ظفرت سودة عسير بالموسم الثاني عشر من مواسم السعودية 2019م التي تتضمن فعاليات سياحية منوعة في كل موسم. حيث أعلنت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني اعتماد وإدراج موسم السودة في عسير ضمن مبادرة مواسم السعودية 2019 التي أطلقت فبراير الماضي وتضم مواسم سياحية تغطي معظم مناطق المملكة، وتعد المبادرة الخطوة الأولى من نوعها على المستوى الإقليمي، وتهدف لدفع عجلة التقدم للسياحة الداخلية في المملكة حيث شملت مواسم السعودية 2019؛ موسم المنطقة الشرقية، وشهر رمضان المبارك، وعيد الفطر، وجدة، والطائف، وعيد الأضحى، واليوم الوطني، والرياض، والدرعية، والعلا، وحائل. ويأتي إدراج موسم السودة ضمن مواسم السعودية 2019، الذي ستكون فترة أنشطته خلال شهر ذي الحجة 1440ه الموافق لشهر أغسطس 2019م، لما تمتاز به منطقة السودة في عسير من مقومات طبيعية خلابة تراوح بين جمال الغابات في السودة والمرتفعات ذات الإطلالات الشاهقة والمقومات المناخية المتميزة للمنطقة ومقوماتها السياحية والرياضية والترفيهية، حيث يعد جبل السودة أعلى نقطة في المملكة. وكان رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني معالي الأستاذ أحمد بن عقيل الخطيب قد أكد أن مواسم السعودية 2019 تأتي لدفع عجلة التنمية السياحية ولتفعيل قطاع السياحة، وإطلاق قدرات القطاعات المعنية، وتوفير فرص عمل مؤقتة ودائمة في هذا المجال، مشيراً إلى أن البرنامج إحدى المبادرات التي تأتي في إطار رفع مستوى جودة الحياة للمواطنين، وبناء مجتمع حيوي، إذ تزخر المملكة بعدد من المقومات السياحية المهمة، بما في ذلك المناظر الطبيعية الخلابة، والثقافة العربية الأصيلة، والمواقع التاريخية العريقة، والبنى التحتية المتطورة، وسيسهم ذلك في زيادة حجم الإنفاق في الداخل، وتعزيز النشاط الاقتصادي، ودعم القطاعات المرتبطة في السياحة. يشار إلى أن مبادرة «مواسم السعودية 2019» تأتي نتاج جهود عدة جهات حكومية، تحت قيادة لجنة عليا يرأسها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية رئيس لجنة الفعاليات حفظه الله. وتضم اللجنة: وزارة الثقافة، الهيئة العامة للترفيه، الهيئة العامة للرياضة، الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات، وبالتنسيق مع كافة الجهات المختصة. وقد بدأت أولى ثمار مبادرة مواسم السعودية 2019م بموسم الشرقية الذي انطلق الشهر الماضي مستقطباً عدد زوار تجاوز (3) ملايين زائر من داخل المملكة وخارجها، مما جعله محل اهتمام ومحط أنظار من قبل الجميع، وتلاه موسم رمضان الذي يتواصل طيلة شهر رمضان المبارك. السودة أعلى قمة جبلية في المملكة ويعد جبل السودة، أكبر جبل في المملكة حيث يبلغ ارتفاعه حوالي 9.843 قدم، وهو يحتل المركز الأول كأعلى قمة جبلية في السعودية وهو من أهم جبال المملكة وأكثرها جذباً للسياح، نظراً للطبيعية الخلابة التي حباه الله بها وإطلالته الخلابة وسيطرة الأجواء المُعتدلة عليه على مدار العام. ويقع جبل السودة شمال غرب مدينة أبها، ويعد من أعلى جبال المملكة على الإطلاق، إذ يبلغ ارتفاعه 3015م عن سطح البحر، ويكتسي الجبل بغابات كثيفة من أشجار العرعر التي تُعطيه منظراً جمالياً رائعاً. أما عن سبب تسمية هذا الجبل بالجبل الأسود فلا يزال غامضاً حتى الآن حيث يعد لغزاً ولكن السكان المحليون يعتقدون أن الاسم جاء من أشجار الآرار الداكنة التي تنمو في جميع أنحاء الجبل بالإضافة للغيوم الداكنة التي تلوح في الأفق فوقه. ويبعد جبل السودة 20 كلم عن مدينة أبها، إحدى المدن الواقعة على سلسلة جبال عسير، وتكسو جبال السودة أشجار العرعر الكثيفة، مكونة غابات الجبال الخضراء في سلسلة جبال عسير، وتعيش فيها أنواع مختلفة من الحياة الفطرية في تلك المرتفعات الجبلية. وتعد السودة أحد أهم المصايف السعودية، ذات الأجواء الباردة والممطرة في فصل الصيف، حيث تتكون السحب الماطرة على تلك المرتفعات، لتسجل نسباً أعلى في الأمطار عن غيرها حيث تسجل درجات الحرارة في مرتفعات السودة درجات حرارة تصل ل15 درجة مئوية في شهر أغسطس الشهر الأكثر حرارة في مناطق السعودية. ونظرا لأنه من أبرز المعالم السياحية في منطقة عسير يشهد منتزه «السودة» إقبال الكثير من المتنزهين والسياح من المواطنين والمقيمين إلى المنتزه خاصة بأشهر الصيف وذلك لأجوائها الساحرة ومناظرها البديعة حيث يساعد ارتفاع المنطقة في إضفاء أجواء لطيفة ومعتدلة عليها في الصيف حيث تكتظ بالعديد من الزائرين من داخل المملكة ومن خارجها. كما تشهد مهرجانات وفعاليات سياحية خلال الصيف. وتوجد في الجبال مناظير مكبرة في بعض الأجزاء كمطلات لمشاهدة المناظر الرائعة لتلك الأغوار والأودية والقرى المجاورة التي تقع في سهول تهامة. وعلى امتداد مرتفعات السودة يقع منتزه عسير الوطني وهو أول منتزه وطني على مستوى المملكة في منطقة عسير, الذي يشتمل على غابات الصنوبر والعرعر المعمر والزيتون البري والحشائش البرية الطويلة مع انتشار الطيور المستوطنة والقردة بالمنطقة كلها ساعد وجودها نسب الأمطار المرتفعة والأعلى بمنطقة عسير. وتعد قرية السودة لؤلؤة سياحية نادرة، وتكثر في السودة المطلات السياحية المطلة على مشاهد طبيعية خلابة كالجبال والغابات العظيمة الخضراء المحيطة بها، وطبعًا منظر الغيوم من فوق. وعلى مقربة من منتزه السودة تقع مجموعة من القرى التي تشكل مواقع سياحية متميزة وهي مواقع بكر، مثل قرى باحة ربيعة، التي تضم منتزه (المحتطبة) الذي يتميز بوجود شلالات طبيعية، ومجموعة من البحيرات التي تكونت نتيجة الجريان الدائم للمياه وكذلك هطول الأمطار. وقد تم افتتاح منتزه الملك عبد العزيز شمال السودة ويحتوي على مناظر طبيعية خلابة، وخدمات متنوعة للزائرين والسياح.