يدخل منتخب مصر مرحلة الجد في سعيه للتتويج بلقب بطولة كأس الأمم الإفريقية على أرضه، وذلك بلقائه جنوب إفريقيا في ثاني أيام الدور ثُمن النهائي، الذي يشهد مباراة مرتقبة بين حاملة اللقب الكاميرون ونيجيريا. ودخل منتخب الفراعنة البطولة الخامسة التي تقام على أرضه، وهو من المرشحين المنطقيين لتعزيز رقمه القياسي، والتتويج باللقب للمرة الثامنة. فعلى رأس المجموعة الأولى أنهى المنتخب الأحمر منافسات الدور الأول بثلاثة انتصارات في ثلاث مباريات، وشباك نظيفة لمحمد الشناوي، الحارس الأساسي الذي لم يغب عن المرمى المصري من البداية. لكن كغيره، سيكون المنتخب المصري بدءًا من اليوم على موعد مع المرحلة التي لا مجال للخطأ فيها؛ إذ الخسارة تعني الخروج تلقائيًّا. بالنسبة إلى مصر الحسابات أكبر، ووطأة التوقعات أكثر ثقلاً، ولاسيما أنها المضيف، وسيكون لاعبوها في مواجهة حساب مع نحو 75 ألف متفرج، تغص بهم مدرجات استاد القاهرة، ونحو 100 مليون آخرين من بحر الإسكندرية شمالاً، إلى ما بعد (أبو سنبل) قرب الحدود مع السودان جنوبًا. لقاء مصر وجنوب إفريقيا سيكون الثالث بينهما في تاريخ البطولة، ويحمل آخرهما ذكرى طيبة للمصريين عندما فازوا بثنائية نظيفة في نهائي 1998؛ ليحرزوا اللقب الرابع في بوركينا فاسو، ويكرروا بذلك فوزًا حققوه قبل عامين في الدور الأول لنسخة 1996 في جوهانسبورغ بهدف نظيف. لقاء الجبابرة بين الكاميرون ونيجيريا وسيكون الفائز من مباراة منتخبَي مصر وجنوب إفريقيا على موعد في ربع النهائي مع الفائز من لقاء الكاميرون التي أحرزت عام 2017 لقبها الخامس في البطولة، ونيجيريا المتوجة باللقب القاري ثلاث مرات. ويُعد المنتخبان من الأسماء التي يحسب لها حساب قاريًّا؛ إذ يجمعان فيما بينهما نحو خمسة ألقاب البطولة (7 من 31 نسخة قبل 2019)، وسيكون لقاؤهما اليوم السبت في الإسكندرية السابع بينهما في البطولة. وفي دليل إضافي على حدة المنافسة بين الجارين اللذين يتشاركان حدودًا، يتجاوز طولها 16 ألف كلم، فقد اجتمعا ثلاث مرات (من أصل الست السابقة) في المباراة النهائية، مع أفضلية كاميرونية بفوزين (في 1984 و1988)، مقابل تتويج نيجيري في 2000 بركلات الترجيح.