بين السنة والشيعة قضايا خلافية كثيرة من أبرزها ما يتعلق بتفسير كثير من آيات (القرآن الكريم) وفي التشريع والأحكام في قضايا مثل (ملك اليمين) و(الميراث) و(الاجتهاد) و(الجهاد) هذا إضافة إلى تقديس وما يشبه (التآلية) لبعض آل البيت والصحابة وأولياء الله الصالحين.. وخروج إطلاق الاجتهاد بتأويل وتفسير بمقولات شديدة الانحراف عن الدين الإسلامي الصحيح والغرابة أن بسطاء الناس صدقوها.. وكثيرًا ما يتوقف السنة باستغراب وإنكار عند المقولات المسيئة لأصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وبعض خلفائه دون فهم وتمحيص كثير من نقاط الخلاف التي ورثها الفرس من الديانة (الزرادشتية) وأسقطوها على الإسلام وأقروها في (تشريعه) دون وجه حق. لا أريد أن أمضي قدمًا في حديث يتعلق بالدين الإسلامي الذي بين ظهرانينا أكبر وأهم وأبرز علمائه ومشايخه.. وكلما أثارني كان يتعلق بالخلاف الجوهري في تفسير قوله تعالى: {وَمَا مَلَكَتْ إيمانكُمْ} وهو شيء لست مؤهلاً للحديث عنه.. الأمر الذي دفعني للتوجه نحو القضية المعاصرة التي تهمني وتتعلق بالمفهوم (العربي) لحقوق (الملكية الفكرية) فخلال (عزلة كورونا) اضطر الكثيرون لمتابعة (مسلسلات تلفزيونية) كثير منها لا يراعي حقوق الملكية الفكرية.. ويبدو أن الأخذ من القصص والروايات والأفلام والمسلسلات الأجنبية ظل خارج إطار مفهوم حقوق الملكية لأن أصحاب (الشأن) الأساسيين لا يعرفون عنه شيئًا ونقادنا ومشاهدينا (لا شأن لهم) بذلك لأنه حق ليس له (مطالب) وإن كان في نظر الكثيرين (سرقة) وتدليس واستثمار غير مشروع لجهود الآخرين.. لأنه يختلف كثيرًا عن مفهوم التأثر والتأثير.. الذي وقع فيه (أمثالي) فبعد سنوات كثيرة أدركت أنني كنت في بعض قصصي شديد التأثر بالكاتب الأمريكي إدغار ألن بو.. خصوصًا في قصتيه (الخنفساء الذهبية) و(البئر والرقاص) وجاء ذلك في فترة مبكرة من كتاباتي التي قال عنها كثير من النقاد السطحيين إنني تأثرت فيها ب(فرانز كافكا) ولم يشر أحد منهم لإدغار ألن بو مما يؤكد عدم قراءتهم لأعماله ولأنه من الكتّاب الذين أحبهم وأعود لقراءة أعمالهم فقد اكتشفت ذلك التأثير وقضيت (ليلة طويلة) أشرح فيها لصديقي الشاعر الموهوب (عيد الخميسي) طبيعة تأثري (الغريب) بأدغار ألن بو.. وكيف أني قرأت أعماله في (العراق) ثم عدت وقضيت عدة سنوات قبل كتابة القصص التي حملت تأثيره دون أن أفطن إلى حقيقة أن أثره في نفسي ظل ساكنًا لسنوات كثيرة كالنار تحت الرماد وطفي على السطح في غفلة مني. غير أن ما شاهدته في المسلسلات العربية هو كله أو أكثره منقول عن أعمال أجنبية ليس وراءها مطالب وأكيد لا شأن للجهات المسؤولة عن حقوق الملكية الفكرية بمثل هذا (اللطش).