أكد وكلاء معتمدون في قطاع السيارات داخل المملكة، أن جائحة كورونا لم تؤثر على أسعار المركبات، بقدر تأثيرها على حركة المبيعات وآليات البيع ووسائل جذب العملاء الجدد، مشيرين إلى أن القطاع بدأ يستعيد بعض عافيته بالتزامن مع إعلان رفع نسبة ضريبة القيمة المضافة إلى 15 في المائة. واتفق الوكلاء على أن أي تغيير في خريطة أسعار المركبات، لن يؤثر في المبيعات، مشيرين إلى أن التأثير الحقيقي يكمن في عودة الحياة الاقتصادية إلى ما كانت عليه، وهذا كفيل بعودة حركة المبيعات إلى ما كانت عليه. التأثير الكلي وفي البداية، قال عبد السلام الجبر نائب رئيس شركة الجبر للسيارات إن «قطاع السيارات من القطاعات الاقتصادية التي تأثرت جزئياً بجائحة كورونا، مثله مثل قطاع المطاعم ومحلات التجزئة، مقارنة بقطاعات اقتصادية أخرى كان تأثيرها كلياً، مثل قطاع الفنادق وقطاع الطيران». وتابع الجبر: «في ظل الأزمة، حرصت بعض المصانع الكبرى للسيارات على مستوى العالم، على إجراء تعديلات على خريطة الأسعار، بغية جذب العملاء لشراء مركباتها»، مؤكداً في الوقت نفسه أن «مشكلة سوق السيارات العالمي ليس في أسعار المركبات، بقدر ما في الركود الذي أصاب حركة المبيعات بشكل عام». وقال الجبر إن «المركبات سلعة مرنة، يمكن شراؤها في أي وقت أو تأجيل قرار الشراء لفترة ما، لأنها ليست ضرورية وملحة، مثل سلعة الغذاء والأدوية، فقد يؤجل شخص ما قرار شراء سيارة أسبوعاً أو شهراً أو عاماً أو أكثر، وهذا ما حدث في ظل أزمة كورونا الحالية»، مبيناً أن «التأثيرات التي حدثت في القطاع الاقتصادي انعكست على الشركات التي كانت تعتمد على شراء السيارات لموظفيها، مثل شركات تأجير السيارات، التي تعتمد على انتعاش قطاع السياحة وعودة الحركة إلى الفنادق والطيران». وعاد عبد السلام ليؤكد أن «بعض وكالات السيارات في دول مجاورة قامت بعمل تخفيضات كبرى على الأسعار، مثل إحدى الوكالات التي لفتت الأنظار إليها وأغرت عملاءها بأن من يشتري سيارتين يمكنه الحصول على سيارة ثالثة على سبيل الهدية، ورغم ذلك لم يؤثر هذا العرض المبيعات لديها»، مكرراً بأن «المشكلة ليست في الأسعار بقدر ما في عودة الحياة الاقتصادية إلى ما كانت عليه». وتوقع عبد السلام أن يؤثر قرار الدولة برفع ضريبة القيمة المضافة من 5 إلى 15 في المائة، على شكل المبيعات، وقال: «بعد هذا الرفع، سيحاول الجميع شراء احتياجاته من جميع السلع، بما فيها السيارات، قبل تطبيق القرار، لتجنب نسبة الزيادة البالغة 10 في المائة»، مشيراً إلى أن انتعاش حركة المبيعات بدأت تظهر فعلياً في معارض السيارات منذ الإعلان عن الزيادة في ضريبة القيمة المضافة». وتابع الجبر: «ستعود الأسواق إلى ما كانت عليه تدريجياً، ولكن لا أحد يمكنه توقع ما ستكون عليه الأسواق بعد التطبيق الفعلي لضريبة القيمة المضافة في نسبتها الجديدة، فربما تستعيد الأسواق 70 % من حركتها المعتادة حتى شهر يوليو المقبل». حجم المبيعات ويقول منصور العدوان المدير الإقليمي بالمنطقة الشرقية لشركة ساماكو: «أسعار السيارات لم تتأثر بجائحة كورونا، إذ إن التأثير تركز أكثر على حجم المبيعات وآلية السداد». وأضاف: «على سبيل المثال، اتجهت بعض الوكالات بإطالة فترة أقساط البيع للعديد من الأنواع والموديلات، في خطوة منها لجذب العملاء الجدد إليها، ووكالات أخرى قررت أن تسهل بعض الضمانات، ووكالات ثالثة أبدت مرونة كبيرة في عملية البيع والشروط المطلوبة»، موضحاً أن «هذه الأسعار ظلت كما هي، دون تأثير بسبب الجائحة». وأشار العدوان إلى تأثير آخر، ظهر قطاع السيارات في ظل الجائحة. وقال: «وكالات السيارات تبيع اليوم بنظام البيع المركبات الفردية، فيما قل الطلب على «الاستكات»، وهذا بفعل الجائحة التي أربكت العديد من نشاط الشركات التي كانت تعتمد على شراء الطلبيات الكبيرة لتسيير أعمالها ونشاطها، مثل تأجير السيارات وشركات النقل والليموزين». ونفى العدوان أن تكون هناك سيارات أو أنواع معينة قد تضررت بالجائحة: وقال: «من الصعب الإشارة إلى نوع معين من السيارات، ونقول إنه تأثر بالجائحة، فجميع الأنواع بلا استثناء، توجد منها سيارات رخيصة الثمن وغالية الثمن، والإقبال عليها جميعها كان متوازنًا، ولكن يمكن القول إن التأثير الأكبر تركز على السيارات التي تقل أسعارها عن 100 ألف ريال، لأن هذه السيارات التي يتم الإقبال عليها بكميات كبيرة على هامش المشاريع التي تقام هنا أو هناك، ومع جائحة كورونا، تراجعت المشاريع أو توقفت، وبالتالي قل الطلب عليها». الشهور المقبلة ومن جانبه، قال وليد العبدالله الجميح المدير التنفيذي لشركة الجميح للسيارات: «تأثر قطاع السيارا ت الجديدة مثله مثل أي قطاع آخر بالجائحة، وهذا الأمر أثر على القيمة والأسعار بنسبة بطريقة ما، فوجدنا عروضاً وتسهيلات في البيع من جميع الوكالات، بهدف إنعاش المبيعات لديها». ونفى الجميح أن يكون للجائحة تأثير مباشر على ماركة دون أخرى في القطاع. وقال: «ليس هناك نوع معين من أنواع السيارات تأثر أكثر من غيره بالجائحة، فجميع الماركات تأثرت بنسبة واحدة، ولكن نتوقع أن يستعيد السوق عافيته في قادم الشهور المقبلة».