تحولت الهزيمة الرياضية لمنتخب مصر في كرة القدم من ملف رياضي إلى ملف سياسي. وكشفت مصادر مطلعة بالقاهرة أن الجهات الرقابية بدأت بالتحقيق في المخالفات المالية والإدارية التي ارتكبها اتحاد الكرة المصري؛ وهو ما أدى إلى ظهور مصر بهذا المستوى المتواضع بالرغم من أن الدولة المصرية وفرت لهذا الاتحاد كل الإمكانيات من أجل الظهور بمظهر مشرف. وأضافت المصادر بأن كل ما يتعلق بهذه البطولة سيكون محل تحقيق كبير دون التغافل عما سوف يتم اكتشافه فيما حدث في أي وقت مضى. موضحًا أن الدولة بذلت قصارى جهدها من أجل العمل على نجاح هذه البطولة موفرة كل الإمكانيات الاحترافية من تجهيز المطارات وحتى تجهيز الملاعب والاستادات، حتى منظومة التذاكر، والاستعانة بالخبراء، وتذليل كل العقبات الروتينية. كما طورت الدولة البنية التحتية للعديد من المرافق لتناسب هذا الحدث، لكن - للأسف - كان التراخي والإهمال والفساد هي ما حصل عليه الشعب. وقال سليمان وهدان وكيل مجلس النواب المصري «البرلمان» إنه حذر في الوقت السابق من فساد الرياضة، خاصة اتحاد الكرة المصري، بعد النتائج المخيبة والفضيحة التي حدثت في روسيا 2018، وطالب من خلال مجلس النواب باستقالة اتحاد الكرة، وهو ما لم يحدث، وعدم المحاسبة هو ما أوصلنا لتلك النتائج في بطولة إفريقيا 2019، مطالبًا بضرورة محاسبة اتحاد الكرة في تهم الفساد والمحسوبية، وعدم الاكتفاء بالاستقالة. وأضاف وهدان بأن الفشل والفساد يتكرران الآن من أعضاء الجبلاية؛ لذلك لا بد هذه المرة من محاسبة حقيقية عن كل الفشل وحالة الحزن التي تعرض لها الشعب المصري، والإخفاق في كل شيء، سواء في اختيار المدرب وحصوله على أعلى راتب في إفريقيا (106 آلاف دولار) أي ما يعادل مليونًا و700 ألف جنيه مصري شهريًّا، وكذلك في المجاملات لبعض اللاعبين، أو فيما حدث داخل معسكر المنتخب، واستبعاد اللاعب عمرو وردة ورجوعه مرة أخرى. وشدَّد وكيل النواب على أن المسؤولين في الدولة عن الرياضة المصرية عليهم دور كبير في كشف فساد قطاع الرياضة، من خلال تقديم كل الفاشلين والفاسدين إلى المحاسبة؛ فهم ليسوا أعلى من رئيس الفيفا جوزيف بلاتر الذي تقدم للمحاكمة في بلده سويسرا. مضيفًا بأن محاسبة هؤلاء هو من أجل إنقاذ سمعة مصر الدولية والرياضية. فيما أعرب الدكتور محمود حسين، وكيل لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، عن أسفه واستيائه من الأداء السيئ للمنتخب المصري لكرة القدم في مباراته مع جنوب إفريقيا، وخسارته بهدف مقابل لا شيء، وخروجه بشكل مهين من بطولة كأس الأمم الإفريقية مخيبًا آمال الجماهير المصرية. وطالب حسين في طلب إحاطة، قدمه للدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب لتوجيهه إلى الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، بالتحقيق في الأسباب التي كانت وراء الأداء المتواضع لمنتخب الفراعنة في هذه البطولة بعد أن وفّرت الدولة جميع الإمكانيات للمنتخب المصري لكرة القدم. كما أشار النائب إلى محاسبة المسؤول عن اختيار أجيري ليكون مدربًا للفراعنة وهو صاحب أعلى الرواتب بين مدربي البطولة، فلماذا لم يتم التعاقد مع اسم كبير لتولي المهمة؟ وتابع: هذا المدرب والجهاز الفني المتواضع قاما باستبعاد لاعبين مميزين لصالح لاعبين أجمع كل الخبراء على عدم أحقيتهم لتمثيل المنتخب مقارنه بآخرين. وطالب بإعلان نتائج محاسبة المسؤولين حتى تهدأ نفوس المصريين.