أكتبُ اليوم (مرَّة ثالثة) مُناشداً وزارة الشؤون البلدية والقروية للتدخل، ومحذّراً من الاعتماد على (التطبيقات الجديدة) لطلبات الوجبات والمشروبات من المطاعم والمقاهي-خصوصاً تلك الوجبات التي لا يتم إغلاقها بإحكام- والمُعرَّضة للفتح أو اللمس أو التذوّق، فما زلنا نعتمد على أشخاص مجهولين من الخطأ الوثوق بهم وسلوكهم (فلا يعرف مدى سلامتهم ولا خلوهم من الأمراض، فضلاً عن نظافتهم) ليوصلوا الطلبات والوجبات بشكل -غير آمن- لبيوتنا ومنازلنا، فهم ببساطة لم يخضعوا لأي فحص طبي، ولا تعرف شخصياتهم ولا أعمالهم الأصلية، فمعظم هؤلاء من خلال مُشاهداتي الشخصية هم (عُمَّال أجانب) ينتشرون بالقرب من المطاعم حاملين هواتفهم بأيديهم في انتظار الطلبات في مشهد غير حضاري، في انتظار تقديم هذه الخدمة -اختصاراً للجهد والوقت- كمصدر دخل وكسب لهم، ولكن السؤال المُهم من هؤلاء؟ وهل هم مؤهلون وآمنون لحمل الوجبات والأطعمة بطريقة صحيحة وآمنة لبيوتنا؟ الشهر الماضي كتبتً هنا (مقالين) أطالب فيهما بضرورة اشتراط (صندوق محكم) يقوم المطعم بإغلاقه بمعرفته للطلبات الخارجية، ولا يمكن فتحه إلا من العميل مباشرة لمرة واحدة فقط، و-راهنت- أنَّك لو خرجت في كل مرَّة لمُشاهدة الطريقة التي يتم بها إحضار (وجبتك) ومن يقوم بإيصالها، والطريقة التي يتم بها حملها أو مراجعة العامل للطلب (بفتحه) والنظر فيه، فأنا مُتأكد أنَّك ستتوقف عن استخدام هذه الخدمة بشكل نهائي حتى يتم إيجاد آلية وضوابط واضحة لها تحفظ حق المُستهلكين، خصوصاً مع إعلان موزع خدمات الأغذية الأشهر في أمريكا US Foods وتحذيره عقب اعتراف 28 بالمائة من عمَّال توصيل الطعام بأنَّهم يتذوَّقون وجبات الزبائن أثناء توصيلها، وأنَّ 54 بالمائة من الموصِّلين لا يستطيعون مقاومة روائح الطعام، هذا في المطاعم والشركات الخاضعة للرقابة، فكيف هو الحال مع (عمَّالنا المجهولين)؟! الأمر لا يحتمل (التجاهل) وعلى وزارة الشؤون البلدية والقروية القيام بدورها، فمظهر هؤلاء العمال من (العاطلين) أو من يعملون في النهار بمهن مثل (النظافة والدهان والسباكة) وفي الليل في التوصيل، لا يتناسب أن يقوموا بمثل هذا الدور أو يقدِّموا هذه الخدمة، فنحن نختلف عن بقية دول العالم بوجود هذا الكم الهائل من (العُمَّال) الذين ينخرطون في هذه المهنة (كعمل إضافي)، فالمشهد ينمُّ عن خلل ما؟ يوجب التدخل والعلاج، أنا شخصياً توقفت عن استخدام هذه الخدمة بشكلها وفريقها الحالي، وأوصي كل من أعرفهم بذلك. وعلى دروب الخير نلتقي.