في الأوّل من ديسمبر 2010، وبعد رحلةٍ استمرتْ 22 سنة في جريدة «الرياض» ومجلة «اليمامة» وجريدة «الحياة»، عادتْ زاويتي لجريدة «الجزيرة»، التي غادرتُها قسرياً عام 1983، بعد مساهمتي لمدة 5 سنوات من هذا التاريخ، في أشدّ حراكٍ إعلامي سعودي لتكريس الحداثة، ضمنَ فضاءٍ كانتْ فيه الكلمةُ المضيئة تقود لتهمةِ التكفير والزندقة. في حضني الأول «الجزيرة»، وجدتُ الصدرَ الواسع الذي يستوعب شقاوة رئتيَّ ونزقهما وعنادهما. وكان الزميل الأستاذ خالد المالك، خيرَ من يجيد مَنْحَ الأوكسجين وقَطْعَهُ في نفس الوقت، لأبدو أمام القراء متورِّدَ الكلمات مرة، ومزرّقَ الحروف مرةً أخرى! ويظل «أبو بشار»، مهما توترنا من تدخلاته فيما نكتب وانفعالاته في نقاشه لنا، هو الأخ الكبير، الحريص على وضع «الجزيرة» ووضعنا ككتَّاب في المقدمة؛ له مني ولكل الزملاء في كافة الأقسام التحريرية والفنية والإدارية، كلَّ التقدير والعرفان. اليوم، سأغادرُ «الجزيرة»، لكنني سأبقى في بحرِها دوماً.