كل شيء تغير لم نعد كما كنا ما الذي حدث وغيّر وجه العالم؟ كيف استطاع هذا الوافد الكريه أن يجبر العالم بأكمله على الوقوف في وجهه يعمل بكل قوته في التصدي له؟. «كورونا» لم نعد نسمع غير هذا الاسم المرعب ليل نهار، نتابع أخباره، من هم ضحاياه من المشاهير؟ أين ترتفع وتيرة هجومه الوحشي؟ ما هي وسائل مقاومته؟ كم عدد من فتك بهم؟. هل من أمل في التوصل إلى أدوية مقاومة له متى؟ وأين؟. كل ذلك نتابعه في ظل مسار جديد في حياتنا نهتم بنظافتنا أضعافا مضاعفة، نتجنب الكثير مما كنا نفعله. نتفاعل أسرياً مع أشياء كنا نفتقرها. لا نخرج من منازلنا. يشعر بعضنا بالملل. عادات تتوارى وأخرى تظهر لمواكبة الحدث. نجد أنفسنا داخل وطن تحكمه دولة تثبت قدرة فائقة في إدارة الأزمة بصرامة مختلطة بالحرص على حياة الإنسان، وتوفير سبل العيش دون شعور بالخوف من نقص في توفير مطالب الحياة اليومية وتوفير الأمن وتوفير الرعاية الصحية. إنها أوقات عجيبة نعيشها تحفل بالدروس والعبر، فوائدها لمن يريد كثيرة من أهمها: أن نراجع حياتنا في أفعالنا وسلوكنا، أن نستزيد من المعرفة، أن نعمق في داخلنا الشعور بالتراحم. أن نتوجه إلى الله العلي القدير أن يزيل هذه الغمة وأن يحمينا جميعاً من هذا الوباء الذي عم العالم وأشعر البشر أنهم في حاجة إلى بعضهم وأن ما يصيب أمة لن تنجو منه بقية الأمم، وأن التعاون من أجل حياة آمنة للبشر أجمعين هو ما يجب السعي إليه والعمل من أجله. لقد بينت كورونا أن طريق مقاومتها هو العمل الجماعي من قبل البشرية جمعاء، والانفراد في مقاومتها هو طريق تفشيها وانتشارها.