في عام 2018 أمرت المحكمة شركة جونسون آن جونسون بدفع 4.69 مليار دولار إلى 22 امرأة وعائلاتهن، بعد ادعائهن أن الأسبستوس الموجود في بودرة الأطفال تسبب لهن بالإصابة بسرطان المبيض. كما ربحت سيدة من كاليفورنيا هذا العام 2019 دعوى قضائية ضد الشركة حيث ألزمت المحكمة جونسون بدفع 29 مليون دولار للمرأة كتعويض، بعدما ثبت لهم مسؤوليتها في إصابة المرأة بالسرطان. القضايا ما زالت تتوالى على الشركة، حيث بلغت حتى الآن 13.000 دعوى قضائية في مختلف الولايات. التبعات التي توالت بعد ظهور قضية «جونسون آند جونسون» على السطح مجددا، تبين الخداع الذي قامت به شركة تصنيع الأدوية والمستحضرات الطبية، التي اتهمت بمعرفة المخاطر، وعدم إعلام الجمهور بحقيقة المواد الخام المستخدمة في بودرة «التلك» التي تحتوي على الأسبستوس، الذي يسبب السرطان. واجهت الشركة الآلاف من الدعاوى القضائية، وشهدت انخفاضا كبيرا في سعر سهمها، واكتسبت صورة سلبية عامة عن منتجها المسبب للسرطان، خصوصا بعد التحقيقات الصحفية، على سبيل المثال التحقيق الذي قامت به «رويترز» المدعم بالأدلة على معرفة الشركة باحتواء البودرة على المادة المسرطنة. على الرغم من خطورة هذه المعلومات فضلت الشركة عدم الإفصاح عنها للعامة، واستخدمت استراتيجية التجاهل، وقدمت تقارير محرّفة للجمهور. الاستراتيجية التي استخدمتها جونسون آند جونسون في تواصلها مع الجمهور، كانت غير أخلاقية وغير قانونية. عندما بدأت الأبحاث في السبعينات من القرن الماضي في تقديم دليل على أن منتجات الشركة تعرض الأشخاص لخطر الإصابة بأمراض الرئة والسرطان، تبنت الشركة تكتيكات «الترويج للإيجابيات وتحدي السلبيات»، فبدلا من الاعتراف بالحقائق واصلت الشركة التضليل وإصدار تقارير كاذبة، حيث احتفظت الشركة بكل سرية بمكونات المنتج، لإخفاء ممارساتها غير الأخلاقية. بالإضافة إلى ذلك قامت الشركة برعاية الدراسات لتقديم أدلة تتلاعب بالحقائق، وتفيد بأن منتجها آمن، فاستراتيجية تمويل الدراسات والأبحاث اختيرت لتحييد النتائج، التي تساءلت عن سلامة البودرة، وصحة ما يتردد عن احتوائها على مادة مسرطنة. في علم العلاقات العامة تعتبر هذه الحالة ثرية بالمفاهيم والاستراتيجيات الاتصالية التي انحرفت عن مسارها الصحيح، حيث تتناول هذه الحالة الممارسات غير القانونية والأخلاقية التي أدت إلى تضليل المستهلكين، وعدم الاعتراف بالخطأ بسبب الخوف من الإفلاس، وفقدان سمعتها بعد ما يتبين للناس التلاعب الذي مارسته الشركة. أعتقد أن الاستراتيجية الفعالة التي يجب أن تفعل لتنقذ الشركة وسمعتها هي استبدال الإدارة الحالية، والاعتراف بالممارسات غير الأخلاقية وبيان كيفية تجنبها مستقبلا. فصحة الناس تستلزم الشفافية، وممارسة الاتصال لاحتواء الأزمة، وإعادة للثقة للمنتج ولسمعة الشركة.