بمناسبة طرح الدولة جزء من أسهم شركة أرامكو السعودية للمواطنين، وثيقة نادرة من الملك المؤسس عبدالعزيز -رحمه الله- يطلب فيها من رعيته أن يكون لهم حصص من الأسهم في استخراج المعادن الغازية وذلك عام 1342هجري (1922م) وبعد مرور قرن من عمر الزمن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- يحملون نفس الفكر والتوجه في فكر ورؤية القيادة، وضميرها الحي، وقلبها النابض بالحب للمواطن السعودي، واستشرافهم لمستقبله الواعد، وتحسين أوضاعه وأحواله المعيشية لتقرر اليوم كما قرر الملك المؤسس بالأمس بأن النفط والثروات الطبيعية التي أنعم بها الله تعالى على المملكة العربية السعودية والتي كان لها دور كبير في تنميته وازدهاره ورفاهيته في كل جوانب ومناحي الحياة المختلفة بعد نعمتي الإسلام والأمن والاستقرار الذي تنعم به بلادنا - ولله الحمد والمنة لتعلن القيادة اليوم طرح جزء من أسهم أكبر شركة عالمية ألا وهي شركة أرامكو السعودية لينتفع بها المواطن السعودي وفي هذه الأيام من هذا العهد الزاهر من عام1441ه2020م. الوثيقة التي بين أيدينا تحمل العديد من المضامين الهامة من خلال استقرائنا لها ومنها:- أولاً: حرص القيادة العليا على مصلحة الشعب والرعية منذ فترة التأسيس الأولى لهذه المملكة، وحتى يومنا الحاضر، واهتمامهم البالغ بتحسين أحوالهم، وسبل معيشتهم ورفاهيتهم. ثانياً: أن الملك عبدالعزيز رحمه الله يحمل ومنذ وقت مبكر فكرا اقتصاديا، وبعد نظر بطلبه من مواطنيه وخاصة أهل بريدة وهم آنذاك أهل تجارة وعقيلات بأن تكون لهم حصص أسهم في بدايات المسح عن البترول والمعادن في جوف الأرض بقوله: (إن مصالحها مع توفيق الله ما هي هينة) وقوله: (ومعروف الحصة التي قيمتها جنيه واحد ربما تبلغ الخمسين جنيها أو ربما تزيد والله أعلم) وقوله رحمه الله: (وأوراقها خزن متى شاء الله هي بيده) يعني سنداتها وأسهمها. ثالثاً: أن القيادة الرشيدة على مر تاريخها وحتى اليوم تحمل هم المواطن أولاً وتشركه في كل ما يعود عليه بالنفع، رغم التحديات والظروف التي تعيشها، فالملك عبدالعزيز حمل هم المواطن وهو يخوض معارك التوحيد وهو في البدايات الأولى لبناء الدولة الناشئة، والتي لم يكتمل بناؤها إلا في السابع عشر من شهر جمادى الأولى 1351 هجري الموافق التاسع عشر من شهر سبتمبر (1932م)، وهو اليوم الذي صدر فيه المرسوم الملكي لإعلان توحيد البلاد وتسميتها باسم المملكة العربية السعودية، والذي يتأمل الوثيقة يجد بأنها حررت قبل تسع سنوات من هذا الإعلان؟!! واليوم في عهد الحزم والعزم، والدولة تواجه الكثير من الاستهدافات العدائية، وحرباً لإعادة الشرعية باليمن، إلا أن القيادة ممثلة بالملك سلمان وولي عهده محمد حفظهم الله وفي فكرهم ورؤيتهم إسعاد المواطن السعودي، حيث يحتل مكانة واسعة في قلب القيادة من الحب والتقدير لتعلن طرح جزء من أسهم شركة أرامكو السعودية العملاقة للمواطنين، إذ أن القيادة الحكيمة تريد للمواطن الخير والنفع والسعادة، والرفاهية، ورغد العيش الكريم وتلك نفحة من نفحات القيادة المستمرة. رابعاً: إن ما قام به الملك المؤسس عام1342 هجري (1922م)، والملك سلمان 1441 هجري (2020م) وبين التاريخين ما يقارب قرن أي مائة عام، أي منذ بدايات المسح الأولى والتنقيب عن النفط في المملكة العربية السعودية، وحتى أصبحت المملكة اليوم من أوائل الدول المصدرة للنفط بالعالم وحجر الزاوية بأن تكون هذه الثروة والتي من الله بها على بلادنا للأجيال من أبناء هذه المملكة جيلا بعد جيل يتعاقب إذ هو في ذهن وضمير القيادة الاستثمار الحقيقي للدولة والوطن حيث أصبح اليوم على قدر كبير من الكفاءة والتأهيل وهو اليوم الذي يدير هذه الشركة العملاقة ويعمل على تشغيلها بإتقان، وفي جميع هيكلتها وأقسامها وفروعها المتعددة، وبالأمس كان الملك عبدالعزيز - رحمه الله - يقوم بالإشراف المباشر على جميع النواحي التنظيمية والقانونية التي تجعل من منظومة استخراج النفط والمعادن منظومة متطورة تواكب أفضل الأصول المتبعة لإنشاء صرح متين الأساس ليستمر للأجيال القادمة والتي تجني الدولة اليوم ثمرتها في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وحفيده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظهم الله- الذين ساروا على نهج الملك المؤسس، وحافظوا على إرثه ووصيته التي أطلقها في وقت التأسيس الأول، وأرادها لشعبه وأهله وأجياله، أجيال اليوم، وها هو يبلورها وينفذها ابنه البار الملك سلمان، وحفيده محمد ليوطرؤا أدواراً مسؤولة وواعية، باعثها الحب والوفاء والولاء الصادق القائم بين القيادة والقاعدة فما أشبه الليلة بالبارحة بالأمس الملك عبدالعزيز يطلب من مواطنيه أن يساهموا بشركة المعادن واليوم القيادة تتيح للمواطن أن يساهم بشركة أرامكو السعودية وبينهما مدة زمنية تصل إلى قرن من الزمن، هو عمر مديد من الحب والولاء والوفاء المتغلغل في وجدان القيادة الحكيمة في بلادنا وعلى مر عهودها الزاهرة. خامساً: أن هذه القيادة والشعب على مر عهودها الطويلة حافظت على منظومة (الوحدة الوطنية) التي ليس لها مثيل في العالم، في ذلك التلاحم والانصهار القوي والمتجذر والذي يجمع بين القيادة والقاعدة القائم على الحب والولاء والاحترام والتقدير المتبادل، والمصير الواحد المشترك وجميع ملوك المملكة ومواطنيها يجمعون وعلى قلب واحد، وكلمة واحدة بأنهم جسد واحد، ومصير واحد، وبيت واحد، ودم واحد، وكلهم ينصهرون في قبيلة واحدة هي قبيلة الوطن الكبير، وإقليم واحد هو خارطة المملكة العربية السعودية من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، لتكون مكون (الوحدة السعودية العظمى) المعاصرة والحديثة، والتي لم ولن يستطيع أحد كائناً من كان اختراقها، أو التسلل والتغلغل في ضميرها اليقظ لكل عدو متربص حاقد، بل ولكل الأبواق الإعلامية المأجورة، وقد أكدت الأحداث والأزمات التي مرت بها الدولة حقيقة نزاهة هذه الوحدة الوطنية، وصلابة جذرها، وقوة أساسها المتين، والذي يجب أن يدرس للعالم، وهذا يؤكده العطاء والحب والتفاهم المتأصل بين القيادة والشعب، والوفاء والولاء الملتزم لبيعة سبعة من ملوك هذه المملكة وعلى مدى أكثر من قرن، والمواطن هو المواطن في ولائه وحبه وصدق انتمائه لقيادته ووطنه في حال فقره وغناه. ** **