تعتزم الشركة الأمريكية المختصة بتقنيات الفضاء الجوي وصناعات هندسة الطيران والرحلات «سبيس إكس SpaceX» المضي قدماً في مشروعها الفضائي «ستارلينك» وهو خاص بخدمات الإنترنت الفضائية عالية السرعة، وسوف يتطلب مئات الأقمار الاصطناعية ذات المدار الأرضي المنخفض، وكانت قد خططت لإجراء 22 عملية إطلاق تحمل مئات الأقمار الاصطناعية في عام 2020، وعملية الإطلاق هذه قد توفر لمشروعها العملاق «ستارلينك» 1500 قمر اصطناعي باستطاعة الإنسان مشاهدتها بالعين المجردة. وحصل مشروع Starlink على موافقة من لجنة الاتصالات الفيدرالية (FCC) لبدء تنفيذ المشروع بعد تغيير خططها لإطلاق الأقمار الصناعية، حيث كان عليها أن تعدل خططها لتجنب مدارات الفضاء غير المرغوب فيه التي يمكن أن تلحق الضرر بالأجهزة. وتأمل «سبيس إكس» من هذه الخطوة في توفير خدمات الإنترنت اللاسلكي لجميع مناطق العالم، فهل يكتمل مشروعها العملاق هذا؟. اعتراضات عالمية حذر علماء الفلك من أن إطلاق الأقمار الصناعية المخطط له من قبل شركات خاصة مثل سبيس إكس SpaceX يهدد بتدمير منظر السماء ليلًا من الأرض إلى جانب التهديد بقطع الترددات الراديوية المستخدمة لمراقبة الكون وتعطيل الصور من التلسكوبات البصرية. وقالت دهار باتيل، عالمة الفلك في المرصد الملكي غرينتش لهيئة الإذاعة البريطانية: هذه الأقمار الاصطناعية تقارب حجم الطاولة، لكنها عاكسة للغاية، وتعكس ألواحها الكثير من ضوء الشمس، مما يعني أنه يمكننا رؤيتها في الصور التي نلتقطها بواسطة التلسكوبات، كما أنها تستخدم موجات راديو كبيرة، وهذا يعني أنهم يمكن أن يتداخلوا مع الإشارات التي يستخدمها علماء الفلك. فيما وصف الدكتور ديف كليمنتس، عالم الفيزياء الفلكية من جامعة إمبريال كوليدج في لندن، كوكبة الأقمار الصناعية الصغيرة بأنها مأساة يمكن أن تشكل خطورة إذا ما عرقلت رصد الكويكبات المرتبطة بالأرض، وقال: إنهم يمثلون عائقًا بين ما نلاحظه من الأرض وبقية الكون، لذلك فهم يعيقون كل شيء، وستفتقد كل ما وراءها، سواء كان ذلك كويكبًا محتملًا خطيرًا أو كوازارًا بعيدًا في الكون. المرصد الأوروبي: لا مشكلة وقلل آخرون من المخاوف بشأن التأثير الذي ستحدثه الأقمار الصناعية، حيث قال أوليفييه هينو، عالم الفلك في المرصد الجنوبي الأوروبي (ESO) في ألمانيا: إن تلك الأقمار لن تؤثر إلا على حوالي 0.8 في المئة من مراقبة التلسكوبات الخاصة بهم، مؤكدًا أن هذه النسبة لن تمثل مشكلة بالنسبة لعلماء الفلك. هذا ويعد مشروع ستارلينك التابع لشركة سبيس إكس واحدًا من أكثر الخطط طموحًا للإنترنت الفضائي، والذي أطلق في وقت سابق من هذا العام أول 60 قمرًا صناعيًا لإنشاء شبكة ساتلية مقترحة يبلغ قوامها 12 ألف قمر صناعي. وتسببت هذه الأقمار بعد وقت قصير من إطلاقها في المدار بحدوث أكثر من 100 تبليغ حول رؤية أجسام غامضة UFO، وذلك بالرغم من أن سبيس إكس قالت: إن أقمار Starlink الخاصة بها ستكون مرئية بالعين المجردة من الأرض فقط ضمن أول مداراتها. وعلى خطا «سبيس إكس» فإن شركات أخرى تخطط لإطلاق مجموعات رئيسية من الأقمار الاصطناعية المخصصة للإنترنت الفضائي مثل شركة أمازون والشركة البريطانية الناشئة OneWeb.