كانت الدول العربية تحذّر أوروبا وأمريكا من (اللعب) والعبث في الجغرافيا السياسية والجغرافية السكانية للوطن العربي، من أجل رغبة أو نزوة أو فكرة شيطانية تقوم على فكر سياسي تاريخي لا يرى واقع حال اليوم، طفرة أفكار لم تنضج، وقد أندفع الغرب تحت مظلة الديمقراطية الشعار البراق، بإطلاق ثورات الربيع العربي في العواصم العربية عام 2010م، وشاركت بها دول من غير العرب إيران تنطلق من قومية فارس ومذهب الشيعة.. وتركيا أيضاً تنطلق من قومية تركية وعودة الدولة العثمانية وهيمنة الدولة والرغبة في زعامة العالم الإسلامي؛ وبالمقابل فالعرب لا يعادون لا فارس ولا الترك، إنما لا يتوافقون مع الساسة في إيرانوتركيا، ولا يتفقون مع حكومة طهران وأنقرة.. وفِي مجمل الأحداث إيران دخلت الشرك والفخ الذي نصبته للعرب فهي المحاصرة الآن والمدمرة اقتصادياً، وتركيا ستدخل -بإذن الله- مصيدة ليبيا وسورية وتتورط. كان العرب يحذّر أوروبا الغرب والقوى العظمى من الربيع العربي، كنّا نحن العرب نحذّر الجميع ولا هناك من مجيب، واليوم الرئيس التركي أردوغان يهدّد الحكومات والشعوب الأوروبية بالقول إذا سقطت حكومة السرج التي يتحالف معها سيصل الإرهاب إلى أوروبا، تهدّيد وبابتزاز إن لم تسانده أوروبا في ليبيا، ستغرق دول أوروبا بالإرهابيين وجماعاتها في الشرق الأوسط ووسط آسيا، وبالمهاجرين الأفارقة غير الشرعيين جميعهم سيمرون عبر ليبيا. تهديد تركيا لأوروبا بوصول الإرهابيين والمهاجرين إليهم ينطلق عبر عدة مسارات منها وأهمها: - الجماعات الإرهابية يتم مرورها من ليبيا عبر البحر الأبيض المتوسط مباشرة أو من تركيا ومنها إلى أوروبا. - هجرات آسيوية من أفغانستان وباكستان وشبه القارة القديمة الهند ووسط آسيا عبر الممر القديم البري القوقاز. - فتح الحدود أمام اللاجئين السوريين والعراقيين والأكراد في تركيا للجوء والإقامة في أوروبا وخلق أزمة لاجئين ومهاجرين غير شرعيين لتغص بهم الحكومات الأوروبية وتصبح أزمة حقوق إنسان وجوانب أخلاقية إجرائية تورطت بهم أوروبا.