في عام 1986 ميلاديًّا تأسس مستشفى الأمير فيصل بن فهد للطب الرياضي كنقلة نوعية في مجال الطب الرياضي، ليس على المستوى المحلي فقط، بل على المستوى الإقليمي والعربي؛ إذ كان الهدف من إنشائه صناعة أيقونة طبية رياضية كمرجعية متخصصة في كل ما له علاقة بالطب الرياضي في المملكة والمنطقة. أحلام وطموح وحماسة سرعان ما انهدمت، وبات واقع المستشفى بعد كل تلك السنوات متدنيًا من الناحية النوعية، رغم تميُّز المبنى والمعدات في وقتها، ولكن اختفى الدعم؛ ليبقى دون ما نأمله منه في مجال تخصصه حتى بتنا نطلق عليه (حضارة سادت ثم بادت)؛ إذ كثرت المطالبات حينها بنقل مرجعية هذا الصرح الطبي من الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى وزارة الصحة للإشراف المباشر عليه. وقائع مريرة مرت بها التجربة السعودية الطبية في المجال الرياضي كتأسيس ثم اندثار مطويات ومجلات متخصصة، أسسها في ذلك الحين البروفيسور سالم الزهراني ورفاقه، كانت كفيلة بأن تعكس تطورًا وحضارة طبية، تنعكس إيجابًا على ملاعبنا السعودية وروادها، وواجهة طبية إقليمية وقارية، وقد تصل إلى العالمية، إلا أننا - للأسف - اكتفينا بأسهل الحلول عبر البحث عن العلاج في عواصم أوروبا وأمريكا اللاتينية. تخصص طبي مهم، وقيمته المالية بالملايين، ما زالت تُهدر على علاج اللاعبين خارجيًّا، وعلى تعاقدات الأندية مع أجهزة طبية عالية التكلفة بدلاً من تأهيل وإعداد كوادر طبية سعودية قادرة على ملء الفراغ؛ وخير دليل تعاقد نادي الهلال مع الطبيب السعودي مبارك المطوع. إنه تخصص لا تحتاج إليه الملاعب السعودية فقط بل حتى على مستوى ملاعب العالم أجمع؛ وبالتالي فرصة أن نتسيد هذا المجال، وأن تصبح العاصمة السعودية منارة للطب الرياضي، وقِبلة للرياضيين. تساؤلنا هو: هل ستلتفت الهيئة العامة للرياضة والشباب لذلك الصرح الكبير (مستشفى الأمير فيصل بن فهد للطب الرياضي)، وتعيد توهجه عبر أجهزة وكوادر واستراتيجية حديثة عبر تخصيص دعم للنهوض بهذا المجال المهم؟ وذلك ليعكس انطباعًا طبيًّا رياضيًّا حضاريًّا في الإقليم والمنطقة بشكل عام في ظل توجُّه القيادة الرشيدة نحو ريادة سعودية في المجالات كافة كعنصر أساسي من عناصر تحقيق رؤية (2030) التي يقودها قائد لواء شباب هذا الوطن سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. قبل الختام دعم استثنائي خلال الفترة الماضية من لدن القيادة الرشيدة بالمليارات تجاه قطاع الرياضة والأندية السعودية، وكلنا أمل في الهيئة العامة للرياضة بقيادة الشاب الطموح الأمير عبدالعزيز بن تركي أن يحظى ذلك الصرح الطبي بالدعم الاستراتيجي والفكري والمالي.