ستخسر فيسبوك الكثير من سمعتها ومكانتها شرق أوسطيًّا وعالميًّا لخطواتها غير المحسوبة، التي أثبتت فيها أنها غير جديرة بالثقة؛ فكيف يمكن لشبكة عالمية أن يتم اختراقها فكريًّا، ومن ثم تضليلها بهذا النحو لاختيار اسم متورط في التنظير للإرهاب والقتل، ومصطف بشكل فاضح إلى أنظمة أبعد ما تكون عن قيم الحرية والديمقراطية: قطر وتركيا وإيران؟ فمن المبتدئ أو ما يسمى بتلميذ الصنعة المستجد، ثم مرتبة «زميل الصنعة»، ثم «البناء المعلم» في الفرع الأول، إلى ما هو أعلى منه: الطقس اليوركي بدرجاته العشر، ثم الاسكتلندي الذي يصل حتى الدرجة ال32، فذروة الشيطنة الماسونية الدرجة ال33، مرورًا بالحياة، حتى الاستعداد للموت، في نظام غريب مقترن بالأخلاق، مليء بالاستعارات والرموز، حتى يوصف الماسوني بأنه «عمود دفاع متبادل ودعم»، تناقلت مفاسدها في دوائر العالم بشتى مجالاتها الاقتصادية الطاغية على السياسية سالكة دروبها لمجتمعاتنا الدولية، ذلك «الرجيم» الذي يئن من مفاسده عالمنا بعد شيوعية القرن الماضي وماسونيته اللتين هما منطق كل البلاء البشري؛ ليبزغ شرهما عبر نافذة العالم الافتراضي وتطبيقاته التي سيطرت على عقولنا، فصرنا عبيدًا لها؛ فها هي Facebook وTwitter وتطبيقاتهما ومحركات البحث وغيرها.. تدفع وتدافع عن الإرهابيين، ونحن وقود لهم، ففيسبوك البالغ مستخدميها 2.89 مليار مستخدم شهريًّا تأتينا بحرباء من عوالم الإخوان توكل كرمان، كحارسة على حرية الرأي والتعبير. فمن وراء ذلك؟.. وكأنها «هشيم في نار» لأسباب وهمية، تتبجح بها كرمان، زاعمة أنها ستحمي وتدافع عن حرية التعبير. الآن ينكشف أمر سادة الإنترنت ومآربهم، كيف وهي سليطة اللسان على متابعيها، لا تستمع لآرائهم؛ فتقوم بحظر كل من يخالفها الرأي. وكيف تكون تلك الفتاة المشبعة ذهنيًّا بفكر الكراهية والدكتاتورية وشمولية الرأي وتكميم الأفواه محسوبة على حريات الناس وأمينة على آرائهم في صناعة قرارات المحتوى المقدم لهم؟! وتكون بمستوى صحفيين وحقوقيين وقيادات عالمية مشهورة من دول أخرى؟!! تعجبت منها وسائل إعلام أجنبية بعنوان «البروفايل العجيب لبعض أعضاء محكمة فيسبوك» كمجلة «فالير آكتييل» الفرنسية التي استنكرت هذا الفعل المشين من إدارة الفيسبوك، والعالم يعرف أنها فتاة مشهورة بانحيازها وانتمائها الواضح لجماعة الإخوان الإرهابية، وكأن ذلك إثبات لوجود ثغرة في نظام عمل فيسبوك؛ إذ لا تعترف الشبكة بالربط بين الدفاع عن أفكار الإخوان والترويج للآراء الإرهابية. إنها محاولات يائسة من أرهبة العالم، بتولي أمر الفيسبوك مَن تنتمي إلى مرتع الإرهاب ومعسكر الفكر الإخواني، وكأنه تكريم لتأجيجها الطائفية والانتهازية الإخوانية، وتقسيم وطنها اليمني إلى 6 أقاليم، بعدما تم تمويلها بهدف إسقاط بلادها، وجرها إلى شبح مجاعة لملايين من أهلها الذين هم منها براء، بل كأن لذلك علاقة بسياسة قطرية إخوانية للتغلغل في مختلف مراكز النفوذ الإعلامية الدولية؛ وهو ما يمثل تهديدًا جديًّا لفكرة التواصل بحرية وانفتاح التي تأسست عليها شبكة فيسبوك.