الموت لا يعلن عن مجيئه بل علمه عند خالقه عز وجل، هذا ما قد يجعل التفكير في تكريم أصحاب العطاء في حياتهم لاستبعاد رحيل من سيكرم فيحدث التأجيل، وقد يتبعه ما يستحق من إعداد وتنظيم للتكريم قد يسبقه ذلك الوداع الأخير. وقبل أيام وكعادة أبناء جده خاصة والمنطقة الغربية على وجه الخصوص دون إغفال لبقية التشكيليين في المملكة إلا إن ما حدث وللمرة الثانية من إقامة معارض تكريم الهدف منه وفاء للراحل وتعبير صادق ودعم لأسرة من رحل عنا من التشكيليين كان فيه فنانو الغربية الأبرز، فبعد تكريم الراحل فهد الحجيلان جاء تكريم الفنان نبيل طاهر- يرحمهم الله- بمبادرة قام بها عدد من أحبته شمل القاصي والداني من جده ومناطق المملكة إما بحضور شخصي أو بتقديم لوحاتهم لمعرض يستحقه الراحل نبيل طاهر بكل المقاييس. جمعهم في قلبه حيا فاجتمعت له قلوبهم راحلا لم يتردد من شارك في معرض تكريم الراحل نبيل طاهر بتقديم أعمالهم ولم يتوانوا من أحبهم وأحبوه من مختلف أطياف المجتمع الجداوي من الحضور عند افتتاح المعرض أوما تبعه من زيارات لم تنقطع من أدباء وشعراء وكتاب وإعلاميين..الذين كان- يرحمه الله- قد جمعهم وغيرهم في قلبه الصغير محبا لهم فجاءوا بقلوبهم وأجسادهم في معرض تكريمه الذي بادرت به جمعية الثقافة والفنون فرع جده بالتعاون مع النادي الأدبي في جده ..فنان يستحق التكريم يحمل التقدير لكل من حوله أو يعرفه تسبقه ابتسامته وصدق مشاعره التقيته لأول مرة في جده عند حضوري حفل جائزة ضياء عزيز وكأنني أعرفه من سنين طويلة كان -يرحمه الله- ممتلكا كاريزما جعلت الآخرين يقبلون على احترامه، فهو قليل الكلام تسبقه مبادراته وأعماله، وتطوعه الوطني دون تصادم أو كسب عداوة، أو إثارة مواقف لا تخدم الفن والفنانين ففي سيرته الذاتية التي يطلع عليها الجمع أقل مما هو عليه من كنوز تجاه الوطن وخدمة الفنانين والفن التشكيلي. قال عنه الشاعر الأستاذ محمد آل صبيح مدير فرع جمعية الثقافة والفنون في جدة إ معرض تكريم الفنان الراحل نبيل طاهر -رحمه الله- يأتي امتدادا لنهج جمعية الثقافة والفنون وبدعم ومتابعة من رئيس مجلس الإدارة الأستاذ عبدالعزيز السماعيل ومدير عام الجمعية الدكتور نايف خلف الثقيل، وإقامته بالتعاون مع نادي جدة الأدبي وصالة روى الفن يجسد عمق العلاقات والترابط في مجتمعنا الذي توارث قيم التكريم والوفاء من أسلافه والفنان الراحل- رحمه الله- سيرته عطرة ومسيرته حافلة بالعطاء فقد تزاملت معه في الجمعية، وكان يتحلى بدماثة الخلق ومحبته للناس وتواصله مع الفنانين وحرصه على تواجدهم كانت ابتسامته علامة فارقة، رحل وبقيت مآثره وذكراه الطيبة، ورغم الحزن على فراقه إلا أن ممايجبر المصاب معرض الوفاء الذي شارك فيه الفنانات والفنانون ورسم ابتسامة الرضا على ملامح ابنه بندر وبقية أفراد عائلته، وبدوري أسأل الله الرحمة والمغفرة للفقيد وتقدم بوافر الشكر والامتنان لمنسوبي الجمعية، ولكل من شارك وساهم في إقامة المعرض، وأخص بالشكر الأستاذ الدكتور عبدالله بن عويقل السلمي رئيس نادي جدة الأدبي على دعم النادي للمبادرة ومشاركته الشخصية وللفنان القدير هشام