بقلوب مؤمنة مطمئنة وراضية بقضاء الله وقدره تلقت عائلتا الحمود والنفيسة خبرا مؤلما ومحزنا بوفاة ابنتهم الغالية نورة بنت محمد الحمود الصائغ أم هيثم -يرحمها الله- بعد معاناة مع المرض لم يمهلها طويلا حيث كانت ملازمة السرير الأبيض في مستشفى الملك سعود بمحافظة عنيزة، وتمت الصلاة عليها وتشييعها في مقبرة البدائع، حيث مقر إقامتها، وكان وقع الخبر علينا كالصاعقة، وقد صلى عليها جمع كبير من أقاربها وجيرانها، والكل يدعو لها بالمغفرة والرحمة، نسأل الله ألا يحرمها دعاء المسلمين ويتقبلها في الصالحين وينزلها في جنات النعيم، ويرجى لها خير بإذن الله والناس شهود الله في أرضه والقريب والبعيد يشهدون لها بالصفات الحسنة والأخلاق النبيلة، حتى جيرانها كان الوقع عليهم أشد لتواصلها ومحبتها لهم، وسبق وأن فقدت زوجها منذ عدة سنوات الفقيد إبراهيم النفيسة الذي انتقل إلى رحمة الله مما زاد الحزن والألم على العائلة- والحمد لله- بأنهم صبروا واحتسبوا لقضاء الله وقدره وكان عنوانهم الوفاء والإخلاص والمحبة والتواصل ولكن قدرة الله فوق كل شيء قال تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}.. ولا شك أن هذا باب كل إنسان سيعبره وهي حكمة الله.. وهم السابقون ونحن اللاحقون. لقد كانت- رحمها الله- وبشهادة القريبين منها تؤدي رسالتها التربوية والعلمية أثناء خدمتها في التعليم لكونها مربية فاضلة خرجت أجيالا من بنات هذا الوطن، وكانت متواصلة مع العائلة بواسطة وسائل الاتصال بكلمات النصح والإرشاد ولعلي أتطرق إلى كلماتها قبل وفاتها بأيام وهي ترسل هذه الرسالة.. تقول إلى الغالين على قلبي... سأظل أقصدكم بكلماتي وأرفع إلى الله دعواتي وأن يشرح صدري وصدوركم وينور قلبي وقلوبكم وأن يفرج همي وهمومكم وأن يوسع رزقي وأرزاقكم وأن يصلح حالي وأحوالكم وأن يجعل العافية والصحة والتقوى لباسي ولباسكم وأن يرزقني ويرزقكم سعادة الدنيا ونعيم الآخرة ويحسن الختام لي ولكم طبتم حيث ما كنتم وحفظكم الرحمن أينما حللتم غفر الله لي ولكم ووالدي ووالديكم ولمن تحبون.. وهذه الكلمات هي الوداع من الدنيا إلى الدار الآخرة. أسأل الله أن يجعلها في جنات النعيم وأن يجبر مصيبة كافة العائلة وابنها هيثم وأخواته وأن يلهمهم الصبر والسلوان {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. ** **