سَمِعْتُها شَاهَدْتُها أَعَدْتُها كَتبْتُها، ثم قَرَأْتُها، وفي كل هذا واضحةٌ وَجدْتُها، إنسانيةٌ نبرتُها، واقعِيةٌ حقيقتُها، وللوطنِ والمواطنِ كانت مصلحتَها، هذه هي طبيعةُ كلمة وزير المالية السعودي لقناة العربية، تحمل خيارات مفتوحة من أجل خفض مصروفات الميزانية حتى العام المالي المقبل مع توجيه جزء منها للرعاية الصحية، وإن كان ما أُتُّخِذَ من خطوات لكبح النفقات غير كافٍ إلا أنَّها سَتُرفَعُ توصيات بخصوص ما يجب إعادة النظر فيه، فاستدامة المالية العامة يتطلب اتخاذ إجراءات صارمة قد تكون مؤلمة؛ لأنَّ هذه الجائحة يصعب التنبؤ بمُدَّتِها، ويجب الاستعداد لها جيداً. سَتُخَفَّضُ نَفَقَاتِ السَّفَر والانتدابات، ويُنْظر في بعض النَّفقات، مع توفير الأقل ضررًا على المواطنين، واستمرار طرح حُزَم تَحْفيز تَسْتَهْدِفُ وظائف السعوديين في القطاع الخاص، مع تقديم الخدمات الأساسية، قَرَّرت الحكومةُ الاستدانةَ بشكل أكبر، فالعالم والمملكة لن يعودا لما كانا عليه بعد هذه الجائحة لتَغَيِّر الأنشطة الاقتصادية، كان هذا بعضاً من سياسة الحكومة اقتصادياً أعلنها الوزيرُ للمواطنين بمصداقية عَهِدْنَاها من حُكَّامِنا، وولاة أمْرِنا، والْتزمَ بها كل مَسؤولٍ في العمل، والقول. مُنذ بداية الأزمة التي لم يشهد لها العالم مثيلاً وحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -رعاه الله- تعمل على مصلحة المواطن صحياً، وعلمياً، وعملياً، واقتصادياً، ومن ضمن هذه المصالح اسْتِدَامة المالية العامة التي يجب معها خفض النَّفقات، وإعادة ترتيب الأولويات حسب أهمية الاحتياجات. لَسْتُ مِمَّن يعشق المقارنة بالآخرين خاصة وأنَّنا نحن السعودين عن جميع العالم متميزون؛ ولكن في هذه الظروف وجبت المقارنة؛ لنزداد تميزاً بولاة أمرنا، وشَعبِنا ووطننا، قريبون مِنَّا يشتكون، وغيرهم جائعون، ومثلهم على مستقبلهم خائفون، بينما نحن آمنون وبما سَيُطّبَّقُ مستقبلاً مطمئنون؛ لقوة إيماننا، ثم بثقتنا بحكامنا، هم من وَحَّدُوا الدولة بِلا نَفط يَنْبَعُ، وحاربوا كل من بِنا يَطْمعُ، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان هو من قال: لدى السعوديين هِمَّةٌ مثل جبل طُويق لا تنكسر، ونحن السعوديين نقول لدينا أنتَ سيدي وبِكَ نَفتخرُ.