في (31 مارس 2010) خسر فريق النصر السعودي مباراة إياب نصف نهائي بطولة الأندية الخليجية ال(25) من أمام الوصل الإماراتي في موقعة (زعبيل) الشهيرة؛ وتأهل نادي الوصل للمباراة النهائية. وإثر تلك الخسارة القاسية والمستحقة تقدمت إدارة نادي النصر باحتجاج رسمي، طالبت فيه بسحب نتيجة المباراة، واعتبار النصر هو المتأهل للمباراة النهائية بعد حادثة الاشتباك الذي حصل بين جماهير نادي الوصل من جهة، والجهاز الطبي النصراوي ومشاركة بعض لاعبي النصر من جهة أخرى؛ فانتفض الاتحاد السعودي لكرة القدم في ذلك الوقت بكل أسلحته وعتاده وقضه وقضيضه من خلال أمينه العام آنذاك فيصل العبدالهادي، الذي قام برحلات مكوكية بين الرياض والمنامة، ومحاولات متكررة لكسب أصوات وتصويت أعضاء اللجنة التنظيمية لكرة القدم بمجلس التعاون الخليجي لدعم موقف نادي النصر، وهو ما حدث عندما نجح في النهاية الأمين العام للاتحاد السعودي بانتزاع إحالة ملف القضية إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لإصدار قراره النهائي حيال أحداث تلك المباراة وسط تهديد ووعيد من القيادة الرياضية بالانسحاب من بطولة الأندية الخليجية إن لم يكن قرار الفيفا في صالح نادي النصر، وهو ما حدث بالفعل. فعندما أعلن الفيفا تأييده لقرار اللجنة المنظمة بتثبيت فوز نادي الوصل، وخروج النصر من البطولة، قرر وعمم على الفور الاتحاد السعودي لكرة القدم تعليق ومنع مشاركات الأندية السعودية في بطولة الأندية الخليجية؛ لأن القرار النهائي لم يكن في صالح نادي النصر السعودي!!.. وعلى النقيض تمامًا؛ ففي (25 أكتوبر 2015) تقدمت إدارة نادي الهلال باحتجاج رسمي للاتحاد الآسيوي على مشاركة لاعب الأهلي الإماراتي أسامة السعيدي غير القانونية في مباراة فريقه أمام الهلال في البطولة الآسيوية، وهو الذي تم إسقاطه من كشوفات فريقه في المشاركات المحلية، ولكن يشارك معه في المنافسات الآسيوية كما تدعي إدارة ناديه التي حاولت أن تمرر نظامية مشاركته، وتعمدت تبرير إخفاء مشاركته مع فريقه أمام فريق الفجيرة في الدوري الإماراتي التي أُقيمت في (19 أغسطس 2015) في تلاعب واضح وفاضح على الأنظمة الآسيوية. وقد جاءت المفاجأة بأن نادي الهلال خسر ذلك الاحتجاج بطريقة عبثية وتعسفية بسبب أن الاتحاد السعودي تخلى عن دعم الهلال، واكتفى بإصدار بيان إعلامي، ليس له أثر أو تأثير واقعي على مسار القضية أو على القرار النهائي، بعكس الاتحاد الإماراتي الذي وقف موقفًا مشرفًا مع ممثل بلاده، يعكس مدى حرصه واهتمامه بحقوق أندية وطنه، ليس فيه محاباة أو تمييز أو تفرقة بين الأندية الإماراتية كما يحدث ويحصل مع بعض الأندية السعودية!!.. تذكرتُ وعدت لهاتين الواقعتين بعدما أعلن نادي الهلال تقديمه مذكرة احتجاج رسمية للاتحاد الآسيوي على التعامل غير الإنساني لبعثة نادي الهلال، وعلى القرار القاسي الذي أصدرته لجنة المسابقات بالاتحاد الآسيوي بإقصاء فريق الهلال من البطولة القارية دون أدنى مراعاة للظروف القاهرة التي تعرضت لها البعثة الهلالية، ودون أدنى احترام للوائح والأنظمة الآسيوية في تقديم التسهيلات والاستثناءات والتنازلات، وهي من أخلت بعدالة المنافسة عقب قرار عودة استئناف دوري أبطال آسيا بطريقة التجمع لفرق غرب آسيا، وهي من وضعت فريق الهلال في هذا الموقف المأساوي الذي تعامل معه الاتحاد الآسيوي، وكالعادة بتعنت وعناد بشدة وتشدد في تطبيق التعليمات والقرارات ضد الهلال بطريقة تعسفية وغير إنسانية!!.. وعلى كل حال، ما ينتظره نادي الهلال من الاتحاد السعودي في هذه القضية الوطنية هي المواقف الصارمة والأفعال الصادقة، وليس التصاريح الصادمة لمحاولة تبرير أو تمرير القرارات الآسيوية التعسفية والقاسية ضد ممثل الوطن نادي الهلال، ولا أقول على طريقة الاستثناءات النصراوية كما حدث في استثناء مشاركة اللاعب عبدالفتاح عسيري مع فريقه السابق الأهلي في أول جولتين من التصفيات الحالية، ثم مشاركته مع فريقه الحالي النصر ببقية البطولة المستمرة في تصرف ليس احترافيًّا، وإنما من خلال المسلّمات الهلالية، وهي البحث عن حقوق الهلال عن طريق تطبيق اللوائح والأنظمة دون تسهيلات أو استثناءات تخل بعدالة المنافسة، وهي من فرضت إقصاء نادي الهلال من البطولة الآسيوية وسط تسلط من الاتحاد الآسيوي، وصمت من الاتحاد السعودي!!