تقدَّم الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم باعتراض رسمي أمام اتحاد أميركا الجنوبية «كونميبول» بشأن ما اعتبره «أخطاء تحكيمية خطيرة وجسيمة» في مباراة نصف نهائي كوبا أميركا التي خسرها منتخب بلاده أمام غريمه البرازيلي المضيف صفر -2 الثلاثاء. وكان المنتخب الأرجنتيني الذي خسر نهائي النسختين الماضيتين أمام تشيلي عامي 2015 و2016، يمني النفس بأن يذهب خطوة إضافية إلى الأمام وأن يحرز أول ألقابه منذ 1993 حين توّج بطلاً لكوبا أميركا بالذات، إلا أن مشوار ليونيل ميسي ورفاقه انتهى على يد أصحاب الضيافة عند دور الأربعة. ولم يكن ميسي راضياً على الإطلاق عن أداء الحكم الإكوادوري رودي زامبرانو الذي رفض الاحتكام إلى تقنية الفيديو «في أيه آر» في مناسبتين كانتا كفيلتين بتغيير مجرى المباراة بحسب ما رأى الأرجنتينيون. ووجه نجم برشلونة الإسباني سهامه نحو الاتحاد القاري، زاعماً بأن منتخب بلاده يتعرض لظلم و»سئمت الحديث عن الهراء في هذه النسخة من كوبا (أميركا)»، موضحاً «البرازيل كانت البلد المضيف وهم يديرون الكثير في «كونميبول» هذه الأيام، مما يجعل الأمر معقداً» على المنتخبات الأخرى. وحظي ميسي بمساندة من رئيس الاتحاد الأرجنتيني للعبة كلاوديو تابيا الذي بعث برسالة من ست صفحات إلى الاتحاد القاري، منتقداً فيها رئيس البرازيل جاير بولسونارو الذي كان حاضراً في مباراة بيلو هوريزونتني، لأن ما قام به يعتبر «مظاهر سياسية واضحة» تضمنت «لفة شرف أولمبية حول الملعب في نهاية الشوط الأول». واعتبر تابيا أن الحكم الإكوادوري زامبرانو «أغفل بشكل غير مبرر استخدام «في أيه آر» في حركتين محددتين على الأقل، ما أثَّر بشكل واضح على النتيجة النهائية للمباراة»، متسائلاً عمَّا إذا كانت «مبادئ الأخلاق والولاء والشفافية» قد لوحظت خلال المباراة. وكشف تابيا أن الاتحاد الأرجنتيني شكّك في تعيين فريق التحكيم بسبب «التاريخ السلبي لزامبرانو» الذي «زاد من الشكوك» المحيطة بنزاهة المباراة، منتقداً أيضاً الاتحاد البرازيلي لكرة القدم بسبب «خرقه للقواعد التنظيمية» التي تسببت في «تأخير غير مبرر في نقل المعدات إلى الملعب» باستثناء تلك الخاصة بالمنتخب المضيف. وبدا تابيا غاضباً بشكل خاص من وجود بولسونارو الذي دخل الملعب في نهاية الشوط الأول ولوح بحماس للجماهير، وحتى إنه قفز في إحدى المراحل فوق لوحات الإعلانات ولوح بالعلم الوطني. وشدد تابيا على أن أن قواعد الاتحادين الدولي «فيفا» والأميركي الجنوبي «كونميبول» «تحظر... المظاهر السياسية في حدث رياضي»، موضحاً أن كلا الاتحادين «فرضا (سابقاً) عقوبات على اللاعبين لإظهارهم ولاءهم السياسي بشكل واضح خلال المباريات». وفي اتصال مع وكالة فرانس برس، قال متحدث باسم «كونميبول» إن الاتحاد القاري يبحث في كيفية الرد على هذه الاتهامات الأرجنتينية.