في علم الدراما، فإن أي شخصية يقوم بلعب دورها ممثل ما وتصل إلى كره الجمهور لها أو عشقها فإن هذا يعني أن الممثل قد وصل ذروة العطاء الفني والتقني للشخصية، ولبس تفاصيلها بكل تقاطعاتها وتناقضاتها. هكذا فعل الممثل الأكاديمي عبد الإله السناني الذي يتقمّص دور «عبد المحسن»، في مسلسل «العاصوف» بجزئيه الأول والثاني، وهي شخصية انتهازية فاشلة، يعتمد على الآخرين في حياته ويقتات على متناقضات الأسرة. لقد لمس الجمهور هذه الشخصية في الجزء الماضي، لكن كرهه له ازدادت مع تفاصيل الجزء الثاني، حيث ازداد به الطمع مع ثورة ال «طفرة» الأولى، وهنا أجاد السناني في لعب مساحة أكبر وأداء تصاعدي لفت الأنظار، أما لماذا كرهنا محسن، فلأن عبد الإله أوصل لنا هذه الشخصية مثلما أراد المؤلف رحمه الله. يتطرق عبد الإله السناني إلى شخصية محسن في العمل، ويقول : «لمس المشاهد في الجزء الأول أن هذا الرجل مختلف عن بقية أفراد الأسرة، في الجزء الثاني تزداد حدة الصراع بين الشقيقين، في مقابل توازن تمثله الأم التي تحاول دائماً تهدئة الوضع». يوضح السناني الأسباب النفسية والمادية لنقمة محسن، عازياً ذلك لعدم تمكنه من الإنجاب، فضلاً عن كونه غير ناجح في تجارته، لذا فهو يغار من شقيقه ما سيدفعه في مرحلة ما إلى ارتكاب أشياء قد لا تحمد عقباها». ويضيف السناني : «هذه شخصية سيكولوجية، تتفاعل مع الحدث بحسب المصالح، لذا نراها متذبذبة، تعاني حالة نفسية اضطرابية»، ويوضح السناني أهمية دور محسن بالنسبة له، فيقول : «المكسب بالنسبة لي أنني تحولت من الكوميديا إلى الشر، حيث لا أكرر نفسي، ومشروعي ألاّ أقدم شخصيات كوميدية قبل انتهاء «العاصوف»، وأعد الجمهور أن لا أكرّر شخصية قدمتها سابقاً».