لا يشكر الله من لا يشكر عباده، هذا هو ديدن أبناء الوطن الذين يستلهمون الوفاء ويتوارثونه أبًا عن جد في وطن الوفاء واقتداء بما عهد من حكومتنا الرشيدة في محافل كثيرة ومناسبات عديدة يتوجها والد الجميع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو لي عهده قائد مسيرة الوطن المجيدة الأمير محمد بن سلمان، إذ لا يمر وقت إلا ونسمع عن تكريم وتقدير جهود لأبناء الوطن المخلصين في كل مجال من مجالات خدمة الوطن والمواطن.. وقبل أيام قامت إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بجدة بتكريم الفنان والمربي واحد رواد الفن التشكيلي السعودي عبد الله نواوي، التكريم الذي يأتي انطلاقًا من أهمية التكريم السمة الحضارية في المجتمعات، والتعريف لأجيال الوطن من الشباب على جهود من سبقوهم للاقتداء بهم ومعرفة ما عانوه من صعبوات ومعاناة تفرضها الظروف والأزمنة لإيجاد مساحة من المقارنة بينها وبين ما ينعم بها شباب اليوم من أفضل السبل وتفاعل من الجهات الرسمية ومن المجتمع خصوصًا في ما يتعلق بالثقافة منها الفنون التشكيلية. تكريم لائق هذا، وقد بدأ حفل التكريم بالسلام الملكي السعودي، فكلمة الفنان محمد الشهري عن لجنة الفنون البصرية في الجمعية أعرب فيها عن سعادته واعتزازه بهذه المناسبة التي تكرم فيها الجمعية الفنان عبدالله نواوي الذي قدم الكثير للفن التشكيلي السعودي وتخرج على يده الكثير من الفنانين، بعد ذلك تحدث الفنان هشام بنجابي نيابة عن الفنانين التشكيليين تحدث فيها عن تجربة النواوي ومواقفه الإنسانية في دعم الفنانين، ثم تحدث الموهوب قسورة زارع أحد مواهب لجنة ثقافة الطفل في الجمعية شكر فيها النواوي، وقال: الشكر لجميع رواد الحركة التشكيلية الذين فتحوا لنا الأبواب ومنهم تعلمنا كيف نشكل بالوناً ونرسم. ثم توالت الفقرات بعرض فيلم وثائقي عن الجمعية وبرامجها المتنوعة التي قدمتها خلال عام 2018-2019 ثم قدم أوبريت وطني بعنوان (دار السعود) من إنتاج الجمعية تلاه فلم وثائقي عن سيرة ومسيرة الفنان عبدالله نواوي. واختتم حفل التكريم بتقديم الهدايا من الفنانين والفنانات منهم الفنان إبراهيم بوقس والفنان نذير ياوز والفنان محمد الشهري والفنان عبدالرحمن مغربي والفنانه أمل الزهراني والفنانه سلوى حجر والفنان الإعلامي خيرالله زربان والخطاط سعيد لافي. وفي ختام الحفل قدم للفنان عبد الله نواوي وسام الثقافة والفنون من إدارة الجمعية ممثلة في مديرها محمد آل صبيح والفنان أحمد الخزمري فكلمة للمكرم تحدث فيها بدموع الفرح والمحبة عن سعادته وشكره للجمعية على تكريمه. واختتم الحفل الأستاذ محمد آل صبيح بكلمة شكر فيها الفنانين على حضورهم ومشاركتهم في حفل تكريم النواوي وقال إن التكريم الحقيقي يكمن في هذا الحب الذي نلمسه هذا المساء فما زرعه الفنان عبدالله نواوي بالأمس يجني ثماره الليلة. معرض استعادي وقد تضمن إقامة حفل تكريم للفنان عبد الله نواوي تنظيم معرض شخصي للفنان في قاعة عبدالحليم رضوي بالجمعية اشتمل على 35 عملاً فنياً متنوع المقاسات كما تضمن المعرض عرض جميع ما حصل عليه في رحلته ومسيرته الفنية من الدروع وشهادات التقدير التي قدمت للفنان خلال مسيرته الفنية، كما شهد المعرض حضور نخبة من الفنانين التشكيلين في جدة يتقدمهم طه صبان وضياء عزيز وهشام بنجابي ونبيل نجدي والخطاط سعود خان ومن الرياض حضر النحات طلال الطخيس ومن مكة الفنان شاهر الشهري والفنان خالد بايونس ومن أبها حضر الفنان مفرح عسيري ومن بيشه الفنان عارف الغامدي، كما حضر الإعلامي سعد زهير والمسرحي خالد الحربي. سيرة ومسيرة عطرة ولد النواوي بمكةالمكرمة عام 1363 وتلقى تعليمه الابتدائي في السعدية والمتوسطة في معهد المعلمين بمكةالمكرمة، ثم أكمل دراسته الثانوية بمعهد التربية الفنية بالرياض، ثم واصل دراسته العليا حيث أكمل البكالوريوس بجامعة أنديانا والماجستير بجامعة كلورادو بأمريكا ثم عاد إلى المملكة وعمل مشرفًا تربويًا لمادة التربية الفنية، فترأس قسم التربية الفنية بتعليم جدة كما عمل نائبًا لرئيس بيت الفنانين التشكيليين ورئيسًا للفنون التشكيلية بجمعية الثقافة والفنون بجدة ممثلاً المملكة في العديد من المحافل والمؤتمرات الدولية حول العالم، كما كان مستشارًا ومنظمًا للمعارض الدولية بوزارة الثقافة والإعلام. وفي تصريح للأستاذ الشاعر محمد آل صبيح مدير فرع الجمعية في جدة قال إن تكريم الرموز والرواد واجب يقتضي القيام به لما قدموه من جزات عبر مسيرتهم الحافلة بالعطاء، ونحن في جمعية الثقافة والفنون بجدة نؤمن بأهمية التكريم كونه ظاهرة حضارية في المجتمعات وقد توارثنا من أسلافنا هذا المبدأ الذي يجسد الوفاء والعرفان والتلاحم المجتمعي. وتكريم الفنان عبدالله نواوي يأتي عرفنًا لأحد رواد الحركة التشكيلية السعودية فسيرته عطره بنبل أخلاقه ومسيرته حافلة وتجربته ثرية هويتها سعودية ورسالتها عالمية، ويعد من الفنانين الذين تتجلى فيهم معاني الإنسانية، ودموعه في هذا المساء كانت رسالة تعبر عن فرحته بهذا التكريم الذي بلا شك يعزز قيم الانتماء في الوجدان، ولدينا قائمة نستهدف فيها تكريم الفنانين التشكيلين وكل من ساهم في الارتقاء بمشهدنا الثقافي وخدمة الوطن. الفنان النواوي وكلمة للصفحة وفي اتصال من الصفحة مع الفنان المربي عبد الله نواوي تحدث عن سعادته بهذا التكريم وبما قدمته الجمعية من جهود مسحت كما يقول الكثير من المعاناة التي يواجهها كل من عمل ويعمل في المجال الفني أو الإداري، إضافة إلى ما بذل من دعوات تشرفت بها، وأشكر كل من لبى الدعوة من أجيال الفن التشكيلي من قامات كبيرة ورفاق درب في العمل والفن، وسعدت بكل فقرات الحفل التي أضافت جوًا من البهجة والفرح والسعادة شاركني فيها الحضور.