبة المعالجة الثلاثية لمياه الصرف الصحي في المحطات ورفع الخزن الاستراتيجي للمياه والزيادة في مشاريع الصرف وغيرها من أصداء النجاحات. برع الموكلي في الهندسة الاستراتيجية لقطاع المياه وأبدع في التنمية المهنية لمنظومة العمل لينال «التكريم» في منصات التنافس الإنتاجي ويحصد «التقدير» في محطات السباق المعرفي. وزع محمد الموكلي الخطط من قلب «الجودة» ليصبها في «قالب» الإجادة وبني صروح «الاعتبار» من أعماق «الاستراتيجيات» إلى آفاق «الانجازات» ليحمل لواء «النصر» في منصات المنافسة بواقع «الفرق» ووقع «الفارق».