أكد نائب المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى الأممالمتحدة، الدكتور خالد محمد منزلاوي، حرص المملكة وسعيها لكل ما من شأنه تعزيز ثقافة السلام والتسامح والحوار. جاء ذلك خلال كلمة المملكة العربية السعودية أمس الأول في المنتدى رفيع المستوى المتعلق بثقافة السلام المنعقد بالأممالمتحدة في نيويورك. وقدم الدكتور منزلاوي في بداية الكلمة الشكر لرئيسة المنتدى على عقد هذه الجلسة رفيعة المستوى، وإتاحة الفرصة للجميع للمشاركة والاحتفال بالذكرى السنوية ال20 للإعلان وبرنامج العمل المتعلقين بثقافة السلام، وتبادل الآراء لبناء وتعزيز ثقافة السلام في وقت بات الجميع فيه أحوج ما يكون إلى العمل الجاد لنشر ثقافة السلام على كل الأصعدة، وفي مختلف أنحاء العالم. وأوضح أنه رغم أن إرساء معيار السلام وتسوية المنازعات الدولية بالطرق السلمية مبدأ أساسي من المبادئ التي يستند إليها القانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة إلا أن استمرار الحروب والنزاعات المسلحة على مستوى العالم، وعدم احترام سيادة الدول، والتدخل في شؤونها الداخلية، وزعزعة استقرارها، تجعلنا نواجه العديد من التحديات التي تعصف بالسلام والتعايش السلمي بين شعوب العالم، وتدعونا للسعي لتبني استراتيجيات وآليات، تكون أكثر فاعلية في تعزيز ثقافة السلام على الصعيدَيْن الإقليمي والدولي. وقال الدكتور خالد منزلاوي: دأبت المملكة العربية السعودية على تأكيد التزامها بالمقاصد والمبادئ الواردة في ميثاق الأممالمتحدة من خلال ما تقوم به من جهود على المستوى الدولي؛ وذلك من منطلق إيمانها بأن تعزيز ثقافة السلام يبدأ بالفرد، ومن خلال علاقاته مع مجتمعه المحلي والدولي بوصفه مواطنًا عالميًّا، وبإشراك جميع فئات المجتمع المحلي والدولي ومؤسساته. وأضاف قائلاً: إن المستعرض لما تقوم به المملكة من جهود ضمن هذا الإطار يرى أنها قائمة على 3 ركائز أساسية: (العدالة، والتنمية، وحماية حقوق الإنسان). وأردف يقول: وقد ترجمتها المملكة على أرض الواقع من خلال (بناء المجتمع المحلي بمختلف فئاته). ولعل أكبر شاهد على هذه الجهود رؤية المملكة 2030 التي تركز على تعزيز القدرات الوطنية، وإشراك جميع فئاتها في عملية التنمية، التي تتسق مع أهداف الأممالمتحدة للتنمية المستدامة، وما تبعها على المستوى الوطني من إصلاحات متعلقة بتمكين المرأة، وتفعيل دور الشباب في مسيرة المملكة التنموية، وعلى المستوى الإقليمي والدولي من تفعيل لأهداف التنمية المستدامة ببناء شراكات إقليمية ودولية، تسهم في تحقيق الفائدة للجميع. وتابع: للمملكة جهود في (محاربة الإرهاب والعنف، ونشر التسامح والحوار بين الأديان والثقافات المختلفة)؛ إذ قامت المملكة على المستوى الوطني بتنفيذ العديد من البرامج الأمنية والتوعوية لمكافحة التطرف، وتحصين جيل المستقبل من هذه الأيديولوجيات، منها المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال)، الذي حظي بإشادة دولية. وفي الوقت نفسه تسعى المملكة لمد جسور الحوار والتواصل بين أتباع الأديان والثقافات من خلال برامج عديدة على المستوى الوطني متمثلة في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، وعلى المستوى الدولي من خلال مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات. وأبان الدكتور منزلاوي: ومن جهود المملكة (حل النزاعات الإقليمية والدولية بالطرق السلمية عن طريق المفاوضات أو الوساطة أو التحكيم الدولي). وسأذكر هنا - على سبيل المثال لا الحصر - نموذجين لجهود المملكة العربية السعودية الحثيثة في سبيل صون السلم والأمن الدوليَّيْن، وحل النزاعات بالطرق السلمية، أولهما المصالحة التاريخية التي تبناها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بين إثيوبيا وإريتريا؛ إذ أسهمت جهود المملكة في إنهاء حالة حرب دامت قرابة 20 عامًا، توجت باتفاق سلام تاريخي بين البلدين في شهر يوليو 2018م في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، وبرعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين. وأشار إلى أن لمساعي المملكة الحثيثة دورًا في إبرام اتفاق مصالحة تاريخي آخر بين الزعيمين الجيبوتي والإريتري في شهر سبتمبر 2018م، أنهت خلافًا وقطيعة بين البلدين، دامت لأكثر من 10 سنوات. وقد كان لهذين الاتفاقين وهاتين المصالحتين أثر إيجابي مباشر على استقرار منطقة القرن الإفريقي، الذي سيسهم إسهامًا فعالاً في صون السلم والأمن الإقليميَّين والدوليَّين، وهو ما تنشده المملكة، وتحرص عليه دائمًا وأبدًا. وأفاد الدكتور منزلاوي بأن المملكة نادت بضرورة العمل الجاد لتحقيق الأمن والسلم الدوليَّيْن، والدعوة للحل السياسي والحوار لجميع النزاعات تماشيًا مع الأعراف والمواثيق الدولية التي تحث على تكريس العمل من أجل السلام وتحقيقه من أجل رفاهية الشعوب، وتحقيق الأمن والاستقرار، والدفع بعجلة التنمية المستدامة، وحث شعوب العالم ودوله على إرساء قيم التسامح والتعاون، ونبذ جميع أشكال الكراهية والتفرقة بين الشعوب والثقافات. وأوضح نائب المندوب الدائم للمملكة لدى الأممالمتحدة الدكتور منزلاوي في ختام كلمته أن المملكة تدعو منظمة الأممالمتحدة وأصحاب المصلحة للمشاركة في تقديم برامج ومبادرات عملية، تسهم في تحقيق المستقبل الذي نريد.