استوقفت تماثيل ملوك مملكة لحيان التي تعود للفترة من القرن السادس إلى الثاني قبل الميلاد، زوار معرض «طرق التجارة في شبه الجزيرة العربية.. روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور» المقام حاليًا في المتحف الوطني الروماني بالعاصمة الإيطالية روما في محطته السابعة عشرة. حيث جذبت هذه التماثيل المتقنة الصنع انتباه الزوار بأشكالها الفنية التي تعكس تطور حضارات الجزيرة العربية. وتعد مملكة لحيان من أشهر الممالك العربية في شمال الجزيرة العربية، وبدأت في القرن السادس قبل الميلاد، وانتهت في أواخر القرن الثاني قبل الميلاد، وبنو لحيان من القبائل العربية العريقة التي استقرت في شمال الحجاز وذكرهم المؤرخون العرب والباحثون في علم الأنساب. وقد تم العثور على عدد من تماثيل ملوك لحيان في موقع الخريبة بالعلا من خلال فرق تنقيب تابعة لجامعة الملك سعود، ويتم عرض 10 قطع منها، من خلال مشاركة الجامعة في المعرض، تتضمن تماثيل كاملة وأجزاء من تماثيل، وتماثيل رؤوس. وفي دراسة له عن مملكة لحيان يقول عالم الآثار السعودي الدكتور حسين أبو الحسن بأن مملكة لحيان بدأت منذ القرن السادس قبل الميلاد واتخذت من دادان (العلا حاليًا) عاصمة لها، أما نفوذ مملكة لحيان فقد امتد إلى شمال الجزيرة العربية وجنوبها ووسطها، كما أن انتشار الكتابات اللحيانية في بعض المراكز الحضارية مثل تيماء والفاو وعلى امتداد الطرق التجارية، دليل على وجود نفوذ وعلاقات اللحيانيين مع المجتمعات المجاورة، ويرى أغلب المؤرخين أن نهاية مملكة لحيان كانت في نهاية القرن الثاني قبل الميلاد، وبنو لحيان من القبائل العربية العريقة التي استقرت في شمال الحجاز وذكرهم المؤرخون العرب والباحثون في علم الأنساب، وبعد سقوط مملكة لحيان بمجيء الأنباط إلى المنطقة خلال النصف الثاني من القرن الثاني قبل الميلاد انتشر اللحيانيون في مناطق مختلفة من الحجاز، ولا يزال اسم قبيلة لحيان موجودًا حتى الوقت الحاضر حيث يقيم جزء منهم جنوب شرق مكةالمكرمة. وأشار أبو الحسن إلى أن من أبرز ملوك لحيان الذين ورد ذكرهم في النقوش التي اكتشفت في العلا وتيماء هم: هنأوس بن شهر، وشهر بن هنأوس، وتخمي بن لوذان، وجشم بن لوذان، وجلت قوس، ولوذان بن هنأوس، وتلمي بن لوذان، وهنأوس بن تلمي، وتلمي بن هنأوس، وعبدان بن هنأوس. وذكر أبو الحسن في دراسته أن الخريبة في الجهة الشمالية الشرقية من العلا، تعد من أبرز المواقع الأثرية التي تعود للحضارة اللحيانية وأقدمها، إذ إنها تمثل جزءًا من ددن التي كانت عاصمة مملكة ديدان ولحيان، ويضم الموقع مجموعة من التلال الأثرية منتشرة في الموقع تم التنقيب في جزء منها من قبل بعثة جامعة الملك سعود وكشفت نتائج الحفريات عن كم كبير من المعثورات من أبرزها التماثيل الآدمية والنقوش الكتابية والمجامر وكسر الأواني الفخارية. إضافة إلى عكمة وهو أحد الجبال الواقعة إلى الشمال من العلا، ويعد هذا الموقع بمنزلة المكتبة التي جمع بها جزء من تاريخ ديدان ولحيان وحضارتها، فقد دون اللحيانيون مجموعة كبيرة من النقوش تميزت بإتقان الخط وجماله، ومن دراسة نقوش جبل عكمة أمكن الكشف عن معلومات كانت غير معروفة عن الاقتصاد والتجارة في مملكة ديدان ولحيان. ومن أبرز المواقع التي وجدت بها كتابات لحيانية بمنطقة العلا هي الخريبة وجبل عكمة ووادي المعتدل ودنن وأبو عود والرزيقية، إضافة إلى ما كتب على امتداد طرق التجارة المرتبطة بمنطقة العلا. ويضيف الدكتور حسين أبو الحسن في دراسته: « أتاحت الحفريات، التي قامت بها بعثة قسم الآثار في جامعة الملك سعود، اكتشافَ تماثيل بالغ الضخامة، كانت مصفوفة على سطيحات، تحت أروقة، بطريقة تسند بها ظهورها إلى الجدران، وكُتِب على أحدها اسم ملكٍ لحياني. ويُرَجَّح أن التماثيل الضخمة الأخرى تمثّل أيضًا ملوكًا لحيانيين. ويتخذ كل منهم وضعًا مجابهًا يقابل الناظر، بينما تمتد الذراعان بمحاذاة الجسم وتنقبض اليدان. أما الساقان فهما متوازيتان في مسطح واحد وتثبتهما دعامة خلفية تنتهي دون مستوى الخصر.