نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية، افتتح معالي أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد بن محمد الجبير، صباح أمس الأول، أعمال ملتقى «الاستشراف ودوره في حل الأزمات الإعلامية»، والذي نظمته أمانة المنطقة الشرقية، ونفذته إدارة العلاقات العامة والإعلام، وذلك بحضور رئيس اتحاد الصحافة الخليجية ورئيس مجلس إدارة هيئة الصحفيين السعوديين رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الأستاذ خالد المالك، إضافة إلى حضور عدد من مسؤولي الجهات الحكومية والمؤسسات الخاصة ونخبة من الأكاديميين والمختصين والإعلاميين من جميع وسائل الإعلام المختلفة. وقام معالي الأمين بجولة على المعرض المصاحب للملتقى والذي تم خلاله عرض بعض نماذج من الأزمات العالمية، والتي تم التعامل معها ومعالجتها من قبل تلك الجهات، بعدها تم عرض فلم قصير عن الاستشراف ودوره في معالجة الأزمات والكوارث إعلاميًا. بعد ذلك ألقى وكيل الأمين المساعد لشؤون البلديات المتحدث الرسمي بأمانة الشرقية محمد بن عبدالعزيز الصفيان كلمة قال فيها: إننا اليوم أمام تحول اجتماعي وإعلامي سريع ولا بد علينا بأن تكون نظرتنا واقعية لهذا التحول واستكمال التنمية لنحقق الأمنية التي ينشدها لنا قادتنا مع التمسك بمبادئنا الإسلامية القائمة على منهج الاعتدال والوسطية، مع الثبات بمبادئنا بكل فخر واعتزاز والاستفادة من التجارب الناجحة. وإن العلاقة اليوم بين الإعلام والتنمية هي علاقة وثيقة، فالتنمية عملية تتطلب مجهودًا إعلاميًا يغذي جوانبها المعنوية (التوعوية والثقافية والمعرفية)، وهذه الجوانب التي يتولاها الإعلام ينبغي أن تواكب المستجدات والتطورات التنموية، فيكون الإعلام بذلك محفزًا للتنمية ودافعًا داعمًا لها ومراقبًا لعملياتها والقائمين عليها، فالإعلام، بوسائله العديدة - التقليدية منها والجديدة - جزء أساس من أي مشروع تنموي ناجح، وهو من أهم عوامل نجاح برامج التنمية الوطنية في كل بلدان العالم، ويعد الإعلام التنموي أحد فروع الإعلام الأكثر حيوية وأهمية، والأقدر على مواكبة التحديات الهائلة التي يتعرض لها الإعلام في هذا الزمن الذي يتطلب تفاعلاً مستمرًا بين المؤسستين الإعلامية والتنموية الاقتصادية والاجتماعية بالمجتمع، وتكتسب هذه العملية التفاعلية أهمية قصوى في عصرنا الحالي والتي تتعلق تحديداً بالتنمية المستقبلية في المملكة العربية السعودية التي يتم العمل خلالها لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030. ومن هذا المنطلق، اختارت أمانة المنطقة الشرقية وبتوجيه من معالي أمينها المهندس فهد بن محمد الجبير لإدارة العلاقات العامة والإعلام، بأن يكون موضوع هذا الملتقى «الاستشراف ودوره في حل الأزمات الإعلامية»، حيث سيناقش الملتقى العديد من المحاور والجوانب المهمة والدور الفاعل للإعلام عبر مختلف الوسائل الإعلامية في التنمية والتطوير، والتعريف بالنماذج الإعلامية في إدارة الأزمات وكيفية مواجهتها والتعرف على كيفية رسم الإستراتيجيات الإعلامية لمواجهة الأزمات، والتدرب على النظريات الإعلامية في تحسين الصورة الذهنية لدى الرأي العام، ورفع كفاءة العنصر البشري في منظومة الإعلام الوطني. وذكر المتحدث الرسمي: ندرك جميعًا أهمية العمل والتخطيط الصحيح في العمل الإعلامي لمواكبة التحديات في مجال الإعلام، ولذلك سنعمل خلال الملتقى على مناقشة معايير وأهداف استشراف المستقبل الإعلامي، ومناقشة الإعلام في الماضي والحاضر ووضع تصورات للتحديات المستقبلية في التطور السريع، والملاحظ في المجال