أشار الناقد د. عالي القرشي في ورقته النقدية التي دارت حول استيعاب السرد للفنون المختلفة إلى أبوية السرد للفنون؛ وأن كان هذا الأمر ينازعه فيه فنون وأجناس أدبية أُخر، مثل الشعر؛ والذي أدعى الأبوة منذ مقولة «الشعر ديوان العرب» والمسرح منذ مقولة أطلقها عليه رواده «المسرح أبو الفنون». إلا أن السرد يبقى صاحب الزعامة في ذلك بحكم قابليته لأن يحتضن تلك الفنون جميعًا. قدّم القرشي في ثنايا ورقته النقدية مجموعة من النماذج على ذلك؛ بدأها برواية العصفورية والذي وظّف فيه السارد فن الشعر في سرده، كذلك رواية ليلى الأحيدب «عيون الثعالب»، والتي جعلت الشعر فيها ينطق بلغة السرد. في حين وظّفت رجاء العالم في روايتها «مسرى يارقيب» الفن التشكيلي، وكذلك فعلت في روايتها «الخاتم»، حيث وظفت الغناء والموسيقى. ** ** - عالي القرشي