الحديث عن تقليل الهجرة إلى المدن الرئيسية الرياض والدمام وجدة والتي يسكنها نحو 66.6 % من مجموع سكان المملكة، حديث قديم يتجدد، والقضية ليست من السهولة تناولها، لكنها في نفس الوقت ليست مستحيلة الحل، وهناك تجارب عالمية كثيرة، منتدى الرياض الاقتصادي قدم خلال هذا الأسبوع دراسة مهمة دعت إلى أهمية التوازن في توزيع الخدمات على جميع المناطق بلا استثناء، وأوصت الدراسة بنشر وتأسيس المشروعات الإنتاجية في المدن الصغيرة والمتوسطة الجديدة، إضافة لتوفير الطاقة وتطوير وسائل النقل للمناطق الأقل نمواً، كما تحدثت عن الترويج للفرص الاستثمارية، وإبراز المزايا النسبية والتنافسية المتوفرة بالمناطق. وأعتقد أن توفير النقل مثل القطارات سيكون هو الحل الأول والأكثر أهمية، وقد يكون أهم من المترو في المدن، فلو توفرت قطارات بين مدينة الرياض والمحافظات التابعة لها على سبيل المثال سيكون مردوده كبيراً على قضية السكن، وأيضاً تأسيس المشروعات الاستثمارية خارج المدينة، وسنجد أن الناس يعملون في الرياض ويغادرون نهاية كل يوم إلى بيوتهم في قراهم ومحافظاتهم، كما أن أصحاب الأعمال الصغيرة والمتوسطة سيبنون مشروعاتهم هناك للاستفادة من فروق التكلفة بين القرى والمدن، ولهذا قد اختلف مع من يرى أن هناك أولوية قبل أولوية النقل، سهولة الوصول هي التي ستجذب رؤوس الأموال وهي التي ستوطن الأهالي في قراهم وبنفس الوقت يستفيدون من فرص العمل في المدن، ولهذا لا أعتقد أن هناك خطوة تنجح في تقليل الهجرة، ما لم تكن مسبوقة بتوفير وسائل نقل سريعة وآمنه وبتكلفة مناسبة.