كانت الفرصة سانحة لفريق النصر السعودي بعد مشاركته التاريخية ببطولة كأس العالم للأندية عام 2000م في البرازيل للقفز خطوات احترافية وتنظيمية، تصنع مستقبلاً رائعًا للفريق الأول (سعوديًّا) باللعب ببطولة عالمية، لكن الواقع أثبت أن المشاركة فقط كانت منتهى الطموح؛ فلا قواعد احترافية وتنظيمية وأساسات إدارية تم البناء عليها بعد ذلك؛ ليكون الناتج فريقًا محليًّا، يصارع خارجيًّا من أجل البقاء في صورة تاريخ مشاركاته قبل عشرين عامًا..! في الاتحاد السعودي تم صناعة فريق قوي عام 2004-2005؛ ليصل للعالمية في اليابان 2005، لكن الأفق المحلي جعله يترنح بعيدًا عن استغلال الفترة الذهبية العالمية والآسيوية لصناعة متانة داخلية إداريًّا واحترافيًّا حتى وصل الحال بالفريق ليكون أحد المهددين بالهبوط للدرجة الأولى..!! حاليًا.. الهلال السعودي يعيش فترة ذهبية عالمية بالوصول لمونديال الأندية بقطر، واللعب بنصف نهائي البطولة أمام فلامنجو البرازيلي بعد إقصاء بطل إفريقيا الترجي التونسي بهدف «قوميز». والأكيد أنني سأسأل الهلاليين: ماذا أعددتم للفريق بعد تلك المشاركة العالمية؟؟ التفكير والتخطيط والطموح يتغير من مرحلة إلى أخرى، واليوم هي مرحلة أن يكون الهلال الأقوى في رسم مستقبله، وتحقيق أرباح مالية هائلة، وضمان الاستقرار بعد مرحلة «ما بعد الدعم الحكومي»، وإلا سيكون مصيره الاستنزاف الشرفي, الشركات الراعية التي لا تفي بالطموح المالي للمصروفات! تفعيل شركة الهلال الاستثمارية.. التهيئة للخصخصة.. إعادة هيكلة النادي الإدارية.. استثمار الشعبية.. الملعب الخاص.. مطالب على الهلاليين أن يسبقوا الجميع فيها؛ لأن الواقع يخدم البناء لمستقبل الهلال ليكون «عالميًّا» في المجمل، وليس بمشاركة كروية تنتهي مع صفارة الحكم.. تسويق الهلال في هذا التوقيت يحتاج إلى ترتيبات ذكية بدلاً من الاجتهادات التي صاحبت حصوله على لقب دوري أبطال آسيا، التي كان من الممكن أن ترفع إيرادات النادي كثيرًا. وكذلك استقطاب الكفاءات الأجنبية المحترفة في البناء الإداري والتقني والقانوني، إضافة إلى الانتباه جيدًا لخلق مساحة الشعبية عبر زيارة الفريق لمناطق المملكة والاحتفاء مع الجماهير تحت أي مناسبة؛ فالفرصة الآن أكبر من أي وقت آخر.. فاتت على النصر.. فاتت على الاتحاد.. وعلى الهلاليين أن لا تفوتهم فرصة الدخول للنموذج العالمي الحقيقي.. الهلال.. أقرب وأقدر.. هل يفعلها؟