كان للمال القطري دوره الذي لا يستهان به في كسب ولاء الصحافة الغربية، ومراكز الفكر والرأي والدراسات الغربية للشرق الأوسط، عبر الدعم المباشر وغير المباشر، من أجل تحسين صورتها وتشويه صورة السعودية، فبحسب واشنطن تايمز التي نشرت تقريرًا عن الدور القطري في شراء وسائل الإعلام الغربية، حيث تلقى معهد بروكينغز Brookings على 15 مليون دولار في عام 2013، وعلى الأقل 2 مليون دولار في العام الماضي فقط - وربما أكثر من ذلك بكثير. لقد أتاح هذا التمويل لBrookings مركزًا فخمًا في الدوحة. من جانب آخر دعم النظام القطري مراكز الدراسات والرأي الغربية، ويتضح ذلك من التدفق المطرد للأوراق الأكاديمية، التي تركز على رعاية المملكة العربية السعودية للجماعات الإسلامية المتشددة، وتقلل من جهودها في مكافحة ومحاربة الإرهاب، في محاولة للإضرار بصورة السعودية، وجهودها المشهودة في رعاية السلام ومحاربة الإرهاب بكافة أشكاله. الدعم وشراء الذمم بالمال القطري تعدى حدود الصحافة ومراكز الدراسات إلى الجامعات الأمريكية بما في ذلك الجامعات العامة الحكومية من خلال منسوبي الجامعات، عبر تكوين الصداقات وكسب الولاء والتأثير، فقد تعدى الاهتمام بالمؤثرين في اليسار إلى الاهتمام بالمنظمات اليهودية الأمريكية الرائدة منذ عام 2017 وتقديم دعوات ومبالغ مالية وتذاكر سفر لأعضائها. بعد انتشار خبر الدعم من الدوحة تم التنديد على نطاق واسع بالمنظمة الصهيونية الأمريكية في وسائل الإعلام اليهودية بعد قبولها التمويل القطري وقبول بعد أعضائها للمال القطري الداعم لحماس، والباحث عن الدعم اليهودي الأمريكي في نفس الوقت. التقرير المنشور يسرد وقائع تثبت الحرب الإعلامية التي شنتها الصحف الغربية خصوصا الأمريكية على السعودية فيما يتعلق بالإصلاحات السياسية والاقتصادية، وكذلك فيما يتعلق بقضية «خاشقجي»، فقد كان بتمويل وإيعاز من الدوحة، يكشف التقرير بالأسماء الذمم المشتراة، فعلى سبيل المثال «تيم قسطنطين» كاتب من كتاب واشنطن تايمز ومذيع استخدم عموده الصحفي وبرنامجه لدعم قطر، ومهاجمة السعودية لكسب الود القطري والمال الحرام. تروج قطر عبر أذرعها الإعلامية والموالية لها منذ فترة طويلة أن السعودية هي المصدرة للإرهاب والتطرّف بالعالم، وتقدم للعالم روايتها المزعومة حول تعرضها للحصار بسبب أفكارها الديمقراطية التقدمية المعتدلة، في محاولة لإقناع الأمريكيين بصدق روايتها، ويعزو التقرير مسؤولية الكذب والخداع والتضليل الإعلامي للنظام القطري، ومنافذ الأخبار الأمريكية والمراكز الفكرية كشريك لنشر الدعاية القطرية بعد تلقي الثمن.