قال الناقد حسين بن صالح القحطاني: إن (القصائد الوطنية) يعتز بها الجميع وهي مُوثِّق الولاء والوفاء واللحمة الوطنية ووحدة الصف والكلمة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وأبنائه الملوك من بعده -رحمهم الله-: سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله، حتى عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أطال الله عمره وأدام عزّه- وولي عهده الأمين الأمين الأمير محمد بن سلمان -أطال الله عمره وأدام عزه- وقد تمثلت أبرز القصائد الوطنية في القصائد الحربية (العرضة السعودية) التي واكبت مراحل توحيد الوطن على يد المؤسس -طيب الله ثراه- للشعراء: العوني وابن دحيِّم وغيرهما -رحمهم الله- وتوالت عصور وأجيال الشعر الوطني المشرّف مثل القصائد الوطنية للأمير خالد الفيصل والأمير بدر بن عبدالمحسن، والقصائد المنبرية في المناسبات الرسمية للشاعر خلف بن هذال، والشاعر مشعل بن محماس الحارثي وغيرهم. أما شعر (المدح) فهو من أنواع الأغراض الشعرية، ويبدي فيه الشاعر إعجابه أو فخره بشخص يتّفق الجميع على مكارم أخلاقه وسؤدده ومناقبه التي أهلته للمدح المنصف له، استناداً إلى كل ما ذُكر.. وقد يكون اعترافاً بجميل ما، وقد خلّد ووثّق تاريخ الشعر الشعبي في الماضي والحاضر أجمل روائع الشعر من القصائد في هذا اللون تحديداً من أغراض الشعر الشعبي. أما (قصائد الشحاذة) فهي تنم عن نهج يتعارض مع العادات العربية الأصيلة والمبادئ الفاضلة ومكارم الأخلاق وعزة النفس والإباء والشيّم لما يتخللها من خنوع ممقوت في بعض القصائد؛ كما أنها تكرس للاعتماد على الناس، وتتعارض مع الثقة بالنفس والاعتماد عليها بعد الله -سبحانه وتعالى- في العمل والإنتاجية، ناهيك عن أن بعض هذه القصائد فيها تظليل وكذب، يتمثل في إسباغ صفات ليست موجودة في شخص الممدوح، ولكنها أسبغت عليه من قبل المادح للتكسّب ونول عطائه؛ لذا يجب محاربة قصائد الشحاذة لأنها لا تمثل الشعر الشعبي الأصيل في واقعه في الماضي والحاضر، ولها من السلبيات ما يطول شرحه، ولكن بعض ما ذكرته اختزال لرصد عن هذا النوع من القصائد التي انتشرت في (وسائل التواصل الاجتماعي). وما دعاني لهذه (المقارنة) جهل بعض من تصدروا المشهد النقدي (الانطباعي) بعيداً عن (النقد) الحقيقي، كفن أدبي مستقلٍ، حيث أمسوا يهرفون بما لا يعرفون لمجرد الحضور المؤسف؛ واختلط عليهم الأمر على حساب تاريخ الشعر الشعبي في الماضي والحاضر دون الاستناد إلى المهنية التي تجسدها الموضوعية كما ينبغي.