بنجابي وصالة روى الفن على الجهود الكبيرة والمواقف النبيلة، وكذلك الفنان القدير الكريم طه صبان رجل المواقف الإنسانية والأستاذ الإعلامي خيرالله زربان على دوره المحوري وحهوده المتواصلة في جميع برامج وفعاليات حركة الفن التشكيلي، كما أشكر الدكتور حمود أبو طالب والموسيقار طلال باغر على الحضور والمساندة. والشكر أجزله للنبيل الفنان القدير علي ناجع الذي ضرب لنا المثل في الوفاء بتجشم عناء السفر براً من جيزان للحضور والمشاركة، وستبقى جمعية الثقافة والفنون العنوان الكبير لرعاية ودعم الفنانين والمثقفين بما تملك من إمكانيات. كما علق الفنان أحمد الخزمري رئيس لجنة الفنون التشكيلية في فرع جده أن المعرض يأتي ضمن رسالة الجمعية المتمثلة في احتواء جميع الفنانين والفنانات ومشاطرتهم أفراحهم وأحزانهم، هذا الدور الأسمى والأرقى وجمعية الثقافة والفنون بجدة لها دور رائد في هذا المجال بقيادة أخي الأستاذ محمد آل صبيح، نتمنى أن نصل إلى ما هو مناط بنا، وتفعيل دور الجمعية في جميع المناشط الثقافية، والأهم الاحتواء والتواصل مع كل المبدعين والأخذ بأيديهم والتضامن معهم، والأخ نبيل الله يرحمه كان يعمل في صمت، كسب حب الجميع، وما هذا الحضور في تكريمه الا دلالة على صدق الشعور ومكانته العالية، وما نقول الا الله يرحمك أخي نبيل ويعفو عنك.. تكريم والتقاء جمع التشكيليين بعنوان «وفاء» للفنان التشكيلي نبيل طاهر -يرحمه الله- تم إقامة المبادرة التكريمية للراحل بمعرض تشكيلي شارك فيه مجموعة من الفنانين والفنانات التشكيليات، افتتحه الدكتور عبدالله عويقل السلمي رئيس النادي الأدبي بجدة والأستاذ محمد آل صبيح مدير جمعية الثقافة والفنون بجدة بحضور جمع من محبي الفنان نبيل من أدباء وإعلاميين وشعراء ومن أفراد أسرته ومحبيه من خارج المجال الفني، وشارك في المعرض مجموعة من الفنانين والفنانات هشام بنجابي وهند نصير وهدى العمر ودلال أكرم شومان ومحمد غالب عسيري وحنان صالح وأسماء مغربل وفتح نعمان وفهد باسودان وأحمد شويل وسلوى حجر وأحمد معوض ومها زغلول وصادق غالب ونادية علاوي، ومريم بفلح ومطلوبة قربان ونورة الزهراني وشيهانة فهد وزهرة خلف وأمل إبراهيم الشمراني وعبده الفايز وأمل علم وريم باطرفي وعلياء محمد علي وأسماء محمد علي ونرمين بامانع وسهام منصور وسليمان باجبع وإكرام القحطاني ومحمد حلسان الزهراني وأحمد الخزمري ومحمد العبلان وحسين دقاس وعبدالمجيد الأهدل وصالحة العساف وحبيبة الباز وفيصل الخديدي وتغريد حكمي وسامية مهدلي. جناح خاص لأعمال الفنان نبيل طاهر هذا وقد خصص للفنان الراحل جناح ضم ما يزيد على الثلاثين لوحة كما عرض له المجسم الوحيد الذي يمثل حمامة السلام، وقد جاء اختيار أعماله ممثلة لمراحله التي مر بها والمواضيع التي استلهم تلك اللوحات منها حيث برز فيها ولاؤه في لوحتين لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ولولي العهد الأمير محمد بن سلمان ما قدم من انتمائه لمحيطه الاجتماعي والديني حيث خص للحرمين الشريفين جزءا من أعماله. وفي نهاية الجولة تم تكريم جميع الفنانين والفنانات أصحاب اللوحات المشاركة.