الإعلامي، وخاصة فيما يتعلق بالإعلام الرقمي، إضافة إلى إستراتيجية أمانة المنطقة الشرقية الإعلامية لاستشراف المستقبل والتي تهدف إلى وضع خارطة طريق إعلامية تجعل من استشراف المستقبل مظلة يعمل تحتها التخطيط الإستراتيجي لإدارة العلاقات العامة والإعلام ليضع خططه وسياساته بناءً على ثلاثة محاور رئيسة هي: آلية العمل، وبناء القدرات، ووجهة المستقبل. ووجه الصفيان رسالة إلى كل الإعلاميين والإعلاميات، وأرباب الكلمة والقلم وأصحاب الأقلام الرفيعة، أكد خلالها أن نضع ديننا ثم وطننا الغالي نصب أعيننا، لحمايته والدفاع عنه في التصدي لكل هذه الحملات الموجهة والمغرضة من خلال الطرح الإعلامي المتوازن، وإن القلم أمانة ويجب علينا أن نكون صانعين ومبتكرين للمادة الإعلامية، وليس ناقلين فقط ومكررين لوسائل وأفكار وطرق معتادة، وهذا يتطلب منا الوقوف صفًا واحدًا في وجه هذه الحملات، وأن الله تعالى ما أعزنا إلا بالإسلام وبمبادئه السمحة، (وإننا نعتز ونفتخر ونتفاخر بأننا نعيش فوق أطهر بقاع العالم أرض الحرمين الشريفين قبلة المسلمين). وفي ختام كلمته قدم شكره وتقديره لجميع القائمين على الملتقى والداعمين وشركاء النجاح، متمنياً أن يحقق الأهداف المنشودة والخروج بتوصيات من شأنها تطوير الإعلامي في أمانة المنطقة الشرقية. وكشف الصفيان أن معالي أمين المنطقة الشرقية وجه بدراسة إنشاء إدارة الاستشراف في الأمانة، والذي يمثل خطوة مهمة في تطوير أدوات الأمانة الإعلامية، وكذلك في إدارة الأزمات وحلها. بعد ذلك ألقى رئيس مجلس إدارة هيئة الصحافيين السعوديين ورئيس تحرير صحيفة الجزيرة الأستاذ خالد المالك كلمة قال فيها: إن المملكة العربية السعودية كانت دائماً في موضع البحث عن المستقبل والتحضير لكل ما يمكنها من تحقيق برامجها وفق آلية مدروسة، وأن تكون وفق الطموحات التي تحملها القياد ويتطلع لها المواطن، ولولا الاستشراف وقراءة المستقبل في وقت مبكر لما تمكنت المملكة من تحقيق ما وصلت إليه، وأعتقد أنكم تتفقون أن طموحاتنا أكثر مما تحقق وسنجد أن المناخ تطور إلى الأفضل وتم تحقيق الكثير مما كان في أذهاننا لأنه كان هناك استشراف للمستقبل. وزاد الأستاذ خالد الملك: إذا نظرنا إلى أمانة المنطقة الشرقية سنجد أن التفكير المبكر للعمل المدروس والتخطيط الجيد هو الذي مكَّن مدن الشرقية من التطور ومواكبة ما تتطلع إليه قيادتنا الرشيدة والمواطن. وأشار إلى أن مجال التعليم وهو الأساس في بناء الدول عمل على الاستشراف المبكر، وهو الذي دفع المملكة إلى أن تفتتح خلال السنوات الماضية أكثر من 12 جامعة حكومية، إضافة إلى ابتعاث الطلاب إلى 35 دولة لتعلم التخصصات المختلفة والتعلم من بيئات متنوعة، هناك الكثير مما يقال عن المملكة والتفكير المبكر الذي قادها إلى ما هو عليه الآن، وهي الطموحات التي كنا نحلم بها والإنجازات المهمة التي تحققت خلال الفترة الماضية. بعدها قام معالي الأمين بتكريم الرعاة والداعمين والمشاركين والمتحدثين وعدد من الإعلاميين نظير جهودهم الإعلامية مقدمًا شكره وتقديره لهم. بعد ذلك بدأت أعمال الجلسة الحوارية الأولى والتي شارك فيها كل من: الدكتور رياض الشهري، والمحلل السياسي الكويتي المعروف الدكتور فهد الشليمي، وعضو مجلس الشورى الأستاذة كوثر الأربش، والمحلل السياسي البحريني الأستاذ أمجد طه وتناولت الجلسة الأولى عددًا من القضايا المهمة، مثل: استشراف المستقبل والإعلام وصناعة المحتوى الاستشرافي، الإعلام الجديد صانع الأزمات، كيف يمكن للإعلام الورقي مواكبة التطور التكنولوجي. وقال الأستاذ أمجد طه الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط، خلال الجلسة الحوارية: نعتقد أن ملتقى الاستشراف ودوره في حل الأزمات الإعلامية الذي نظمته أمانة المنطقة الشرقية ملتقى ناجح في إيضاح أن الاستشراف فعلاً علم حديث وجهد علمي منظم يدرس الماضي والحاضر ليتوقع المستقبل، كما يعتمد على أحدث المعطيات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعلوم المتطورة والتقنيات المتقدمة لتصور ما ستكون عليه منطقتنا بعد عقود. ومهم جداً أن نعرف أن الدراسات الاستشرافية لا تهدف إلى التنبؤ بالمستقبل بل إلى التبصير بجملة البدائل المتوقعة التي تساعد على الاختيار الواعي لمستقبل أفضل.. كما هو الحال في رؤية المملكة 2030 ونظرتها للمستقبل.. وهي تأكيد بأن الاستشراف ليس تنبؤاً وتكهناً بالمستقبل أو اطلاعاً على الغيب، وإنما توقع احتمالات قد تحدث بنسب متفاوتة والاستعداد لكل احتمال، وبناء مستقبل مميز بأخذ التجارب السابقة والعصرية باستخدام منهجية علمية ومحاولة تكوين صورة واضحة عما يمكن أن يحدث ونصنع. لذا لاستشراف الحلول في حل الأزمات الإعلامية يجب أن يكون لدينا.. توسع في مجال البحوث الاستشرافية والتي تجسد علاقتها في دراسة واقع الإعلام الآن واستشراف تطوراته المتوقعة كغزو الإعلام الجديد للإعلام الكلاسيكي، وهنا الحديث عن القنوات الفضائية العربية وقد وصل عددها 1349 ونتائجها المحتملة. كما أن التطور الإعلامي يعتمد على قدرات الإعلامي الذي يمتلكها من الخبرة، البصيرة، الذكاء، التفكير، الفهم والاستشراف يحتاج ممارسة التدريبات العالية على الأساليب الجديدة لاستخدام التقني والمهني، ومحاكاة الحاضر والمقارنات مع الدول المتقدمة.. وقال: نحن بحاجة لمراكز استشراف تبحث المستقبل كي نتفادى الأزمات القادمة -لا سمح الله- أو تأثيرها الكبير وتقوية المراكز الإعلامية الثقافية وجعل الإعلام الجديد في المناهج الدراسية.. خاصة واليوم يقدر عدد المستخدمين النشطين في موقع Facebook بنحو 2.2 مليار مستخدم شهريًا و1.4 مليار مستخدم نشط يوميًا، ولدى تطبيق الانستجرام أكثر من 800 مليون مستخدم نشط شهريًا... ومنذ إنشاء الانستجرام تمت مشاركة أكثر من 40 مليار صورة، وقد وصل عدد مستخدمي الانستجرام النشطين يوميًا أكثر من 500 مليون.. وهكذا في هذا العالم الافتراضي يجب أن تكون لدينا بصمة أكبر لمجابهة من يناهض أوطاننا. ولكن أعتقد للعرب سفراء في العالم الافتراضي يمثلون الأمة خير تمثيل: إنهم المغردون السعوديون، فالمغرد من السعودية العظمى وبرؤية 2030 يُعَدُّ من الصقور المدافعة عن وطنها والإنسانية في كل منبر. وهنا أستذكر حين سألني دبلوماسي بريطاني عن شباب السعودية فقلت كما قلت هنا؛ أبناء السعودية متمسكون بدينهم وعروبتهم، بتراثهم وتاريخهم وعاداتهم وتقاليدهم، وبهذا المخزون يواكبون العصر والتطور في العالم. فحين نتحدث عنكم يا أهلنا وعزوتنا.. نتكلم ونحن رافعين الرأس وبكل فخر. وأكد المشاركون أهمية تثقيف المجتمع وتوعيته وكذلك التركيز على الجانب البحثي في عملية الاستشراف للخروج بحلول مقترحة لمواجهة أي أزمات أو كوارث قد تحدث والاستعداد له مبكرًا. بعدها انطلقت أعمال الجلسة الثانية والتي تم خلالها استعراض تجربة أمانة الشرقية في الأزمات والكوارث والتي قدمها الأستاذ منصور عسيري. وبعد ذلك انطلقت الجلسة الحوارية الثالثة والتي يشارك فيها كل من: الدكتور زايد العمري والدكتور أحمد الشهري والإعلامية البحرينية وكاتبة الرأي الأستاذ سوسن الشاعر، وتم خلالها مناقشة الإعلام والأزمات وأهمية الإعلام وأخلاقيات الإعلام والصورة الذهنية.