إشادة العالم بأخلاق وإنسانية النجم البرتغالي (رونالدو) -مُستحقة- عقب تحويله سلسلة فنادق (CR7) التي يملكها إلى مستشفيات ومقار (حجر طبي) لمصابي (فيروس كرونا)، بالمقابل بيننا في هذا الوطن الغالي عشرات السعوديين -مِن غير المشاهير- مَن جعلوا عقاراتهم التي يملكونها في مختلف أنحاء البلاد تحت تصرف (وزارة الصحة) كمساهمة وطنية، وشعور إنساني للمساعدة في الحد من انتشار (الفيروس)، هؤلاء يستحقون الشكر والثناء بتصرفهم الذي يعكس الصورة الحقيقة للمواطن والتاجر والإنسان السعودي قبل ذلك. يحق لنا كسعوديين أن نفخر بعشرات المبادرات المحلية الصادقة والإنسانية المماثلة -البعيدة عن وسائل الإعلام والأضواء- فمثل هؤلاء السعوديين الشجعان والكرماء بالفطرة والتربية، يثلجون الصدر بتقديمهم المال والعقار والغذاء والدواء والخدمات، وكل ما يملكونه -دون طلب من أحد- فوزارة الصحة تعمل بوتيرة سريعة ومبهرة، ومن الواضح أنَّ الدولة -أعزها الله- تنفق بسخاء -دون تردد- على كل ما يلزم لحماية المواطنين والمقيمين على هذه الأرض الطاهرة، ولكنَّ هؤلاء يضربون مثالاً أخلاقياً وإنسانياً يستحق الإشادة باستشعارهم ضرورة المساهمة الاجتماعية، ورد جزء من واجب الوطن والمجتمع، حتى لو لم يكونوا شخصيات شهيرة يشار إليها بالبنان، وهذا يعطي قيمة إضافية وأكبر لهذه الأعمال النبيلة، دون التقليل من مشاركات ومبادرات أخرى لمشاهير وشخصيات عامة أو تجاهلها، ففي كلٍّ خير. مقابل ذلك ما زلتُ (شخصياً) أشعر بالخجل والصدمة، من (المحتوى الفارغ) الذي تقدمه وتعرضه حسابات بعض مشاهير التواصل الاجتماعي الذين تخلفوا عن الركب كثيراً، بعدم استشعار بعضهم أهمية وحساسية الظرف الاستثنائي التي يعيشه المجتمع، بل إنَّ بعض المقاطع والسنابات تشجع على الخروج وممارسة الحياة الطبيعية دون حذر، ولا يمكن تخيل التصرفات -غير المسؤولة- لمشاهير آخرين يستظرفون بإيهام متابعيهم أنهم يشربون من (عبوات) مواد مطهرة ومواد نظافة، كنوع من البحث عن الشهرة والمشاهدات في ظل الوضع القائم، دون مراعاة تأثير ذلك وخطورته على صغار السن الذين قد يُغرّر بهم لتطبيق وتقليد ما يرونه، الأيام ستعبر والظرف سينتهي وعندها ستبقى صورة (القدوات) محفورة في أذهان الجميع، عندما يفرّق المجتمع بين من (يُضحكه) ومن يُحاول (الضحك عليه)؟. وعلى دروب الخير نلتقي.