كتبَ مذكراته التي تتعلق في جانب الاستثمار في التعليم، ولا يقف الحد عند الاستثمار المادي، بل الاستثمار في العقول وإخراج أجيال تلو أجيال يوضعون محل فخر. دوَّن هذه الصفحات خشية من النسيان، ومن وجهة نظري هي مرجع للاستزادة والاستفادة، و»مذكرات الطالب المدير» مُهمة وصفحاتها تُروى ولا تطوى. 387 صفحة من المرجح أن يتبادر إلى ذهنك بأن الكتاب بهذا الرقم الكبير، يكاد يغص من كمية المحتوى الثقيل، ولكن في الواقع ليس كذلك، بل موضوع في وضع منظم ومدعم بالصور التي توثق سير العمل وطرح الذكريات وعرض الإنجازات وغيرها. أذكر جيدًا سألت مؤلف الكتاب الأخ والصديق عمر بن عبدالرحمن الجريسي، عن صفحات الكتاب، ورد بأن في داخله صور كثيرة. التجربة كانت بمنزلة عشرة عمر لعمر وأخذت منه عشرينات عمره، لأنه استلم المشروع مع مطلع العشرين وودع المشروع وهو على مشارف العقد الرابع من عُمره. هذه التجربة منحت عمر أكثر مما أخذت، ولم تكد تنجح إلا بفضل الله قبل كل شيء ثم بدعم والده الذي بدأ حياته مكافحًا حتى أصبح رمزًا من رموز الاقتصاد في بلادي، والداه كانا الداعم الأول والأكبر ومن ثم زوجته وأفراد عائلته وأصدقائه. عمر الجريسي في كتابه «مذكرات الطالب المدير» يذكر بأن هذه ليست قصة نجاح، وأنا هنا أختلف معه، لأنه تعرض لمواقف صعبة وقُوبل أحيانًا بالرفض وواجه عراقيل، ومع إصراره وعزيمته وطموحه بجانب فريق عمله استطاع أن يخمد الحرائق، ويخرج منها بمبادرات، وللعلم هذه الحرائق كادت أن تُعطل حركة عمر الجريسي عن تحقيق رؤيته التطويرية وبلوغ حلمه في قطاع التعليم. هو المعني بخطواته والدليل لغة الأرقام في نهاية الكتاب يصور لك ملخصًا لحجم الإنجازات وما تحقق من خلال مسيرة عمله. الكتاب في داخله كتب ومن تلك الكتب، كتاب أذكر أنني تحدثت عنه وهو كتاب «تعلومهم» لرجل نبيل كان وزيرًا للتعليم هنا في المملكة، وهو د. عزام الدخيل، وسبق أن تحدثت عن كتابه في مقطع قصير بالتعاون مع هذه المجلة الرائدة ثقافيًا.. المجلة الثقافية، في مبادرة جميلة حملت عنوان «كتاب اليوم». أخيرًا وليس آخرًا، من مواضيع الكتاب التي لفتت نظري، «الطالب المدير»، وكيف تكون علاقة المدير مع المدير، عندما كان طالبًا آنذاك في جامعة الأمير سلطان. ** **