أكد معالي مدير جامعة القصيم الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن حمد الداود، أن تحقيق الاستدامة البيئية تعد من أهم مرتكزات رؤية المملكة 2030، وذلك لرفع كفاءة إدارة المخلفات والحد من التلوث، حيث إن المملكة بوصفها عضوا فاعلا في المنظومة الدولية وخاصة في مجموعة العشرين التي تسعى لتحقيق الأهداف الأممية للتنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن قضية إدارة النفايات ترتبط بعدد من الأهداف الأممية ومنها الصناعة والابتكار والهياكل الأساسية والمدن المستدامة، والإنتاج والاستهلاك المستدام، وكذلك الحد من التغيرات المناخية. جاء ذلك خلال رعاية معالي مدير الجامعة، للمؤتمر الدولي الأول لاستدامة الموارد الطبيعية: الإدارة المستدامة للنفايات الصلبة، الذي انطلق صباح أمس الثلاثاء، والذي تنظمه كلية الهندسة بالجامعة ومركز التنمية المستدامة، في مقر البهو الرئيس بالمدينة الجامعية للرجال، وللنساء في مسرح كلية الاقتصاد والإدارة، على مدى يومين بمشاركة 36 متحدثًا لتغطية جميع محاور وأهداف هذا اللقاء العلمي الذي يهدف لبحث الإجراءات اللازمة للتحوّل إلى نظم مستدامة للغذاء. وأضاف «الداود» أن جامعة القصيم تسعى لتحقيق الاستدامة عبر مراكزها وأبحاثها وعلمائها، من خلال منظومة من التكامل والتعاون بين وحداتها، وبرامجها التعليمية والبحثية، مقدمًا الشكر لرعاة المؤتمر وأمانة منطقة القصيم، وجميع القطاعات المساهمة داخل الجامعة وخارجها. كما افتتح معالي مدير الجامعة، المعرض المصاحب للمؤتمر، والذي يشارك فيه 6 جهات حكومية وخاصة، منها ركن لأمانة منطقة القصيم، وركن لكلية الهندسة، وركن لمركز التنمية المستدامة، وركن لشركة أسمنت المدينة، وشركة مصنع آليات النظافة المحدودة، وشركة الفهاد، كما شهد مراسم توقيع مذكرة تعاون بين كلية الهندسة بالجامعة، وشركة أسمنت المدينة. من جهته، تحدث رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر الأستاذ الدكتور خالد باني الحربي وكيل الجامعة للتخطيط والتطوير والجودة، عن أهمية هذا المؤتمر الذي يأتي متناغماً مع استشعار الجامعة لدورها الاستراتيجي بالمملكة بشكلٍ عام وبالمنطقة بشكلٍ خاص، وتجسيداً لتطلعات المملكة المنبثقة من رؤيتها 2030، التي أولت المجالات الاقتصادية ومجالات جودة الحياة أهمية بالغة، مشيرًا إلى أن الجامعة تبنت عددا من المناشط الأكاديمية تجسيدًا لهذا الدور، من أهمها هذا النوع من اللقاءات العلمية، علاوة على دعم البحوث في هذا المجال وتضمين مفاهيم الاستدامة بمقررات البرامج الأكاديمية، ومؤخراً إطلاق مشروع الجامعة المستدامة الذي يشرف عليه معالي مدير الجامعة وبرعاية كريمة من صاحب السمو الملكي أمير المنطقة - حفظه الله-. بعد ذلك تحدث عميد كلية الهندسة الدكتور مشعل بن إبراهيم المشيقح، أن كلية الهندسة بالجامعة تولي أهمية كبيرة لموضوعات استدامة الموارد الطبيعية لطبيعتها التخصصية، لتكون الكلية أحد أهم أذرع الجامعة لتحقيق هذا الغرض السامي بجانب الجهات ذات العلاقة التخصصية من الكليات والوحدات الأخرى ومن أهمها مركز التنمية المستدامة بالجامعة، كشريك في التنظيم وحاضن للمؤتمر مع الكلية في إقامة هذا الملتقى الدولي النوعي. وأضاف عميد كلية الهندسة، إلى أن المؤتمر يسعى أيضا إلى التصدي للتحديات الناجمة من النفايات والتي تعد مسؤولية كل فرد من المجتمع، ورفع الوعي المجتمعي للمخاطر الناجمة من توليد النفايات، وتشجيع المبادرات الهادفة لتحسين الإدارة المستدامة للنفايات، وإتاحة الفرصة لتبادل الخبرات والمعارف بين المتخصصين في إدارة النفايات والتنمية المستدامة. ومن ثم، ألقى كلمة الرعاة المدير التنفيذي لأسمنت المدينة الأستاذ ماجد بن عبدالرحمن العسيلان، والتي أكد فيها على وجود ملايين الأطنان من المخلفات البلدية التي تقدر بمليارات الريالات، والتي تحتوي على مواد عضوية وغير عضوية من أطعمة ونِعم حبا الله بها هذا البلد المبارك ومواد أخرى كان بالإمكان إعادة تدويرها وتحويلها إلى طاقة لتحقق قيمة مضافة للوطن، ولكن للأسف ينتهي بها المطاف في المرادم مما يعد نوعا من أنواع الهدر وينافي قيمنا وتعاليمنا الإسلامية إضافة إلى الآثار البيئية السلبية الناتجة عن ردم المخلفات في باطن الأرض والتي يحتاج بعضها إلى أكثر من 100 سنة ليتحلل في الطبيعة. من جهته، تحدث مدير مركز التنمية المستدامة الأستاذ إبراهيم بن صالح الربدي، عن رؤية مركز التنمية المستدامة بالجامعة للاستدامة من خلال اتباع نهج متوازٍن متكامل لتحقيق تنمية عادلة بين المناطق والأجيال، فكل يأخذ حقه وكل يقوم بواجبه باتجاه بيئته ومجتمعه واقتصاده لتكتمل عناقيد الاستدامة الثلاثة، وتعالج الاستدامة موضوع النفايات في أبعادها المادية والفنية والاجتماعية والتقنية والمعلوماتية والمالية والاقتصادية.