أعلنت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في المملكة، أمس، السماح بالسياحة ل49 دولة بالدخول إلى المملكة من خلال التأشيرة الإلكترونية للعمرة ورجال الأعمال بغرض السياحة للتعرف على حضارة وتراث وأجواء المملكة. وقال معالي رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الدكتور أحمد الخطيب خلال لقاء مع الإعلاميين السعوديين: إن الهيئة قد أنهت إستراتيجية السياحة في المملكة التي تمت الموافقة عليها مؤخرًا وأصبحت جاهزة لاستقبال السياح الأجانب وفق ضوابط وإجراءات حددت هذه الإستراتيجية. وأوضح الخطيب أن المملكة لديها مقومات سياحية كبيرة وثروة يجب الاستفادة منها، حيث إن ملف السياحة من الملفات المهمة التي ستعود على الوطن بالخير وتعد رافدًا قويًا من روافد الدخل، مشيرًا إلى أن هناك فرصة كبيرة للسياح الأجانب لكي يتعرفوا على أهم الأماكن التاريخية والآثار والمعالم في المملكة، كما أن صناعة السياحة وتطويرها في المملكة سيحد من السفر من قبل المواطنين إلى الخارج، حيث إن السائح السعودي رقم واحد في الصرف في الخارج وقد بلغ حجم ما صرفه المواطن خلال العام المنصرم 2018 أكثر من 20 مليار دولار، مؤكدًا أنه لا بد من استغلال هذا الرقم لجعل المواطن يقضي إجازته داخل وطنه. وبين الخطيب أن المملكة تتمتع بشواطئ وبحار من أجمل الأماكن في العالم، كما أن هناك ما يقارب من عشرة آلاف موقع تم اكتشافها، ذات قيمة حضارية ومعالم تاريخية مهمة، منها خمسة مواقع مسجلة في منظمة اليونسكو ولذلك لدى المملكة قدرة تنافسية كبيرة في صناعة سياحية تؤهلها لأن تكون مقصدًا للسياح الأجانب من أنحاء العالم. وأكَّد الخطيب أن الهيئة تعمل على تطوير وتجهيز ما تبقى من المواقع السياحية من خلال مشاركة القطاع الخاص. وبين أن انطلاق السياحة في المملكة من الخارج سيجعل هناك فرصًا لرجال الأعمال للدخول في بناء الفنادق والشقق المفروشة والموتيلات ذات الجودة العالية والمطاعم والأماكن التي يحتاجها المواطن والقادم من الخارج، كما أن هذه المشروعات ستنتج وظائف كبيرة للشباب والشابات أبناء الوطن وهذه الوظائف ستقضي على البطالة في المملكة. وأشار إلى أن الهيئة تعمل على تطوير صناعة السياحة على ثلاث مراحل، بحيث تصل في نهاية عام 2030 إلى ما يقارب من 100 مليون سائح ومعتمر ورجل أعمال وهذا الرقم يتطلب بناء بنية تحتية قوية، مثل المطارات وزيادة غرف الفنادق وبناء الفنادق والنقل العام وإيجاد الخدمات التي توفر للسائح والزائر الراحة وفق ضوابط وتعليمات بعادات وتقاليد المملكة وخصوصًا الحشمة. وقال الخطيب: إن توجيهات ولي العهد تؤكد ضرورة أن يكون هناك خدمة مميزة ننافس بها كثيرًا من الدول المتقدمة في مجال السياحة، كما سيتم فتح الخطوط الأجنبية لنقل السياح إلى مطارات المملكة. موضحًا أن الهيئة عملت على إنشاء كيانات مسؤولة عن الحملات الإعلامية في الخارج للترويج للسياحة داخل المملكة والتعريف بما لديها من مقومات سياحية وتراثية، إضافة إلى العمل على تشجيع المواطنين لقضاء إجازاتهم في الداخل بدلاً من الخارج من خلال خطة توعوية. وبين الخطيب أنه أصبح بإمكان السائح الأجنبي الحصول على الفيزا من خلال البوابة الإلكترونية ومن خلال المنافذ ومدة هذه الفيزا قد تصل إلى سنة، يحدد فيها السائح والزائر غرض الزيارة. وكشف الخطيب أن هناك إستراتيجية جديدة وهي إنشاء صندوق استثماري لرجال الأعمال الذين يرغبون في الدخول في المشروعات السياحية ورأس مال الصندوق 15 مليارًا وهو مستقبلاً يمول ويشرف على هذه المشروعات السياحية، إضافة إلى إعطاء المستثمرين أراضي للاستثمار عليها ذات مدد طويلة وتسهيل إجراءاتهم في المناطق التي يرغبون في إقامة مشروعات سياحية فيها داخل المملكة وهذه التسهيلات وافق عليها ولي العهد - حفظه الله- ودعمها وأعطى توجيهاته بإعطاء القطاع الخاص تسهيلات وتذليل أي مصاعب تواجه المستثمرين. وأوضح الخطيب أن المملكة جاهزة لاستقبال السياح الأجانب، حيث تم تدريب أكثر من 12 ألفًا وهدفنا الوصول إلى 300 ألف من رجال الأمن في المنافذ والمطارات للتعامل مع القادمين إلى المملكة. وقال: إن لدى الهيئة مشوارًا طويلاً وأن الإعلام شريك أساسي في صناعة السياحة في المملكة والتعريف بما لديها من تراث وحضارة ولا بد أن نعمل على تنفيذ عديد من البرامج التي تسهل على القادمين التعرف على بلدنا من خلال عمل استقصاء وقد عملت الهيئة على أخذ رأي ما يقارب من 100 سائح من مختلف دول العالم زاروا السعودية مؤخرًا.. وقالوا: نحن سعداء بوجودنا في المملكة والشعب السعودي مضياف وكريم ولديه أخلاق عالية. وأن ترسيخ هذا المفهوم عامل مهم لنجاح السياحة في المملكة وتفاءل الخطيب بفتح السياحة العالمية خاصة بعد تخفيض التأشيرة من 2000 ريال إلى 300 ريال وخصوصًا جاهزية البنية التحتية، موضحًا أنه تم مؤخرًا الموافقة على إنشاء مجلس للتنمية السياحية في المملكة من عدة جهات حكومية. وأضاف الخطيب أن المملكة منفتحة على العالم للتعريف بحضارتها وتغيير الصورة الذهنية عند العالم الخارجي، مشيرًا إلى أن هناك مشروعات لا مثيل لها في العالم مثل «القدية» و»الدرعية القديمة» و»نيوم» و»العلا»، وهذه المشروعات سيجد فيها السائح متعته. وكشف رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أن لائحة الذوق العام التي أقرها مجلس الوزراء ستطبق اعتباراً من اليوم السبت على المواطنين والمقيمين، حيث تتولى وزارة الداخلية بالتعاون مع الهيئة تطبيق هذه اللائحة بعد أن تمت دراسة العقوبات والغرامات والمخالفات التي تضمتها هذه اللائحة حيث تم تقنين العقوبات وأصبح بإمكان رجال الأمن تطبيق هذه العقوبات بعد إعطائهم معلومات عن هذه اللائحة والعقوبات والمخالفات. وحول تحديد الأسعار في الفنادق والموتيلات والشقق المفروشة قال: نحن لا نتدخل في الأسعار وهناك فرص أمام كل شخص لاختيار المكان الملائم له.