المجلة الثقافية - محمد هليل الرويلي: في مطلع العام الهجري، وتحديدًا يوم السبت الأول من شهر الله المحرم من هذا العام 1441ه، دخل الأستاذ عبدالرحمن العلي التركي العمرو في غيبوبة مفاجئة، وكان في كامل صحته البدنية ولياقته الذهنية، واختاره الله إلى جواره بعد ثلاثة أيام (يوم الثلاثاء 4 محرم)، وصُلي عليه اليوم التالي (الأربعاء). وقد عمل الزميل الدكتور إبراهيم بن عبدالرحمن التركي العمرو مدير تحرير الجزيرة للشؤون الثقافية على توثيق سيرة والده في كتاب أسماه (عبدالرحمن العلي التركي العمرو: الألفية لا الأبجدية)، وانطلق في عنوانه من خروج والده من الكتاتيب بعد أن لم يجد فيها ما يتمناه، وإثر تعاملٍ فظٍّ من بعض أربابها، وسافر إلى جدة فعمل سائقًا في خفر السواحل ستة أعوام، واشترى منزلاً هناك، وعزم على الانتقال بوالدَيه إليها لولا أن قيض الله له عودة إلى مدينته عنيزة بناءً على طلب عاجل ملحٍّ من والده، وحينها أقنعه أصدقاؤه بالعودة للدراسة لما علموه من ثقافته العالية، وحبه للعلم، وتعبه على نفسه خلال مرحلة عمله بجدة، والتزموا بتدريسه في متطلبات اختبارات القبول؛ فاختبر فعلاً، وقُبل، واستأنف الدراسة نظاميًّا حتى تخرج في كلية اللغة العربية ضمن العشرة الأوائل؛ وصار مدرسًا في معهدَي حائلوعنيزة العلميَّين مختصًا بتدريس النحو «شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك». وهذا معنى العنوان؛ فقد غادر الكتاتيب (الأبجدية) ليعود دارسًا ومدرسًا (الألفية) حتى عُدَّ من «النُحاة المبرزين»، وطُلب منه التدريس في الجامعة فاعتذر، ودرّس في مسجده وبيته عددًا من طلبة الدراسات العليا في النحو، وعدا هذا فقد كان مميزًا في تدريس الأدب والبلاغة وفق شهادات مجايليه، وطلبته التي تضمن بعضها الكتاب، وشغلت ثلاثة فصول من فصوله الخمسة، حيث خصص الفصلان الأولان لسيرته ومسيرته ومواقفه ورؤاه، والفصول التالية لمن كتبوا عنه في الكتاب، وهم خمسة وخمسون، ومنهم: الأساتذة والمشايخ: عبدالله التركي - عبدالله الغذامي - إبراهيم الشمسان - حمد القاضي - عبدالعزيز القبيّل - أحمد الصالح - علي الصوينع - عبدالرحمن السماعيل - إبراهيم الشتوي - أحمد الدبيان - أحمد القاضي - أحمد البسام - فريد الزامل - عبدالمحسن القاضي - صلاح البسام - عبدالعزيز القاضي - محمد القشعمي - عبدالقادر كمال - عبدالله الربيعي - فايز البدراني - فهد العليان - محمد المشوح - عبدالله العقيل - إبراهيم الماجد - خالد الخويطر -نوال الصيخان - شادن الشبيلي، وآخرون، وجاءت على شكل دراسات ومواقف وذكريات، إضافة إلى ملحق بالصور والوثائق. وقد نشره الزميل إبراهيم مؤملاً أن يكون من أعمال البر، وسببًا من أسباب الدعاء برجاء أن يصل أجرها لوالده - رحمه الله -