انتهت قبل أيام البطولة الأغلى في عالم سباقات الخيل، وهي التي حملت أغلى اسم «السعودية» ذلك الاسم الذي نحبه ونعشقه ونسترخص دماءنا لأجله. هذا السباق بهذا الاسم يحمل معنى العطاء والجود والسخاء ويظهر وجه المملكة المشرق في جميع جوانبها، خصوصاً في جانب تشجيع رياضة الفروسية التي تعد في المملكة جزءاً مهماً من حضارة وتراث المملكة. إنها بطولة البطولات فهي تستحق أن نطلق عليها هذا الاسم ، لأنها تحمل اسم السعودية الذي يرمز بداية إلى الملك المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود- طيب الله ثراه- ، ثم إلى أبنائه الكرام الذين حكموا وساهموا في تنمية هذا البلد وأوصلوه بحكمهم وحكمتهم إلى العالمية في كل مجالات الحياة التي شهدتها وتشهدها المملكة والشعب السعودي ومن قدم إلى المملكة يلمس هذا التقدم في كل مناحي الحياة وقطاعاتها. لا عجب ولا تعجب حينما تحتضن المملكة هذه البطولة التي تعد الأغلى في العالم والأهم، لأن المملكة منذ تأسيسها وحتى هذا اليوم تعد الخيول والفروسية من سمات الشخصية السعودية ، بل لقد كان للخيول الفضل بعد الله تعالى وجهود الملك المؤسس الدور الأكبر في توحيد البلاد شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً وجعلها بلداً واحداً آمناً مطمئناً، فكيف لا تكرم المملكة هذه الخيول وفرسانها بجائزة تكون الأغلى عالمياً؟!، بل إن ولاة الأمر يرونه أمراً واجباً وضرورياً أن تعطى هذه الرياضة حقها ونصيبها كبقية الرياضات الأخرى التي أخذت نصيبها على ضوء الرؤية الحديثة. إن المملكة وهي تقيم هذه البطولة لا تتنافس مع أحد، ولا تنظر لأي أمرٍ سوى أن إقامة هذه البطولة في المملكة وتحمل اسم السعودية ما هو إلا أمر يعيد الحق إلى نصابه ، ويعيد الفروسية إلى بيتها الحقيقي الذي يرى الخيل جزءاً من كيانه وشخصيته ، ولا عجب أن تظهر السخاء الكبير وهي تعلم أن إكرام الخيل وفرسانها من الأمور المحببة، ومما جبلت عليه شخصية الإنسان العربي قديماً وحديثاً. إننا نشكر الله تعالى ثم ولاة الأمر وعلى رأسهم مقام خادم الحرمين الشريفين ملك الحزم والعزم سلمان بن عبد العزيز- حفظه الله- الرئيس الفخري لنادي الفروسية راعي البطولات، وولي عهده الأمين فارس الفرسان الأمير محمد بن سلمان حيث إن هذه البطولة العالمية جاءت للتوافق مع ما رسمه سموه لرؤية 2030، كما لا يفوتنا أن نشكر نادي الفروسية على تنظيمهم لهذه البطولة العالمية التي كنا نتمناها منذ زمن طويل أن تقام على هذا الصرح العظيم ميدان الملك عبد العزيز الذي صمم أساساً ليستقبل مثل هذه البطولات العالمية، والشكر موصول لكل من سعى بجهده وإمكانياته إلى إقامة هذه البطولة التي بلا شك ستكون محط أنظار العالم أجمع من المهتمين بالخيول والفرسان والملاك، ونأمل أن تصبح جائزة سنوية يعد لها الإعداد الأفضل، وتصبح منارة على مستوى العالم يتسابق إليها الفرسان وعلى مستوى العالم ، فالسعودية تستحق من الجميع بذل الجهود لهذه البطولة وإظهار الاسم صافياً نقياً منفتحاً على العالم فهو الاسم الذي لا يوزن بذهب لأنه أغلى وأغلى من كل الأمور الأخرى. إنني شخصياً كأحد الملاك ومن المهتمين بنشر ثقافة الفروسية أبدي إعجابي الشديد بنادي الفروسية ممثلاً بمجلس إدارته الفذة التي تبنت رؤية ولاة الأمر في إقامة بطولة للفروسية بهذا المستوى الكبير، وإنني على يقين أنها ستكون بطولة ناجحة بكل المقاييس والمعايير، فالنادي معروف عنه إن عزم على شيءٍ أتمه على أحسن وجه، وما دام الأمر معلقاً بالفروسية فإن إتقانه وتنظيمه سيكون أجمل وأفضل من كل التوقعات التي سيتوقعها بعض منا، كما أتمنى وأقترح أن يقام نصب تذكاري عملاق بعد هذه البطولة يرمز للفروسية بشكل عام وللمملكة بشكل خاص، وكذلك يتحول هذا المضمار إلى مدرسة للفروسية يتعلم منها النشء الجديد من خلال إقامة أكاديمية لتدريس للفروسية. إن هذه البطولات لا ينبغي أن تمر مرور الكرام، بل ينبغي أن تكون فرصة كبيرة لشحن الشباب وشد هممهم وعزيمتهم، وتعريفهم بتاريخ السعودية وعلاقتها بالخيل وما يمثله الخيل بالنسبة للشخصية العربية بشكل عام والشخصية السعودية على وجه الخصوص، وينبغي أن تكون محطة لاستلهام الدروس والعبر من سيرة وتاريخ مؤسس هذه البلاد. ختاماً أجمل أمنياتي لجميع المشاركين وأبارك للمالك والفارس والمدرب الذين نالوا هذه الجائزة من نصيبهم لأنهم حملوا أغلى الأسماء التي يحبها جميع مواطني المملكة وساكنيها، كما أدعو الله تعالى أن يحفظ المملكة وولاة أمرها وأن يجعل بلدنا هذا سخاءً رخاءً آمناً مطمئناً.