التقت «الجزيرة» بالمهندس درويش حسنين النائب الأول لرئيس اتحاد المقاولين العرب الرئيس التنفيذي للشركة السعودية المصرية للتعمير سابقًا وذلك للتعرف على أوجه التعاون في الاستثمار العقاري بين المملكة ومصر والمشروعات الاستثمارية كالعاصمة الإدارية الجديدة ومشروع نيوم ورؤية المملكة 2030 فإلى نص الحوار: - حدثنا عن التعاون الاقتصادي بين المملكة ومصر في الآونة الأخيرة ؟ التعاون الاقتصادي بين المملكة ومصر قائم بينهما منذ قديم الأزل ومستمر وممكن يزيد بين فترة وأخرى، فهما رمانتا الميزان وكلما زاد هذا التعاون كلما زاد المجتمع العربي والإسلامي قوة، ووجود رجال الأعمال السعوديين في مصر يدل على أنهم يرون أن الاستثمار السعودي في مصر هو استثمار ناجح ومثمر وله نتائجه الطيبة والإيجابية، كما أن وجود الروابط الجيدة والعلاقات القوية بين الحكومتين والشعبين يساهم في ذلك باستثمارات جيدة ونتائج إيجابية تعود على المستثمرين ودولهم بالخير، والفترة القادمة سوف تشهد مزيداً من الاستثمارات ومزيداً من النمو الاقتصادي والتجاري بين البلدين. - كيف ترى مشروع نيوم في تلبية احتياجات المنطقة ؟ مشروع نيوم يعد من أهم المشروعات الإقليمية والذي يربط مجموعة من الدول بعضها ببعض وافتتاح مطار نيوم الجديد فاتحة خير على هذه الدول، ورغم كونه تأخر في الخروج إلى النور إلا أنه من المشاريع التي أسعدت كثيراً من المهتمين بمجالات كثيرة كالتجارة والصناعة والعقارات وغيرها من المجالات ولكن التفاؤل كبير بهذا المشروع الذي سيعمل على مزيد من الترابط بين دول المنطقة ومزيد من العائد الاقتصادي ومزيد من التكامل ونحن في زمن نحتاج فيه إلى مثل هذه المشاريع التي تلبي احتياجات المنطقة بديلا عن الاستيراد وتكاليفه والعملات وغيره واعتبر هذا المشروع هو نموذج للمستقبل وعوائده الاقتصادية المرجوة كبيرة على هذه الدول كما أن مشروع نيوم يجعل مصر والمملكة مركزاً تجاريًا لوجستيًا عالميًا فهو مدينة ذكية عصرية وجيل جديد من المدن نظرًا لموقعه الفريد كما يعد أضخم مشروع اقتصادي في المنطقة، ويمثل وجهًا حضاريًا جديدًا للمملكة سوف تنقل المنطقة العربية إلى العالمية وتجعل منطقة نيوم أكثر المناطق جذبًا للاستثمارات في العالم فالسعودية تمتلك العديد من الفرص الاستثمارية في مختلف القطاعات التي من شأنها خلق مصادر جديدة للدخل القومي، كما أن تنوع مصادر الدخل وتركيزها خلال رؤية المملكة 2030 على استغلال تلك المصادر وتنميتها. - كيف ترى دخول مستثمرين سعوديين بالعاصمة الإدارية والمدن الجديدة ؟ أولا دعينا نفرق بين دخول مستثمرين في هذه المشروعات ودخول أفراد يسعون إلى تملك وحدات سكنية، فزيادة اهتمام الأخوة السعوديين بشكل كبير على تملك بيت لهم داخل مصر يعد دليلاً قاطعاً على استشعارهم بالأمان العقاري والاقتصادي داخل بلدهم الثاني مصر، واستشعارهم بحضارة مصر وقوتها وثقلها الثقافي دليل كافي على ترابط الشعبين وتداخلهم الأسري والعملي والثقافي ببعض، إضافة إلى أن الحالة العقارية في