ثمود من الأمم التي عاشت في شمال غربي المملكة العربية السعودية خلال نهاية الألف الثالثة وبداية الألف الثاني قبل الميلاد. جاء عنها في الكتب التاريخية معلومات كثيرة علماً أن ما جاء عنها في الآثار شيء قليل إن وجد. وهذا القليل جاء مغلوطاً ومشوهاً لتاريخها، إذ عدت النقوش المسندية ذات الخط المتواضع المكتشفة في نواحي شبه الجزيرة العربية نقوشا ثمودية. وهذا تشخيص في غير محله لأنه اعتمد على رداءة الخط فقط، وتناسى العمق الزمني والانتشار المكاني البيّن من المصادر التاريخية لأمة ثمود فنسب إليها نقوشا متأخرة عن وقتها بألفي عام. وعليه نسبة تلك النقوش إلى أمة ثمود غير صحيحة وما جاء في الكتب التاريخية الحديثة مبنياً على معلومات النقوش جاء مغلوطاً ولا يتوافق مع ما جاء في المصادر التاريخية المبكرة. ويجب أن نشير الى أن كتاب فان دن براند «تاريخ ثمود» بُني على عدد من النقوش المنسوبة إلى ثمود اسماً مع أنه لا علاقة لها بثمود لفارق الزمن الواضح واختلاف المكان. أما المعلومات التاريخية الصحيحة فهي التي تشخص ثمود على أنها أمة قوية في اقتصادها وزراعتها وأسواقها مما أدى بها إلى الطغيان والتجبر، فأرسل الله جلّ شأنه إليها النبي صالح عليه السلام، ولكنها كفرت بدعوته وعصته فصب الله عليها العذاب بالرجفة أو الصيحة ولم ينج منها إلا من آمن بصالح وهم قليل. وعليه فمثل هذه الأمة بضخامة عددها وقوة اقتصادها شاركت في التجارة العالمية في زمن قديم يرقى إلى زمن الأمة السومرية، أي نهاية الألف الثالث ق.م. وبداية الألف الثاني ق.م. فموقعها قادها إلى التحكم في طرق التجارة البرية عبر الأراضي الشمالية الغربية لشبه جزيرة العرب في يوم كانت الطرق التجارية هي وسيلة المواصلات. وبسبب موقع ثمود في شمال غربي المملكة العربية السعودية تمكنت من السيطرة على طرق المواصلات والتجارة بين بلاد الشام ومصر وبلاد الرافدين مع جنوب شبه الجزيرة العربية وشرقها. فإذا كانت ثمود أمة بهذا الحجم والقوة الاقتصادية والأهمية لماذا نقبل أن تنسب لها مخربشات كتابية يكتبها المبتدئون؟ الإصرار على هذا التوجه يسيء إلى تشخيص ثمود كقوة جبارة تعمل في الزراعة والتجارة الدولية، وأرسل إليها رسولا. يجب على الباحثين السعوديين خاصة أن يعملوا على تبيين حقيقة صلة ثمود بمخربشات كتبت بعد عهد قوتها بألفي عام تقريباً. ** **