لقد برهنت المملكة العربية السعودية بأنها دولة الإنسانية ونموذج الإنسانية في مواجهة جائحة الكورونا، يشهد بذلك المنظمات والمؤسسات والحكومات العالمية بما قدم ويقدم من برعاية وأمن واهتمام بصحة كل من هو على أرض المملكة من المواطنين والمقيمين وحتى المخالفين، وقد أكد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد -حفظهما الله- قولاً وعملاً أن شعار الدولة وسياستها هو الإنسان أولاً وأخيرًا، وهكذا خلال الأشهر الماضية وفي خضم تعاظم تأثير أزمة الجائحة والتي أديرت باقتدار ممثلاً في وزارة الصحة ولجنة إدارة الأزمة. وبما أن وزير الصحة في آخر بيان له وضح الانتقال إلى المرحلة التالية، مرحلة مسؤولية المواطن والمقيم في تحمل تبعات الانفتاح التدريجي لحياة الناس في ظل استمرار وجود الجائحة وعدم وجود العلاج الحاسم إلى الآن. مع استمرار التعليمات والإرشادات السابقة في حماية الناس وتوعيتهم لمخاطر الفيروس على صحة الإنسان وأهله ومجتمعه. فقد أصبح الآن المواطن والمقيم أمام اختبار حقيقي لم يسبق له مثيل، وهو اختبار مستوى تحمل ووعي المسؤولية تجاه النفس والمحيطين في معايشة هذه الجائحة. وقد قالها وزير الصحة بشكل واضح لا لبس فيه بأن على الجميع استشعار المسؤولية في حياتنا اليومية تجاه خطورة الفيروس القائمة، وأن فتح الأعمال والمحلات والأسواق وغيرها لا يعني أن الفيروس انتهى، بل إن المسؤولية الفردية الاجتماعية تعاظمت، فما هي مؤشرات المسؤولية العظيمة المناطة بنا مواطنين ومقيمين، وهي مسؤولية في اعتقادي دينية ووطنية وإنسانية تتمثل في المحافظة على مكتسبات الإنجازات العظيمة التي قامت وتقوم بها الدولة في حماية وتوفير الأمن والصحة البدنية والنفسية للجميع. ومؤشرات ذلك التباعد الاجتماعي والنظافة وحماية النفس والآخرين من انتقال العدوى المحتملة عن طريق اللمس أو الرذاذ والتعقيم، فهل نحن جميعًا واعون برسالة المسؤولين والمختصين ومستشعرون معناها ومستعدون لتنفيذها في أنفسنا ومن حولنا؟ إننا أمام اختبار حقيقي لم يسبق له مثيل وأدعو الله وأتمنى ومتفائل بأن نكون جميعًا على قدر المسؤولية. ومتعنا الله جميعًا بالصحة والعافية وحمانا من كل مرض وعرض ودام الله علينا نعمة الأمن والأمان والصحة ودولتنا العظيمة.