مصر تعد إيجابية جداً بمعنى أن من يتملك وحدة سكنية يجد أنها تزيد قيمتها مع مرور الوقت، فلو تملكها كعائد اجتماعي ترفيهي كانت مفيدة ولو نظر إليها كعائد اقتصادي أيضًا هي ذات فائدة عالية له، وهذا الأمر جعل العديد من السعوديين يقبلون على تملك وحدات سكنية داخل مصر في أماكن متعددة، ونحن في الفترة الأخيرة نشهد انطلاقه جديدة في عدد من المناطق المستحدثة مثل العاصمة الإدارية الجديدة والساحل الشمالي الغربي وقد وجدنا إقبالاً ملحوظاً على هذه الأماكن. - الإقبال السياحي والترفيهي من مواطني المملكة إلى مصر كيف تصفه ؟ الإقبال السياحي في مصر خاصة في الصيف من قبل الأخوة بالمملكة لم ينخفض في أي مرحلة في مصر أبدًا بالعكس هو في ازدياد دائم ساعد على ذلك ما تمتلكه مصر من عوامل جذب كثيرة للأخوة العرب بشكل عام في حياتها الاجتماعية والثقافية والفنية والتجارية والتي اعتبر أنها محببة من قبل أخواننا العرب، لأن التطلع على مصر وحياتها والقراءة عنها شيء والعيش بها والدخول في مجتمعها هو شيء آخر، لذا أرى أن الرغبة في الحضور لمصر والسياحة في ازدياد دائم. - كيف ترى العلاقات السعودية - المصرية التجارية ؟ دائماً حجم التبادل التجاري بين البلدين هو الأعلى عربياً وعالمياً ويقدم السعوديون والمصريون على التبادل التجاري والأنشطة الاستثمارية التي تعزز من هذا التبادل والداعمة له وهناك استثمارات مباشرة من المستثمرين وأخرى حكومية لكن هناك عوامل جذب موجودة وحجم التبادل التجاري بين مصر والسعودية هو الأعلى والحالة الاستثمارية بين البلدين تؤكد أن الحالة الاستثمارية السعودية في مصر في ازدياد لكن حالة الاستثمارات المصرية في السعودية هي التي تحتاج إلى أن تنشط أكثر من الموجود حاليًا ربما يعود ذلك لتعدد السكان في مصر وتوفر الأيدي العاملة وكثرة الأنشطة الزراعية والصناعية بها مما جعلها منطقة خصبة لزيادة الاستثمارات ناهيك عن المناخ المعتدل للعمل والإنتاج على مدار العام والحاجة لهذه الاستثمارات وتوفر الأدوات والوسائل المساعدة لها، وكلما وجدنا أن خصوصية العلاقة السعودية المصرية تتميز بالارتياح إضافة لأنها دائما أوج نشاطها يجعلنا ذلك نشعر بأن العالم العربي والإسلامي في خير. - من أهم أوجه التعاون بين المملكة ومصر هو اقتراح بناء جسر بين البلدين كيف تجد هذا المقترح ؟ إن الجسر المنتظر بين المملكة ومصر سوف يزيد من حركة التجارة البينية بين الدولتين والقارتين إضافة إلى ازدياد التواصل الشعبي والديني وازدياد النواحي الاقتصادية فتكاليف النقل سوف تقل وسرعة النقل ستزيد وترتفع بذلك قوة التواصل التجاري والاقتصادي البيني مع جميع دول الخليج بشكل عام والمملكة بشكل خاص، كما أن الجسر سيسهل السياحة الدينية بين المملكة ومصر خاصة في مواسم العمرة مما يسهل زيادة أعداد المعتمرين والحجاج سنويًا ويقلل من مصاريف الحج والسفر على الكثير من المصريين الراغبين في أداء مناسكهم الدينية بيسر وسهولة ونحن نعتبر هذا الجسر هو فاتحة خير على الشعبين السعودي والمصري.