هنا نتحدث عن شخصية من الرعيل الأول، هي لولوة بنت سليم الملقبة والمعروفة باسم (سليمة) ولدت لولوة عام 1311 - 1394 للهجرة في مدينة بريدة، وهي من بيت علم ودين وتقوى وصلاح وهي من أسرة علامة بريدة الشيخ عمر بن محمد بن سليم -رحمهم الله جميعًا-. ونجد في شخصية لولوة بأنها تميزت بكثرة العبادة والتهجد وصلة الرحم ولم لا وهي من بيت علم ودين، حيث تزوجت وخلفت ابنة واحدة من زوجها حميدي بن ناصر بن هزاع، وهو موظف في ديوان الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- في الرياض ولم يدم زواجهما طويلاً حيث طلقها زوجها بعد ما رفض والدها سليمان بن سليم السماح لها بالسفر مع زوجها إلى الرياض بحجة ابتعادها واغترابها عن مدينة بريدة ولعدم معرفة والدها بالرياض وأهلها، حيث نجد في تلك الحقبة الزمنية سفر الزوجة مع زوجها أمرًا مرفوضًا مما ينتج عنه خلافات ومن ثم طلاق، لذلك عاشت مع والدتها بعد طلاقها في بيتها جنوب قبة رشيد في بريدة واستمرت في حياتها من صلة رحم وبذل العطاء للمحتاجين دون انقطاع وخصوصًا شهر رمضان المبارك، بحيث نجدها انفردت وتميزت عن بقية نساء بريدة بأن أصبحت معروفة للجميع حيث كانت تقوم بعلاج الأطفال (الرضع) وما يصيبهم من أمراض، فيتوافد إلى بيتها كثير من النساء كل صباح من كل يوم ومعهم أطفالهم الرضع حيث تقوم بعلاجهم بطرق أشبه بالعلاج الطبيعي حسب الحالة مع قراءة القرآن وكثير من الدهونات الطبيعية وبذلك يتم شفاؤهم بإذن الله حيث تعاين حالة الطفل المريض بعد ثلاثة أيام من العلاج، إضافة إلى دورها الكبير في عملية توليد النساء في الحالات الطارئة والشديدة وكل هذا أجره على الله دون مقابل مادي، وبعد وفاة والدتها تزوجت مرة ثانية ولم تخلف، وعاشت فترة طويلة في بيتها وحدها بعد وفاة زوجها الثاني، واستمرت في نهجها دون انقطاع في استقبال النساء الزائرات في كل صباح وخصوصًا الفتيات اللاتي يتعلمن ويدرسن القرآن الكريم حيث خصصت لولوة دروسًا لتعليم وحفظ القرآن وذلك في الساعات الأولى من كل صباح ولا ننسى النساء الوافدات إليها من خارج ضواحي بريدة لشدة كرمها وحبها ونصحها للنساء الزائرات، وذلك لما فيها من حكمة ورجاحة عقل وما تقوم به من إصلاح ذات البين، وهنا نجد لولوة (سليمة) لما كبرت بها السن وقل نشاطها اقتصرت حياتها على العبادة وزيارة الأقارب وصلة الرحم، وبعد عشرات السنين من عطائها وأعمالها الخيرة، نجد أن لولوة بنت سليم بعد ذلك انتقلت إلى مدينة الرياض مع ابنتها وأحفادها حيث تجاوزت الثمانين عامًا، ولم تمض ثلاثة أعوام حتى ألم بها عارض صحي توفيت على إثره (رحمها الله) 1394 للهجرة حيث دفنت في مقبرة العود في الرياض بجوار زوجها السابق حميدي بن هزاع، طاوية بذلك صفحة من صفات الرعيل الأول، جيل عاشوا برحابة صدر وتقوى وصلاح وعبادة من أجل مساعدة الآخرين، حيث عاشوا ببساطة حب وألفة وصدق حيث تكمن سعادتهم برؤية الآخرين سعداء. ** **