فقدان حاسة الشم أول عارض يصيب نسبة تقدر بأكثر من (39 %) من مصابي فيروس (كورونا)، فلماذا لا يعتمد ضمن اختبارات والإجراءات الاحترازية في العمل أو الأماكن المكتظة والمزدحمة، صحيح أنَّ درجة الحرارة والحمى والصداع من أكثر الأعراض شيوعاً، ولكنَّ حاسة الشم تعطي مزيداً من الاطمئنان لو تم إدراجها ضمن الاحترازات في بعض الأماكن، أذكر هنا أنَّ دراسة سعودية ضمن برنامج المسار السريع لدعم البحوث العلمية بجامعة أم القرى والممول من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية كشفت عن أعلى 10 أعراض تظهر على المصابين بفيروس (كورونا) لدينا، ونسبة كل عارض من عينة البحث، فمثلاً الحمى بلغت 59 %، بعدها جاء الصداع بنسبة 43 %، ثم فقدان حاسة الشم التي نتحدث عنها بنسبة 39%، بعد ذلك فقدان حاسة التذوق، ثم الإرهاق، بعده السعال، ثم التهاب الحلق، وبعده ضيق التنفس، فالإسهال، وأخيراً سيلان الأنف. لا أعرف لماذا لا تأخذ مثل هذه الدراسات السعودية مساحة أكبر ليتم تغطيتها وإبرازها، ثم الإفادة من نتائجها خصوصاً فيما يتعلق بموضوعنا (فقدان حاسة الشم) المُثبت أصلاً ضمن الأعراض التي أعلنتها منظمة الصحة العالمية، وأقترح هنا على وزارة الصحة (المُلتزمة مشكورة) بالإجراءات والتدابير المعتمدة عالمياً، تشجيع الناس وأصحاب الأعمال على إدراج هذا الاختبار السريع كإجراء إضافي واختياري للاطمئنان أكثر، فهو كما رأينا لا يقل أهمية عن العوارض والمؤشرات الأخرى التي توجب ضرورة الفحص والتأكد من الإصابة من عدمها، وهو سيساعد كثيراً في منع اختلاط من يظهر عليه هذا العارض حماية لبقية الموظفين أو المخالطين له في الأماكن المكتظة والمزدحمة. فقدان (حاسة الشم) بالتجربة قد يكون مؤشر أقوى من بعض الأعراض الأخرى التي لا تظهر على المُصاب مثل ارتفاع درجة الحرارة أو الحمى أو ضيق التنفس، ففي أبريل الماضي احتلت قصة إعلامية بريطانية تدعى (هولي بورن) مساحة واسعة من الإعلام هناك، عندما استيقظت من النوم وشعرت بفقدان حاسة الشم، ولم تكن مؤهلة لاختبار الفيروس ضمن الصحة الوطنية، ولكنَّ إصرارها كشف إصابتها بالفعل (بكوفيد-19) ليلحق بها العشرات من المصابين الذين لم تظهر عليهم أي من الأعراض (العشرة) السابقة بخلاف فقدان (حاسة الشم). وعلى دروب الخير نلتقي.