نتائج الزيارة التي قام بها سمو ولي العهد إلى دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، والتي ترجمها التوقيع على 4 مذكرات تفاهم، واستعراض 7 مبادرات نوعية في مُختلف المجالات، لا تؤكد فقط على متانة العلاقة الإستراتيجية السعودية الإماراتية وعمقها، وأنَّها النموذج الأكمل الذي يتطلع له كل عربي وخليجي في علاقات الأخوة والجوار والتكامل، بل هي زيارة خير ونماء واستقرار للمنطقة والعالم العربي، فالسعودية والإمارات تمثِّلان اليوم القاعدة الأساسية والضمانة الراسخة للعمق العربي والخليجي، بتفاعلهما المشترك مع شقيقاتهما من دول المنطقة والعالم المحبة للسلام والاستقرار، فالرياض وأبوظبي لطالما عملتا جاهدتين على توحيد الرؤى والصف الخليجي والعربي، وضمان استقرار المنطقة والعالم، وهي جهود مشهودة ومعلومة تقدِّرها الأوساط العربية والعالمية التي تنظر إلى هذه العلاقة الإستراتيجية العميقة بإعجاب كبير. الحفاوة والاستقبال الرسمي المهيب لسمو ولي العهد -حفظه الله- والذي تحدثت عنه وسائل الإعلام العالمية كثيراً، يعكس المكانة الكبيرة لسموه على خارطة العالم كصانع مجدٍ ومُلهم أمه، ما يؤكّد أيضاً المكانة الحقيقية للمملكة العربية السعودية الشقيقة الكبرى في نفوس الأشقاء في الإمارات، وهي حفاوة وتقدير غير مستغرب بين البلدين الشقيقين، ولعلَّ ترؤس الأمير محمد بن سلمان للاجتماع بحضور أخيه سمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي وأعضاء المجلس ورئيسي اللجنة التنفيذية وفريق الأمانة العامة للجنة التنفيذية، منح المجلس دفعة قوية نحو مزيد من التكامل والتكاتف بين البلدين والشعبين الشقيقين. فما يربط السعودي بالإماراتي أكبر وأعمق من مجرد علاقات جوار تقليدي، فالتكامل والتطابق بات سمة واضحة في كل اللقاءات والزيارات المتبادلة بين البلدين وعلى معظم الأصعدة، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، بل إنَّ اختلاط دم الجندي السعودي بدم الجندي الإماراتي في ميادين الشرف والعزة في الحد الجنوبي، جعل العالم يؤمن ويلحظ أنَّ العلاقة بين الشعبين والبلدين والقيادتين راسخة ومصيرية، فهذا التكامل والتناغم النوعي في العلاقات الثنائية التي تجمع بين الأشقاء، تجاوز في معناه مفهوم العلاقات بين الدول إلى ما يدلُ على الشراكة الحقيقة بين البلدين والشعبين الشقيقين كواقع ملموس ومُعيش ينظر إليه الجميع بإعجاب. حفظ الله المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وحفظ الله دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ووفَّق الله الأمير محمد بن سلمان والشيخ محمد بن زايد (الأخوين العضيدين) في علاقتهما النموذج، لكل ما يخدم وينفع بلديهما وأمتهما. وعلى دروب الخير نلتقي.